حرية ـ (9/11/2024)
أفاد مسؤول أوكراني رفيع وكالة الصحافة الفرنسية الجمعة بأن إيلون ماسك شارك في مكالمة هاتفية جرت بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ودونالد ترمب بعد فوز الأخير في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وقال المسؤول الرئاسي، الذي طلب عدم كشف هويته، “أؤكد ذلك”، مشيراً إلى أن ما ورد في تقرير لموقع “أكسيوس” الأميركي بهذا الشأن الأربعاء صحيح.
وأدى ماسك، أغنى رجل في العالم، دوراً رئيساً في حملة الجمهوريين، إذ أنفق أكثر من 110 ملايين دولار من ثروته الشخصية للمساعدة في انتخاب ترمب.
وقال ترمب إنه يعتزم إشراك ماسك بدور استشاري في حكومته المقبلة.
أوكرانيون وسط الأنقاض خارج منازلهم المدمرة نتيجة لغارة روسية في أوديسا، 8 نوفمبر 2024
وأكد مصدر أوكراني رفيع آخر أن ماسك كان حاضراً شخصياً مع ترمب أثناء إجراء المكالمة.
وقال المصدر إن ماسك “لم يكن على الخط، ترمب أعطاه الهاتف، كانا معاً في مكان ما”.
وأضاف أن “زيلينسكي شكر (ماسك) على ’ستارلينك‘، وتحدثا لفترة وجيزة”، في إشارة إلى خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاطصناعية المتاحة للقوات الأوكرانية.
ولفت المصدر إلى أن “المحادثة الرئيسة كانت بالطبع مع ترمب”، كاشفاً عن أنه وزيلينسكي “لم يناقشا أي شيء جوهري، كانت مجرد محادثة ترحيب”.
وصرح زيلينسكي في وقت سابق بأنه أجرى مكالمة “ممتازة” مع ترمب اتفقا خلالها على “الحفاظ على حوار وثيق” و”تعزيز تعاوننا”، من دون أي ذكر لماسك.
ورفض فريق ترمب تأكيد مشاركة رئيس شركة “تيسلا” في المكالمة.
ونقل “أكسيوس” عن مصدرين أن المكالمة استمرت نحو 25 دقيقة وتركت زيلينسكي مطمئناً إلى حد ما في شأن ما سمعه من ترمب، من دون إعطاء تفاصيل.
وادعى ترمب مراراً أنه قادر على إنهاء الحرب في أوكرانيا خلال 24 ساعة، منتقداً المساعدات الأميركية لكييف في حربها ضد روسيا.
وواشنطن من أبرز الداعمين العسكريين لكييف. ويشعر كثر في أوكرانيا بقلق من عدم مواصلة ترمب تقديم المستوى نفسه من الدعم، أو من إمكان دعمه تسوية سلمية لمصلحة روسيا.
السجن مدى الحياة
من ناحية أخرى، قضت محكمة روسية بسجن جنديين مدى الحياة بعد إدانتهما بتهمة قتل عائلة مكونة من تسعة أشخاص في منزلها بإحدى المناطق التي سيطرت عليها موسكو من أوكرانيا، وفق ما ذكرت وسائل إعلام رسمية الجمعة.
وقال الادعاء الروسي إنه في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، دخل الجنديان الروسيان أنطون سوبوف وستانيسلاف راو منزل عائلة كابكانيتس في مدينة فولنوفاخا وأطلقا النار ببنادق مزودة بكواتم صوت على أفراد العائلة التسعة الذين كانوا يعيشون هناك، وبينهم طفلان يبلغان خمس وتسع سنوات.
ونقلت وكالة “تاس” الحكومية للأنباء عن مصدر أمني لم تسمه أن المحكمة العسكرية للمنطقة الجنوبية في روستوف أون دون حكمت على الجنديين بالسجن مدى الحياة بتهمة القتل الجماعي “بدافع الكراهية السياسية أو العقائدية أو العنصرية أو الوطنية أو الدينية”.
وأثارت الحادثة ضجة في أوكرانيا. وزعمت كييف في ذلك الوقت أن جنوداً روساً قتلوا أفراد العائلة وهم نيام بعد رفضهم الخروج من المنزل والسماح للجنود الروس بالعيش فيه.
وقال مسؤول حقوق الإنسان في أوكرانيا دميتري لوبينيتس بعد يوم من جريمة القتل إن “المحتلين قتلوا عائلة كابكانيتس التي كانت تقيم حفل عيد ميلاد لرفضها التخلي عن منزلها”.
