حرية ـ (30/10/2024)
تداولت صحف ومواقع في الإنترنت في عام 2015 خبرا مذهلا عن اكتشاف هاتف محمول متحجر أثناء عمليات التنقيب في قبر تاريخي في مدينة زالتسبورغ بالنمسا.
وذُكر حينها أن علماء الآثار في النمسا حققوا خلال حفريات قاموا بها في إحدى المقابر القديمة في مدينة زالتسبورغ، اكتشافا يهز العالم، ويقلب جميع المفاهيم السائدة.
وقيل أن الاكتشاف عبارة عن قالب يشبه إلى حد كبير الهاتف المحمول وخاصة النماذج الأولى لشركة نوكيا، وقد نقشت على ظهر “القطعة الأثرية” رموز غريبة، تشبه إلى حد كبير نقوش اللغة السومرية في بلاد ما بين النهرين.
في السياق أفيد بأن جدلا دار بين الباحثين عن أصل الاكتشاف، حيث ذُكر أن علماء يعتقدون أن هذا القالب الشبيه جدا بالهاتف المحمول وصل إلى النمسا من بلاد ما بين النهرين، وأن الخبراء يجهلون ماهيته والغرض منه.
البعض دفع بافتراض أن يكون القالب المصنوع على هيئة هاتف محمول، وصل عن طريق مسافر عبر الزمن رجع إلى الوراء من المستقبل. هؤلاء استندوا في حجة رئيسة تتمثل في أن القالب المكتشف يشبه تماما هواتف نوكيا المحمولة الأولى.
ورأي مضاد رفض هذه الرواية عن أصل الهاتف النقال الاثري، متحججا بالرموز الغامضة على لوحة المفاتيح وعدم وجود أرقام على هذا الهاتف المحمول العتيق، في حين رفض قسم آخر “الاكتشاف” من أساسه مؤكدين أنه ليس أكثر من عملية غش وخداع!
وكانت بوابة “Conspiracy Club ” أول من نشر النبأ مع صورة لهذا الاكتشاف الأثري المذهل في 21 ديسمبر 2015، ثم تلقفت الخبر صحيفة إكسبرس البريطانية الإلكترونية، وكتبت متسائلة: “ما الذي تشير إليه القطعة الأثرية التي تم العثور عليها؟ إلى حضارة متقدمة كانت موجودة في العصور القديمة أم إلى السفر عبر الزمن؟”.
وغطت بوابة “إكسبرس” هذا الحدث بالكثير من التفاصيل التي نسبت إلى خبراء، وذكرت أن الهاتف المحمول العتيق يعود إلى القرن الثالث عشر ما قبل الميلاد، في حين أفيد في مكان آخر بالصحيفة بأن عمر هذا القالب التي شُكل على هيئة هاتف محمول عصري قديم يبلغ 800 عام!
واستعان موقع آخر هو “MysteriousUniverse”، بخبير في الحضارة السومرية يدعى زكريا سيتشين، حيث رأى هذا الخبير أن الهاتف المحمول العتيق يعود إلى عام 1300 عام ما قبل الميلاد، مشيرا إلى أنه يعتقد أن كائنات فضائية من كوكب “نيبيرو” أحضرته إلى الأرض!
وبعد أن أجهد الكثير من المهتمين والمدونين وبعض الخبراء أنفسهم في ضرب الأخماس بالأسداس وطرح الافتراضات عن مصدر هذا القالب الغامض في شكل هاتف محمول، تبين في وقت لاحق من نفس العام أن القالب الذي تم تناقل صوره موجود بالفعل، وان الرموز التي نقشت عليه هي بالفعل من اللغة السومرية، لكنه ليس قديما على الإطلاق!
وفي نهاية المطاف تبين أن النحاتين الألمانيين كارين وكارل وينجارتنر، شكّلا اللوح الطيني السومري في يناير عام 2012 في استوديو متخصص في نسخ المنحوتات الفنية. بعد ذلك قاما بنشر صورة “المنحوتة” على حساب في موقع فيسبوك، مشيرين في نفس الوقت إلى أن الهاتف المحمول لو ظهر قديما لكان بدا بهذا الشكل بين السومريين القدماء.
واشتكى النحات كارل في مقابلة صحفية من قيام بعض وسائل الإعلام باستعمال صورة “التحفة الفنية” من دون إذن ومن دون أي إشارة إلى مصدرها وأصحابها.
وهكذا ببساطة انطفأت الضجة التي أثيرت حول هاتف محمول ظن البعض أنه وصل إلى السومريين في رحلة إلى الخلف عبر الزمن من المستقبل!