حرية ـ (7/11/2024)
يواصل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب اليوم الخميس تلقي اتصالات التهنئة من زعماء العالم، فيما قالت حملته إنه سيختار خلال الأيام والأسابيع المقبلة الفريق الذي سيعمل تحت قيادته لتنفيذ سياسات “تجعل حياة الأميركيين في المتناول وآمنة ومأمونة”.
ومن جهته يتوجه الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن بكلمة إلى الأمة اليوم عند الساعة 11:00 صباحاً (16:00 بتوقيت غرينتش)، استعداداً للمرحلة الانتقالية التي تستمر حتى الـ20 من يناير (كانون الثاني) 2025.
وبحسب الرئاسة الأميركية من المقرر أن يتحدث بايدن “عن نتائج الانتخابات والمرحلة الانتقالية” مع الإدارة الجمهورية المقبلة.
وفتحت مؤشرات الأسهم الرئيسة في وول ستريت اليوم على مستويات قياسية قبيل قرار مجلس الاحتياط الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) المرتقب في شأن أسعار الفائدة اليوم، مما أدى إلى تمديد الارتفاع الحاد الذي أشعلته عودة ترمب لرئاسة الولايات المتحدة.
وتلقى ترمب التهنئة من بايدن والرئيس الأميركي السابق باراك أوباما (2009-2017) ومن كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية التي اعترفت بهزيمتها أمس الأربعاء.
ودعا بايدن الرئيس المنتخب للقائه داخل البيت الأبيض في تاريخ غير محدد.
ومن المعلوم أن الرجلين اللذين خاضا منافسة انتخابية شرسة خلال عام 2020 يكرهان بعضهما بعضاً وظهرا معاً خلال الـ27 من يونيو (حزيران) الماضي في مناظرتهما الوحيدة، التي كانت كارثية بالنسبة إلى الرئيس الديمقراطي وعجلت بانسحابه من السباق الرئاسي.
ويتطلع ترمب الذي لم يعترف بهزيمته خلال عام 2020 “إلى هذا الاجتماع الذي يفترض أن يعقد قريباً، وهو قدر مكالمة (بايدن) كثيراً”.
“اطردوا بايدن” شعار يحمله أحد مؤيدي ترمب في تجمع انتخابي في ولاية ويسكونس
هاريس تقر بالهزيمة
ومن جهتها، تعهدت هاريس في خطاب الإقرار بالهزيمة أمس “مساعدته (ترمب) في المرحلة الانتقالية وسنشارك في انتقال سلمي للسلطة”، ودعت أنصارها في واشنطن إلى “قبول نتائج هذه الانتخابات التاريخية”.
ودعا الملياردير الجمهوري البالغ 78 سنة والذي تعرض خلال الحملة الانتخابية لمحاولتي اغتيال وأربع لوائح اتهام وإدانة جنائية، إلى “وحدة البلاد”.
وقال الناطق باسم حملة ترمب ستيفن شونغ في بيان إن “الرئيس ترمب شكر نائبة الرئيس هاريس على تصميمها واحترافيتها ومثابرتها طوال فترة الحملة الانتخابية، واتفقا على أهمية توحيد البلاد”.
ومن جهته أشاد بايدن بـ”نزاهة” هاريس وقال في بيان إن “ما شاهدته أميركا اليوم كان كامالا هاريس التي أعرفها وأحترمها بعمق. لقد كانت شريكة رائعة وعاملة في الشأن العام نزيهة وشجاعة وذات شخصية”.
وأحدث فوز ترمب الكاسح موجة من الصدمة داخل الولايات المتحدة وفي سائر أنحاء العالم. وعبر ملايين الأميركيين عن فرحتهم لكن ملايين آخرين يشعرون بالقلق إزاء التحول الذي قد تشهده رئاسة جديدة لترمب.