واستولت القوات الروسية على مدينة فولنوفاخا في منطقة دونيتسك بشرق أوكرانيا في بداية هجومها العسكري الشامل، وقد تعرضت المدينة للتدمير جراء القصف المدفعي.
استهداف المدنيين
واتهم جنود روس بقتل مدنيين مرات عدة في البلدات والمدن الأوكرانية التي سيطروا عليها منذ فبراير (شباط) 2022.
ونفت موسكو استهداف المدنيين وحاولت الادعاء أن التقارير عن الفظائع في أماكن مثل بوتشا كانت مزيفة، على رغم توافر أدلة من مصادر مستقلة متعددة.
ويعد الحكم في هذه القضية مثالاً نادراً على اعتراف روسيا بجريمة ارتكبتها قواتها في أوكرانيا.
تجمع المئات في كييف حداداً على الطبيبة العسكرية فالنتينا ناجورنا والجندي دانييل لياشكيفيتش، اللذين وقعا في الحب أثناء الحرب وماتا معاً (أ ف ب)
ولم تذكر وسائل الإعلام الرسمية الدافع وراء جريمة القتل.
وأشارت وكالة “تاس” إلى أن الأمر ربما كان “نزاعاً داخلياً”، في حين قالت كل من إذاعة أوروبا الحرة المستقلة وصحيفة “كوميرسانت” التجارية إن الأمر ربما كان مرتبطاً بنزاع حول الحصول على الفودكا.
وعقدت المحاكمة في جلسة سرية مغلقة.
وأفادت إذاعة أوروبا الحرة المستقلة أن راو (28 سنة) وسوبوف (21 سنة) كانا مرتزقين لصالح منظمة “فاغنر” شبه العسكرية قبل الانضمام إلى الجيش الرسمي لروسيا. وقالت إنهما تلقيا جوائز من الدولة قبل بضعة أشهر من ارتكابهما جريمة القتل الجماعي.
هجوم روسي بطائرات مسيرة
ميدانياً، ذكرت هيئة البث العامة الأوكرانية أمس الجمعة أن هجوماً روسياً بطائرات مسيرة استهدف مبنى سكنياً في مدينة أوديسا الأوكرانية.
وقالت الهيئة، في بيان على تطبيق “تيليغرام” نقلاً عن سكان، إن الهجوم أدى إلى نشوب حريق كبير في المبنى.
ونشرت وسائل إعلام أخرى في المدينة مقاطع مصورة تظهر سيارات ومباني مشتعلة وأعمدة دخان كثيف تتصاعد في السماء.
رفع الحظر
قال مسؤولون أميركيون لـ”رويترز” الجمعة إن إدارة الرئيس جو بايدن قررت السماح لمتعاقدين دفاعيين أميركيين بالعمل في أوكرانيا لصيانة وإصلاح الأسلحة المقدمة لها من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، في تحول كبير بالسياسة يهدف إلى مساعدة كييف في قتالها ضد روسيا.
إرسال شركات عسكرية خاصة
في هذا السياق، تعتزم الولايات المتحدة إرسال “عدد صغير” من الموظفين في شركات عسكرية خاصة إلى أوكرانيا لإجراء صيانة فنية للأسلحة الأميركية، حسبما أعلن مسؤول دفاعي أميركي.
وقال المسؤول مشترطاً عدم ذكر اسمه إن هؤلاء الموظفين “سيكونون بعيدين عن الخطوط الأمامية ولن يشاركوا في القتال ضد الجيش الروسي. سيساعدون الجيش الأوكراني على إصلاح المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة وصيانتها سريعاً، حسب الحاجة، حتى يتمكن من العودة إلى خط المواجهة بسرعة”، وأضاف “نحن نتخذ هذه الخطوة لأن بعضاً من المعدات الأميركية التي وُردت إلى أوكرانيا، أو التي ستورد إلى أوكرانيا في الأشهر المقبلة، مثل طائرات أف-16 وأنظمة الدفاع الجوي باتريوت، يتطلب خبرة فنية محددة لصيانته”، مشيراً إلى أن هذا القرار قد اتخذ “بعد تقييم دقيق للأخطار”.
وكانت الولايات المتحدة، الداعمة الرئيسة لكييف، والتي خصصت أكثر من 60 مليار دولار من المساعدات العسكرية منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط) 2022، قد حظرت حتى الآن على الشركات العسكرية الأميركية الخاصة العمل في أوكرانيا.