حرية ـ (7/11/2024)
حفنة من المراهقين يختبئون في دهاليز مدينة مليلة المغربية التي تخضع للسيادة الإسبانية وهم يتطلعون وسط الظلام والمطر والعواصف العاتية إلى السفن التي تتحرك باتجاه أوروبا التي تعني في مخيلتهم “الجنة الموعودة”، لكنها تعيد أقرانهم إلى عائلاتهم جثامين باردة.
يشكل هذا المشهد جوهر الرؤية الفنية لفيلم “حراكة” الوثائقي المغربي الذي يرصد مآسي الهجرة السرية بأسلوب شاعري يمزج بين قسوة الطقس وبين الآمال الواهية التي تلوح عبر وجوه متعبة لعشرات من الحالمين بضربة حظ تنقلهم إلى “الجنة” التي يتوهمونها على بعد كيلومترات قليلة من الحدود الإسبانية.
ومنذ فوزه بجائزة الإخراج في المهرجان الدولي للفيلم الأمازيغي مؤخرًا، والإشادة مستمرة بأسلوب وخيارات المعالجة الفنية التي اعتمدها المخرج الألماني بنجامين روست لهذا العمل اللافت.
ورغم صعوبة الموضوع، إلا أن المخرج استطاع أن يظفر بشهادات حية حول مبررات هولاء الضحايا وإصرارهم على الهجرة بأي وسيلة ومهما كان حجم المخاطرة.
وجاءت معظم المشاهد مغلفة بالعتمة مع مزج أصوات المراهقين بحركة الموج وصافرات السفن، على نحو أكسب العمل نوعًا من المصداقية الواقعية.
وتعليقًا على الفيلم أكد خالد العيوض، ناشط حقوقي في منطقة أكادير التي تعاني من تلك الظاهرة، أن الفيلم نجح في جعلنا نلبس ثوب “الحراكة” ونعيش حياتهم دون مساحيق.
وأضاف: “رغم جمالية الإخراج ومصداقيته يبقى الواقع أشد إيلامًا، ومن هنا يجب أن تتكاتف جميع الجهود لمواجهة تلك المشكلة”.