حرية ـ (28/11/2024)
غداة دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” حيز التنفيذ أمس الأربعاء، تبادل الطرفان اتهامات انتهاك الاتفاق فيما تعرضت بلدات عدة جنوب لبنان لقصف مدفعي إسرائيلي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس أن سلاح الجو قصف منشأة يستخدمها “حزب الله” لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان، في أول هجوم من نوعه منذ دخول وقف إطلاق النار بين الطرفين حيز التنفيذ صباح أمس.
عاجل قبل قليل تم رصد نشاط إرهابي داخل موقع لحزب الله الارهابي كان يحتوي على قذائف صاروخية متوسطة المدى في جنوب لبنان. تم احباط التهديد من خلال غارة لطائرات حربية.
جيش الدفاع منتشر في منطقة جنوب لبنان ويعمل ويحبط كل خرق لاتفاق وقف اطلاق النار.
https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1862127838238736591
ومنذ صباح اليوم، أفادت وسائل إعلام لبنانية بتعرض عدد من البلدات في جنوب لبنان لقصف مدفعي إسرائيلي ورشقات نارية، فيما استهدفت غارتان منطقة قعقعية الصنوبر في قضاء صيدا.
ومجدداً، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم في بيان وجهه إلى سكان جنوب لبنان حظر التجوال ليلاً ومنع “التنقل أو الانتقال جنوب نهر الليطاني ابتداءً من الساعة الخامسة مساءً (15:00 بتوقيت غرينيتش) وحتى السابعة صباحاً من يوم غد (05:00 بتوقيت غرينيتش)”.
من جانبه، اتهم النائب عن “حزب الله” حسن فضل الله إسرائيل بمهاجمة العائدين إلى قراهم في جنوب لبنان وخرق اتفاق وقف إطلاق النار.
وحاولت أسر لبنانية نازحة من منازلها قرب الحدود الجنوبية العودة للاطمئنان على ممتلكاتها، لكن القوات الإسرائيلية لا تزال متمركزة داخل الأراضي اللبنانية في بلدات على الحدود. وشهد الأوتوستراد الساحلي بين بيروت وصيدا زحمة سير خانقة لقوافل العائدين إلى قراهم في الجنوب.
وسمع مراسلو “رويترز” طائرات مسيّرة استطلاعية تحلق فوق أجزاء من جنوب لبنان.
وأعلن الجيش اللبناني اليوم أنه في موازاة تعزيز انتشاره جنوب نهر الليطاني بعد البدء بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، “باشرت الوحدات العسكرية تنفيذ مهماتها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية، بما في ذلك الحواجز الظرفية، وعمليات فتح الطرقات وتفجير الذخائر غير المنفجرة”، مضيفاً أنه يواكب حركة النازحين العائدين إلى قراهم وبلداتهم.
زحمة سير خانقة من بيروت باتجاه الجنوب مع عودة النازحين إلى قراهم
قذائف ونيران إسرائيلية في الجنوب
وبعد 24 ساعة من سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” الذي يحظر “العمليات العسكرية الهجومية”، استهدفت نيران المدفعية الإسرائيلية عدداً من البلدات في جنوب لبنان، علماً أن قوات تل أبيب لم تنسحب بعد من عدد من القرى وحذرت اللبنانيين من العودة إليها حالياً.
وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أنه “في الساعة الماضية تم رصد وصول عدد من المشتبه فيهم بعضهم كانوا يستقلون مركبات إلى عدة مناطق في جنوب لبنان”، واصفاً ذلك بأنه انتهاك لوقف إطلاق النار، ومضيفاً أن قواته “أطلقت النار صوبهم”.
وكان الجيش الإسرائيلي أصدر في وقت سابق صباح اليوم تحذيراً جديداً لسكان قرى شبعا والهبارية ومرجعيون وأرنون ويحمر والقنطرة وشقرا وبرعشيت وياطر والمنصوري ومحيطها، قائلاً إنه “حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوباً” إليها.
عاجل بيان عاجل إلى سكان لبنان
حتى إشعار آخر يحظر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها وأيضا داخل القرى نفسها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري
جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم ولذلك يحظر عليكم في هذه المرحلة العودةhttps://twitter.com/AvichayAdraee/status/1861985465680932977
وأفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن الجيش الإسرائيلي استهدف ساحة بلدة الطيبة وبلدة الخيام وسهل مرجعيون وبلدة الوزاني بالقذائف المدفعية، كما سمعت رشقات رشاشة في الخيام.
وقال مصدران أمنيان لبنانيان لوكالة “رويترز” إن دبابة إسرائيلية أطلقت قذيفتين على بلدة مركبا في جنوب لبنان اليوم.
وقال أحد المصدرين إن شخصين أصيبا. وقالت “الوكالة الوطنية للإعلام” إن شخصين أصيبا ونقلا إلى المستشفى بعد هجوم إسرائيلي على البلدة من دون تحديد طبيعة الهجوم.
كما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” بأن دبابة إسرائيلية استهدفت أيضاً أطراف بلدة كفرشوبا بقذيفتين، ومواطنين في مرتفعات بلدة حلتا بقضاء حاصبيا.
وفي هذا السياق، دعت بلدية بلدة الخيام الجنوبية سكانها إلى “انتظار بيان من السلطات المعنية، تسمح فيه بالدخول إلى الخيام، وهذا الأمر يرتبط بآلية الإجراءات لدخول الجيش اللبناني، بعد انسحاب العدو من بعض الشوارع والنقاط التي ما زال متمركزاً فيها”.
ودخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” حيز التنفيذ فجر أمس الأربعاء.
