حرية ـ (7/11/2024)
بعد تأكيد الكرملين، أمس الأربعاء، أنه سيحكم على دونالد ترامب الذي فاز بالانتخابات الرئاسية الأميركية على أساس أفعاله، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو مستعدة لإجراء حوار صادق مع الولايات المتحدة، إذا قُدِمت مثل هذه المبادرة من قبل واشنطن بعد انتخاب ترامب.
وفي إطار إجابته على سؤال عما إذا كان من المقرر إجراء اتصالات مع ممثلي الإدارة الأميركية الجديدة، قال بمؤتمر صحافي، اليوم الخميس، في ختام زيارة عمل إلى كازاخستان: “لم نتخل مطلقاً عن الاتصال بأي شخص. الرئيس (الروسي فلاديمير) بوتين، يؤكد موقفنا هذا في كل مرة تتم فيها مناقشة هذه القضية، الحديث دائماً أفضل من العزلة عن بعضنا بعضاً”.
كما أضاف: “سنرى ما إذا كان هناك أية مقترحات، وسأكرر مجدداً، لم نقم بقطع العلاقات، ولا نقترح استئنافها، لكن إذا كانت هناك مبادرة صادقة، بدون أي مطالب أحادية الجانب، و(بدون) التحدث (عن) أين نحن وكيف سنمضي قدماً، فسنكون جاهزين لذلك”، وفق وكالة “تاس”.
الاستماع إلى مقترحات بروكسل
فيما أكد أن روسيا على استعداد للاستماع إلى المقترحات السليمة من بروكسل بشأن أوكرانيا، إلا أن موقف الاتحاد الأوروبي حالياً يؤدي إلى طريق مسدود.
حيث صرح بالقول: “نحن على استعداد للاستماع إلى الأفكار العقلانية (من بروكسل بشأن أوكرانيا) في حال وجودها، لكن حتى الآن لا نسمع، من قبل بروكسل ومن عواصم أوروبا الموحدة الأخرى، كما يطلقون على أنفسهم، سوى “تعويذات” حول عدم وجود بديل لصيغة (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي التي تمثل دعوة إلى طريق مسدود”.
دبابة روسية في أوكرانيا
الكرملين حذر
وكان رد فعل الكرملين حذراً أمس بعد انتخاب ترامب رئيساً، قائلاً إن الولايات المتحدة لا تزال دولة غير صديقة وإن الوقت وحده هو الذي سيوضح ما إذا كانت تصريحات ترامب بشأن إنهاء حرب أوكرانيا ستترجم إلى واقع، حسب رويترز.
كما أردف الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، لصحافيين: “سنستخلص استنتاجات مبنية على خطوات ملموسة وكلمات ملموسة”.
إحلال السلام بـ”24 ساعة”
يشار إلى أن العلاقات الروسية الأميركية بلغت أدنى مستوياتها مذ شنت روسيا العملية العسكرية في أوكرانيا (فبراير 2022) مع لوم الكرملين الغرب لدعمه كييف.
فيما أصر ترامب مراراً على أنه يستطيع إحلال السلام في أوكرانيا خلال “24 ساعة”، بدون أن يوضح كيف، لكنه ينتقد حجم المساعدات التي تقدم لكييف، كما أدلى بتصريحات مدح تجاه بوتين.
لذلك، هناك قلق في أوروبا كما في أوكرانيا، من أن يجبر ترامب كييف على التفاوض مع روسيا في ظل ظروف مواتية لموسكو.
جنود أوكران في كييف
شروط بوتين
يذكر أن بوتين كان عرض في منتصف يونيو الفائت شروطه لوقف النار والتفاوض مع كييف.
حيث طلب انسحاب القوات الأوكرانية من مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، شرق وجنوب أوكرانيا، بعد أن سيطرت قواته على أجزاء منها.
كما اشترط تخلي السلطات الأوكرانية عن طموحاتها ومساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي من أجل بدء المفاوضات.
غير أن زيلينسكي اعتبر تلك الشروط استسلاماً صريحاً وليس سلاماً أو تفاوضاً، وتمسك باسترجاع سيادة بلاده على أراضيها.