حرية ـ (31/10/2024)
منذ اشتداد التصعيد بين حزب الله وإسرائيل، فر أكثر من نصف مليون شخص من لبنان إلى سوريا بحثا عن مكان آمن بعيدا عن القصف المكثف الذي ساوى أحياء كاملة وقرى في جنوب لبنان بالأرض، لكن الوضع بالنسبة للسوريين الفارين من أهوال الحرب في لبنان، وخصوصا الرجال، لم يكن بالترحاب المتوقع في موطنهم الأصلي، وفقا لتقرير لمنظمة هيومن رايتس واتش.
وحذر التقرير، الذي صدر عن المنظمة، الأربعاء 30 تشرين الأول/ أكتوبر 2024، من تعرض السوريين، وخصوصا الرجال، “للاعتقال التعسفي” عند عبورهم الحدود اللبنانية السورية، كما أنهم ويواجهون خطر “القمع”.
كما جاء في التقرير أن عدد السوريين الذين عادوا إلى سوريا، منذ نهاية أيلول/ سبتمبر الماضي، عبر المعابر البرية بين لبنان وسوريا تجاوز 350 ألفا، ويتعرض الكثير منهم “لانتهاكات على يد السلطات السورية”.
وقال نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش آدم كوغل إن “الوفيات المريبة للعائدين أثناء احتجازهم تسلط الضوء على الخطر الصارخ المتمثل في الاحتجاز التعسفي والانتهاكات والاضطهاد بحق الفارين والحاجة الملحة إلى مراقبة فعالة للانتهاكات الحقوقية في سوريا”.
وقامت منظمة هيومن رايتس واتش بتوثيق خمسة اعتقالات في تشرين الأول/ أكتوبر 2024، لسوريين من بينهم “اعتقالان عند معبر الدبوسية” الحدودي بين شمال لبنان وحمص، كما سجلت اعتقال شخصان عند الحاجز بين حلب وإدلب.
وقال أقارب المعتقلين للمنظمة إن “جهاز المخابرات العسكرية السوري هو من نفذ جميع الاعتقالات”، كما قالت سيدة إن زوجها أعتقل “فورا” عند المعبر الحدودي بين حمص وشمال لبنان.
وبتلك الشهادات والحالات التي سجلتها المنظمة، اعتبر كوغل أن “سوريا ليست أكثر أمنا للعودة مقارنة بما كانت عليه من قبل، لكن المخاطر المتصاعدة في لبنان تجعل العديد من السوريين بلا مكان آخر يذهبون إليه”.
وأضاف أن “عودتهم ليست علامة على تحسن الظروف في سوريا، بل هي حقيقة صارخة مفادها أنهم محرومون من البدائل الأكثر أمنا ويجبرون على العودة إلى بلد لا يزالون يواجهون فيه مخاطر الاعتقال والانتهاكات والموت”.
ووفقا للسلطات اللبنانية فر أكثر من نصف مليون شخص من لبنان إلى سوريا، منذ أن كثفت إسرائيل غاراتها على جنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبية، مستهدفتا أماكن تدعي أنها معاقل لحزب الله، ومن بين هؤلاء 355 ألف سوري.