وبينما غادر وسط الفوضى خلال يناير (كانون الثاني) 2021، حقق ترمب عودة لافتة من خلال إقناع الغالبية بأنه يفهم المخاوف الاجتماعية والاقتصادية والأمنية للحياة اليومية.
كامالا هاريس تغادر المنصة بعد إلقائها خطاب الهزيمة بالانتخابات الأميركية
حرب أوكرانيا
وتلقى الرئيس المنتخب التهنئة من عدد من الرؤساء والقادة الذين لم ينتظر بعضهم حتى إعلان فوزه رسمياً حتى يهنئوه.
وتحدث ترمب مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس التركي رجب طيب أردوغان وغيرهم العشرات.
وقال الكرملين اليوم إنه لا يستبعد إمكانية حدوث صورة من صور التواصل بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وترمب قبل تنصيب الأخير خلال يناير 2025، بحسب ما ذكرت وكالة “إنترفاكس” للأنباء.
وهناك خشية لدى الأوكرانيين من أن يوقف ترمب المساعدات الأميركية العسكرية التي تقدمها إدارة بايدن لكييف لمواجهة القوات الروسية. وكان ترمب أشار مراراً إلى أنه سينهي الحرب “في 24 ساعة” من خلال الضغط على كييف لتقديم تنازلات إقليمية للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) مارك روته اليوم أنه يريد أن يبحث مع الرئيس الأميركي المنتخب “التهديد” الذي يشكله تعزيز العلاقات بين روسيا وكوريا الشمالية، وذلك بعد التقارير الغربية عن إرسال بيونغ يانغ قوات عسكرية لمساندة القوات الروسية في أوكرانيا.
الشرق الأوسط
وأكد ترمب المقرب جداً من إسرائيل أنه سينهي الحرب في الشرق الأوسط سريعاً أيضاً، مضيفاً “نريد أن نرى أفعالاً ونريد أن نرى قرارات تتخذ”.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو اليوم إنه يرى “أفقاً” لوقف الحربين في قطاع غزة ولبنان بعد فوز ترمب.
لكن النائب اللبناني عن “حزب الله” إبراهيم الموسوي قال اليوم إن الحزب يرحب بأي جهد لوقف الحرب في لبنان لكنه لا يعلق آماله في وقف إطلاق النار على إدارة أميركية بعينها، وذلك تعقيباً على انتخاب ترمب رئيساً للولايات المتحدة.
وبدورها، عدت إيران اليوم أن فوز ترمب يشكل فرصة للولايات المتحدة “لمراجعة التوجهات غير الصائبة السابقة”. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إن فوز ترمب برئاسة الولايات المتحدة العدو اللدود لإيران، “لا يغير شيئاً” بالنسبة إلى طهران.
الصين ووعود أخرى
وفي ما يتعلق بالاقتصاد وعد الرئيس المنتخب بخفوض ضريبية وفرض رسوم جمركية على الشركات الأجنبية وجذب “الوظائف من دول أخرى”.
واليوم، حذرت بكين من أنه “لن يكون هناك فائز في حرب تجارية” بعد إعادة انتخاب ترمب الذي تعهد فرض رسوم جمركية ضخمة جديدة على الواردات الصينية.
كذلك، توعد ترمب المشكك في جهود مكافحة الظواهر المناخية بالانسحاب مجدداً من اتفاق باريس للمناخ.
وتعهد تنفيذ “أكبر عملية” على الإطلاق لترحيل ملايين المهاجرين الذين دخلوا الولايات المتحدة بصورة غير شرعية من الحدود مع المكسيك.
ولا يزال ترمب الذي يخشى الديمقراطيون ومنتقدوه أن يحكم على طريقة “الطغاة” غامضاً في شأن الحق في الإجهاض الذي قوضته المحكمة العليا عام 2022.
وسيكون بوسعه الاعتماد على مجلس الشيوخ الذي استعاد الجمهوريون السيطرة عليه من أيدي الديمقراطيين، فيما يتجهون أيضاً للاحتفاظ بالغالبية في مجلس النواب.