حرية ـ (31/10/2024)
كشف تحقيق نشرته صحيفة “لو موند” أن تطبيقاً رياضياً أتاح رصد تحركات بعض أبرز قادة العالم وسمح بتتبع تنقلاتهم عبر شبكة الإنترنت.
وفي التفاصيل، نشرت الصحيفة الفرنسية تقريراً أوردت فيه أن عناصر من وكالة “الخدمة السرية” الأميركية يستخدمون تطبيق “سترافا” Strava الرياضي، مما سمح برصد تحركات سرية للغاية قام بها الرئيس الأميركي جو بايدن وبكشف تنقلات منافسيه الرئاسيين دونالد ترمب وكامالا هاريس، وغيرهم من القادة حول العالم.
ورصد التحقيق وجود مستخدمين لتطبيق “سترافا” بين عناصر الطاقم الأمني للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي هذا الإطار يذكر أن التطبيق يحظى بشعبية واسعة بين عشاق رياضتي الهرولة وركوب الدراجة الهوائية، كونه يتيح للمستخدمين توثيق نشاطاتهم البدنية ومشاركتها ضمن مجتمع [رياضي] واسع.
وفي إحدى الحالات، استعانت صحيفة “لو موند” بالتطبيق لرصد تحركات حراس ماكرون الشخصيين واكتشفت أن الرئيس الفرنسي قضى عطلة نهاية أسبوع في منتجع “هونفلور” بمنطقة نورماندي خلال عام 2021، في إطار رحلة خاصة لم يكشف عنها علناً في جدول أعماله الرسمي.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن التطبيق أتاح رصد مواقع وجود السيدة الأولى السابقة ميلانيا ترمب والسيدة الأولى الحالية جيل بايدن، من خلال تتبع الصفحات العائدة إلى عناصر الأمن المكلفين بحمايتهما.
وفي سياق متصل، كشفت وكالة “الخدمة السرية” الأميركية للصحيفة أنها لا ترى أي مبرر للاعتقاد أن الحماية التي تقدمها تراجعت بأية صورة من الصور.
وفي مثال آخر، استعانت صحيفة “لو موند” بصفحة أحد عناصر الأمن على تطبيق “سترافا” لتكشف عن موقع فندق أقام فيه بايدن داخل سان فرانسيسكو، خلال جولة محادثات حساسة أجراها مع نظيره الصيني شي جينبينغ خلال عام 2023، إذ أظهرت الوقائع أن حارس بايدن خرج من الفندق قبل ساعات قليلة من وصول الرئيس، وقرر أن يمارس رياضة الهرولة مستخدماً تطبيق “سترافا”، لتوثيق المسار الذي اعتمده.
وفي بيان رسمي موجه إلى الصحيفة، أكدت وكالة “الخدمة السرية” أنها تمنع أفراد طاقمها من استخدام أجهزتهم الإلكترونية أثناء تأدية مهام الحراسة، لكنها أضافت أنه “خارج ساعات العمل، لا نمنع موظفينا من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لأغراض شخصية”.
صورة للرئيس جو بايدن وخلفه عنصر من وكالة “الخدمة السرية” الأميركية
وتابعت بالقول “لقد أُبلغ الموظفون المعنيون. وسنجري مراجعة دقيقة لهذه المعلومات ونحدد ما إذا كان من الضروري تقديم تدريبات أو توجيهات إضافية. ووفق تقييماتنا لم تتأثر عمليات الحماية بأية صورة من الصور، ولم تواجه الشخصيات الخاضعة لحمايتنا أي تهديد أو خطر”، مؤكدة أن مواقع [هذه الشخصيات] تكشف علناً في سياق الإعلان عن جدول أعمالهم الرسمي”.
واللافت أن الصحيفة رصدت تحركات 26 عنصراً أمنياً أميركياً و12 عضواً من “المجموعة الأمنية المسؤولة عن حماية رئاسة الجمهورية الفرنسية” – “جي أس بي آر” GSPR، وستة أعضاء من “خدمة الحماية الفيدرالية ” – “أف أس أو” FSO الروسية، وكلهم مسؤولون عن الأمن الرئاسي ولديهم صفحات مفتوحة للعموم على تطبيق “سترافا”، أي إنهم بمعنى آخر يشاركون مواقعهم على الإنترنت، حتى في إطار الرحلات الرسمية.
ومن جهته، أكد مكتب ماكرون يوم الإثنين الماضي أن تداعيات المسائل التي طرحتها صحيفة “لو موند” “طفيفة جداً ولا تنعكس أبداً على أمن رئيس الجمهورية”. لكنه أضاف “إن رئيس طاقم الموظفين وجه لعناصر الأمن تذكيراً بضرورة الامتناع عن استعمال هذا التطبيق”.
وختاماً، فضلت صحيفة “لو موند” الامتناع عن ذكر هوية أي من الحراس الشخصيين، لدواع أمنية.