حرية ـ (25/11/2024)
سعد معن الموسوي
يقول Stephen Hawking ( أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل بل وهم المعرفة ) بالرغم من انه توهم المعرفة وانكر وجود الله الخالق حينما قال بأن الكون نشأ عن طريق الصدفة، كما وكتب David Robson في BBC انه من السهل ان تعتقد انك تمتلك المعرفة الكلية لكن بالتاكيد انت تعرف اقل مما تعتقد، وقد ظهر مصطلح وهم المعرفة الى الفكر للمرة الاولى عام 2002 بعد سلسلة من الدراسات قام بها Lionel Rose و Frank Kell في Yale University، ان وهم المعرفة يسميه علماء الاجتماع والنفس المعاصرين ( الثقة التامة بأنّ معلوماتنا تشمل كل شيء تقريباً ) منطلقين من القاعدة بأن كل انسان بداخله فضول واسع في تحليل الامور حيث يضن الكثيرين انه بعد قراءة عدد من الكتب ومتابعة المواقع الإلكترونية والبرنامج الوثائقية أنهم أصبحوا من نخبة المثقفين متجاهلين الحقيقة المجردة وضرورة التمعن والتبصر بعقل غير انفعالي.
ربطاً لموضوعنا هذا هو ظاهرة بروز عدد من المحللين الأمنيين والسياسيين والاقتصاديين وغيرهم على القنوات الفضائية وكانهم خبراء بكل شيء وانهم على دراية كاملة لكل ما يطرح عليهم من اسئلة ونقاشات، و الامر الذي يصيبنا بالإحباط والامتعاض هو سذاجة وسطحية الاجوبة في بعض الأحيان والتي غالباً ماتكون بعيدة جداً عن صلب الموضوع بل ولا تمت له بأي صلة مما يعطي تصوراً جلياً بأنه فارغين من محتوى النقاش مما يؤدي الى ارتباك وتشتت في ذهن المتلقي والمشاهد ويقلل في نفس الوقت من قيمة المحللين بصورة عامة وتشويه فكرة الرسالة المرسلة من قبل القناة الفضائية المعنية، وظهور هؤلاء بالتأكيد يأتي لعدة أسباب منها مادية ومنها مؤدلجة لاغراض سياسية او فكرية معينة.
ولتلافي ذلك يجب اتخاذ الخطوات التالية سواء للمحللين انفسهم او للقنوات الفضائية :-
١- تعزيز الاطلاع
٢- التخصص في المجال
٣- التجربة الميدانية والعملية
٤- الاقتناع بأنه ليس مطلوباً منك ان تجيب على كل سؤال او معلومة، وليس من المعيب ان تقول بكل بساطة ( لا اعلم )
٥- التفكير واعادة التقييم في محاولة الإجابة ومقاومة هذا الشعور الوهمي
٦- دور القنوات الفضائية في غربلة الضيوف كلاً حسب اختصاصه في الموضوع المراد نقاشه
ونختم موضوعنا هذا بقوله تعال ( نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَآءُ وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ).