اللواء الدكتور سعد معن الموسوي
لا يخفى عن الجميع أن مواقع التواصل الاجتماعي اليوم باتت تأخذ وقت كثير جدا من مساحة المجتمع حتى أن البعض يقضي ساعات وساعات في هذا العالم الافتراضي حيث بلغ عدد مستخدمي هذه المواقع ما يقارب ٣٢ مليون مستخدم بما يعادل ٦٩،٤٪ من اجمالي عدد سكان العراق حسب آخر احصائية لمركز الإعلام الرقمي ((D M C)) ولو افترضنا جدلاً ان كل واحد من هولاء يقوم بكتابة عشرة كلمات في اليوم الواحد في التعليقات او المشاركات على هذه المواقع فسيكون لدينا ما لايقل عن ٣٢٠ مليون كلمة وعبارة يومياً…. السؤال الذي يطرح نفسه هنا ، هل هناك ضوابط او أخلاقيات تحكم هذه الامور او هذه المشاركات ، وما اثر هذه الكلمات على الفرد والمجتمع… بالتأكد لسنا في المدينة المثالية الأفلاطونية التي لا يوجد فيها خطأ ولكن هناك أمور يجب ان تأخذ بنظر الاعتبار ، منها ما هو الحد الفاصل هنا بين النقد البناء والآراء البناءة وبين التجريح والتهجم والتنمر وكيف نميز بين حرية الرأي وبين الابتزاز بكل اشكاله والقذف والإساءة ، هل من حق البعض إطلاق الأحكام المسبقة وأخذ دور الواعض والناقد دون تمحيص او دراية والتوغل بالإساءة والتسقيط بدوافع الحقد والغيرة والكراهية والتنافس غير الشريف ، وغيرها من الأفعال التي أصبحت كالمعول الذي يهدم في جدار المجتمع وتماسكه … كم من عائلة تدمرت جراء ذلك، كم من شخص انتحر او انتهى مستقبله بسب هذا الجو الضبابي الملوث غير المسؤول ، وما يزيد الطين بلة انك حينما تتحدث مع البعض يهون الأمر ويقول هي مجرد كلمة لا غير ! متناسي حوار الأمام الحسين عليه السلام مع الوليد حينما طالبه بمبايعة يزيد عندما سأل الإمام وقال له ، نحن لا نطلب إلا كلمة فلتقل بايعت واذهب بسلام لجموع الفقراء ،فلتقلها وانصرف يا ابن رسول الله ما أصغرها إن هي إلا كلمة … عندها يرد الإمام عليه السلام: كبرت الكلمة وهل البيعة إلا كلمة ، ما دين المرء سوى كلمة ؟ أتعرف معنى الكلمة ؟ مفتاح الجنة في كلمة ، دخول النار في كلمة وقضاء الله هو الكلمة ، الكلمة نور وبعض الكلمات قبور …. والى نهاية حديث الامام عليه السلام حيث اختتمها : ان الرجل هو الكلمة ، شرف الرجل هو الكلمة شرف الله هو الكلمة
فأين نحن من كل هذا
اين الخلل ، هل نحن بحاجة إلى تشريعات وقوانين وضوابط جديدة ام نحن بحاجة إلى حراس بوابة من لب المجتمع حتى نصون الكلمة
لنتقي الله في الكلمة