حرية ـ (2/11/2024)
أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم السبت أن فرقة قتالية من لواء كفير انضمت للقتال في منطقة جباليا شمال غزة، مضيفاً أنه يواصل عملياته العسكرية في هذه المنطقة حيث قضى على “عشرات الإرهابيين”، على حد قوله، مضيفاً أن الجيش نفذ عمليات أيضاً في وسط القطاع وفي رفح جنوبه وقضى على عدد من المسلحين.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” في قطاع غزة، أن 55 شخصاً قتلوا و192 آخرين أصيبوا خلال الساعات الـ24 الماضية، لترتفع الحصيلة الإجمالية منذ بدء الحرب إلى 43314 قتيلاً و102019 جريحاً.
وفي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل هجوماً عسكرياً في غزة، حذر مسؤولون كبار في الأمم المتحدة الجمعة من أن الوضع في شمال القطاع “كارثي”.
وقال المسؤولون في بيان وقعه رؤساء هيئات من الأمم المتحدة، منهم جويس مسويا منسقة الإغاثة في حالات الطوارئ بالإنابة، وهيئات من بينها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمات إغاثة أخرى “السكان الفلسطينيين بأكملهم في شمال غزة معرضون لخطر الموت الوشيك بسبب المرض والمجاعة والعنف”.
وبدأت إسرائيل عملية عسكرية واسعة النطاق في شمال غزة الشهر الماضي. وتقول الولايات المتحدة إنها تراقب الوضع للتأكد من أن تصرفات إسرائيل على الأرض تظهر أنها لا تنتهج “سياسة التجويع” في شمال القطاع.
وجاء في البيان “المساعدات الإنسانية لا تتماشى مع حجم الاحتياجات بسبب القيود المفروضة على الوصول (إلى المنطقة). السلع الأساسية المنقذة للحياة غير متوفرة. العاملون في المجال الإنساني لا يشعرون بالأمان في أداء مهام عملهم ولا يستطيعون الوصول إلى المحتاجين بسبب القوات الإسرائيلية وانعدام الأمن”.
وحث المسؤولون طرفي الصراع في غزة على حماية المدنيين ودعوا إسرائيل إلى “وقف هجومها على غزة وعلى العاملين في المجال الإنساني الذين يحاولون تقديم المساعدة”.
وأحجمت بعثة إسرائيل لدى الأمم المتحدة في نيويورك عن التعليق على البيان. وكان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون قال الشهر الماضي أمام مجلس الأمن إن المشكلة في غزة لا تتعلق بنقص المساعدات، مشيراً إلى أن أكثر من مليون طن من المساعدات جرى تسليمها العام الماضي. واتهم “حماس” بالاستيلاء على المساعدات.
ونفت “حماس” مراراً الاتهامات الإسرائيلية بأنها تسرق المساعدات، وتقول إن إسرائيل هي المسؤولة عن نقص الإمدادات.
وقال الدفاع المدني الفلسطيني الإثنين الماضي إن نحو 100 ألف شخص تقطعت بهم السبل في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون في شمال غزة من دون إمدادات طبية أو غذائية. ولم يتسن التحقق من هذا العدد من مصادر مستقلة.
تصاعد الدخان في جباليا بعد قصف إسرائيلي
المهلة الأميركية
وأجرت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور مباحثات مع السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة مايكل هرتسوغ الجمعة، مع اقتراب المهلة التي حددتها واشنطن لإسرائيل لتحسين الوضع وإلا ستواجه قيوداً محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.
وقال المتحدث باسم الوكالة الأميركية للتنمية الدولية بنيامين سواراتو إن باور ناقشت مع هرتسوغ “ضرورة تقديم مزيد من المساعدات للشعب الفلسطيني”، مضيفا أن “مديرة الوكالة باور عبرت عن قلقها البالغ حيال الظروف الإنسانية في شمال غزة”.
وأبلغت الولايات المتحدة إسرائيل في رسالة بتاريخ الـ13 من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بأنها يجب أن تتخذ خطوات لتحسين الوضع في قطاع غزة في غضون 30 يوماً.
إسرائيل تعلن مقتل قيادي في “حماس”
وتعثرت آمال وقف إطلاق النار بين إسرائيل وكل من حركة “حماس” وجماعة “حزب الله” اللبنانية أمس الجمعة، فيما قال مسعفون إن 68 فلسطينياً في الأقل في قطاع غزة لاقوا حتفهم في غارات جوية شنتها إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل، في غارة جوية على خان يونس، القيادي البارز في “حماس” عز الدين كساب، ووصفه بأنه أحد آخر الأعضاء البارزين الباقين على قيد الحياة في “حماس” المسؤولين عن التنسيق مع الجماعات الأخرى في غزة.
مقترحات وقف النار
من جانبها ذكرت وسائل إعلام تابعة لـ”حماس” الجمعة أن الحركة لا تريد هدنة موقتة. وأضافت الحركة أن مقترحات وقف إطلاق النار لم تلب شروطها المتمثلة في ضرورة أن ينص أي اتفاق على إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام في غزة وانسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع المدمر.
ونقلت عن مصدر قيادي في “حماس” قوله إن مقترحات وقف إطلاق النار لم تلب شروط الحركة.
وقال المصدر “المقترحات لا تتضمن وقفاً دائماً للعدوان ولا انسحاباً (…) من القطاع ولا عودة للنازحين… ولا تعالج احتياجات شعبنا للأمن والاستقرار والإغاثة والإعمار، ولا فتح المعابر بصورة طبيعية وبخاصة معبر رفح”.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية في بيان إلى أن الوزير أنتوني بلينكن ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ناقشا الجمعة حل الصراعين في غزة ولبنان والتصدي للأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في وقت سابق إن الأولوية لديه هي فرض الأمن “على رغم أي ضغوط أو قيود”.
عشرات القتلى
وذكر مسعفون في غزة أن نحو 68 شخصاً قتلوا وأصيب عشرات آخرون حتى صباح الجمعة في غارات إسرائيلية على دير البلح ومخيم النصيرات وبلدة الزوايدة في وسط القطاع الساحلي وكذلك في الجنوب.
وذكر مسعفون في مستشفى العودة بمخيم النصيرات أن 14 فلسطينياً قُتلوا في قصف إسرائيلي استهدف مدخل مدرسة تؤوي نازحين في المخيم. وذكر المسعفون أن 10 آخرين قتلوا بداخل سيارة في خان يونس جنوب غزة.
وبعد ذلك بساعات، قال سكان إن الدبابات الإسرائيلية تقدمت في الجانبين الشمالي والشرقي من النصيرات، وذكر مسعفون أن الغارات الجوية الإسرائيلية أسفرت عن مقتل أربعة منهم ثلاثة أطفال.
وقال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت “إرهابيين مسلحين” في وسط غزة ومنطقة جباليا شمال القطاع. ولم يدل بأي تعليق بعد في شأن قصف مدخل المدرسة، ومع ذلك فمن المعتاد أن ينفي استهداف المدنيين.