حرية ـ (29/10/2024)
على أحد مسارح العاصمة الإندونيسية جاكرتا، تصدح الموسيقى من مكبرات للصوت بينما ترقص مجموعة من الفنانين والفنانات في مسرحية موسيقية تحت أضواء المسرح متعددة الألوان.. لكن لم يكن هناك من يغني.
قدمت فرقة “فانتاسي تولي” أو (خيال الصم)، السبت، أول مسرحية موسيقية في إندونيسيا، بمشاركة فنانين وفنانات وفريق عمل مؤلف بالأساس من الصم، باستخدام شاشات حول خشبة المسرح تعرض الحوار وكلمات الأغنيات، بينما أدى الممثلون بتعابير وجوههم ولغة الإشارة بأيديهم.
وتتناول المسرحية الموسيقية “أغاني الصمت” محنة الطلاب في مدرسة متوسطة (إعدادية) للأطفال ذوي الإعاقة، وألّفت المخرجتان حسنة مفيدة وهيلجا تريزيا المسرحية بهدف زيادة الوعي والتشجيع على استخدام لغة الإشارة.
وقالت مفيدة، وهي صماء، بلغة الإشارة الإندونيسية “أملي هو أن نتمكن في المستقبل من تعزيز الشمول، وألا يكون هناك تفوق للسمع بين الصم ومن يسمعون، نحن متساوون”.
واستغرق إعداد المسرحية الموسيقية، التي شارك فيها أكثر من 60 ممثلاً وطاقم عمل من الصم تتراوح أعمارهم بين 16 و40 عاماً، 3 أشهر. وقالت هيلجا إنها مستوحاة من مسرح الصم الغربي في الولايات المتحدة.
ويتناول العرض تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس الإندونيسية، إذ يركز تعليم الطلاب الصم في كثير من الأحيان على تدريبات الكلام وقراءة الشفاه، أكثر من التركيز على لغة الإشارة، وسط نقاش أوسع حول أفضل أساليب تعليم الأطفال ذوي الإعاقات السمعية.
يرى البعض في مجتمع الصم أن التعليم الشفهي قد يؤدي إلى الشعور بالغربة والانعزال، وأن لغة الإشارة هي وسيلة طبيعية أكثر للتواصل بالنسبة لهم، ويقول أنصار هذه الطريقة إنها قد تعمل على دمج الأشخاص ذوي الإعاقات السمعية بشكل أفضل مع المجتمع.
وترى الممثلة الصماء هانا أريثا أوكتافيا أن العرض الموسيقي، كان بالنسبة لها وسيلة لتقديمها للغة الإشارة ومجتمع الصم الأوسع، وأضافت “خلال تدريبات الحوار، كان علينا استخدام أكبر قدر ممكن من التعبيرات ومتابعة مجريات القصة”.
وتابعت قائلة “ما هو مثير للاهتمام هو أننا في التدريبات علينا أن نشعر بالإيقاعات والاهتزازات ونطابقها مع حركات الرقصات، أتصور أن هذا هو الجزء الأكثر إثارة للاهتمام لأنني أحب أن أرقص، وقد انتبهنا جيدا للإيقاعات بمساعدة وسائل سمعية، نستخدم مكبرات صوت ضخمة للمساعدة في توجيهنا”.
ومن بين سكان إندونيسيا، وعددهم نحو 280 مليون نسمة، يعاني أكثر من مليونين من إعاقات سمعية، بما في ذلك 27983 طالباً في مدارس لذوي الاحتياجات الخاصة.