حاجز للجيش اللبناني في منطقة مرجعيون جنوب لبنان
بري يحدد جلسة لانتخاب رئيس
تزامناً مع عودة النازحين قسراً لقراهم ومنازلهم، بحال كانت لا تزال قائمة، في جنوب لبنان وبقاعه وفي ضاحية بيروت الجنوبية، دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري اليوم الخميس إلى جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية في التاسع من يناير (كانون الثاني) المقبل، وفق ما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” الرسمية، وذلك بعد أكثر من عامين من الفراع في هذا المنصب لغياب التوافق بين القوى السياسية حوله.
وقال بري، “الجلسة ستكون مثمرة وأعطينا مهلة شهر للتوافق في ما بيننا، وسأدعو سفراء الدول لحضورها”.
جلسة الحكومة والجيش
وبعد تداول أنباء عن حدوث تجاذب قوي خلال جلسة حكومة تصريف الأعمال أمس الأربعاء لمناقشة اتفاق وقف إطلاق النار، بين بعض الوزراء وقائد الجيش العماد جوزيف عون، صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي اليوم الخميس توضيحاً جاء فيه أن “بعض وسائل الإعلام عمد إلى نشر أخبار مختلقة أو مجتزأة عن مداولات جلسة مجلس الوزراء بالأمس، إما بحثاً عن سبق صحافي أو بهدف الإساءة إلى الجيش”. وأضاف أن “جلسة مجلس الوزراء بالأمس شهدت مناقشات بنّاءة، وعرض قائد الجيش بوضوح عناوين الخطة المكتملة التي ينوي الجيش تطبيقها لتعزيز انتشاره في الجنوب بموجب القرار الدولي 1701، وتم الاتفاق على رفع الخطة إلى مجلس الوزراء للموافقة عليها قبل المباشرة بتنفيذها”.
وأكد المكتب الإعلامي لميقاتي على أن “مجلس الوزراء مجتمعاً عبّر عن ثقته بالجيش وبدوره الوطني الجامع، وبالحكمة التي تتعاطى بها قيادته في هذه الظروف الصعبة صوناً للمؤسسة العسكرية ودورها، ولإبعادها عن التجاذب السياسي”.
https://twitter.com/Najib_Mikati/status/1862048139646996716
واستقبل أهالي بلدة القليعة الجنوبية اللبنانية بالورود ونثر الأرز بوسط البلدة عند دوار مار جرجس، فرقة من فوج المغاوير في الجيش اللبناني، التي كانت متجهة إلى ثكنة مرجعيون، رافعين الأعلام اللبنانية، وسط نثر الورود والأرز، ومطلقين الزغاريد وأبواق السيارات ترحيباً بالجيش.
https://x.com/LebarmyOfficial/status/1861772196558835832
ويناط بالجيش اللبناني مهمة السهر على حسن تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه بوساطة أميركية وفرنسية، بين إسرائيل و”حزب الله”.
أهالي بلدة القليعة بجنوب لبنان خلال تحضيرهم لاستقبال الجيش مساء الأربعاء الـ27 من نوفمبر الجاري
وفي هذا السياق، أعلن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط آموس هوكشتاين في اجتماع عبر “زوم” مع مجموعة من اللبنانيين، أن “حزب الله” قبل بالاتفاق وبالتراجع إلى ما وراء نهر الليطاني (جنوب)، “وعليه أن يفعل ذلك وأن يترك منطقة جنوب الليطاني”.
وأكد هوكشتاين أنه “إذا حصلت خروق للاتفاق ستتم معالجتها فوراً ولن نسمح بأن يبقى جنوب لبنان أرضاً خصبة لمجموعات إرهابية”، وأضاف أن “فريق عمل أميركي مرتبط بلجنة مراقبة الاتفاق سيصل الليلة (الأربعاء – الخميس) إلى بيروت وتحدثت مع نائب (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون بالموضوع اليوم، وسألته إن كانت فرنسا تريد أيضاً الانضمام إلينا وإرسال موفدين إلى لبنان”.
وقال المبعوث الأميركي إن “مهلة 60 يوماً (المدرجة في الاتفاق) هي مهلة للجيش اللبناني أيضاً ليثبت أنه قادر على تسلم زمام الأمور. وإذا تسلم الجيش زمام الأمور قد لا يحتاج إلى هذه المهلة”، وتابع “لمن يسأل عن الهدنة أقول إنها ليست هدنة 60 يوماً بل اتفاق مستدام وهذا ما نتمناه”.
واعتبر هوكشتاين أن “على لبنان أن ينتخب رئيساً جديداً والمجتمع الدولي يتوقع من النواب أن يتوجهوا إلى البرلمان لانتخاب الرئيس”، وأضاف أن “لا مشكلة في أن يكون أي طرف منخرطاً في العمل السياسي فـ’حزب الله’ والشيعة مثلهم مثل كل الطوائف الأخرى في لبنان”.
القوات الإسرائيلية
ويمكن للقوات الإسرائيلية بموجب شروط وقف إطلاق النار البقاء في لبنان 60 يوماً، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أصدر تعليمات للجيش بعدم السماح للسكان بالعودة للقرى القريبة من الحدود، وذلك بعد القبض على أربعة أعضاء من “حزب الله” في المنطقة.
وحث الجيش اللبناني السكان العائدين على عدم الاقتراب من مناطق توجد فيها القوات الإسرائيلية حرصاً على سلامتهم.
وذكر رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أن تطبيق إسرائيل لوقف إطلاق النار سيكون حازماً للغاية، وأضاف “سنهاجم أعضاء ’حزب الله‘ الذين يقتربون من قواتنا والمنطقة الحدودية والقرى الواقعة في المنطقة التي حددناها، نستعد ونتأهب لاحتمال ألا ينجح هذا النهج (وقف إطلاق النار)”.
https://twitter.com/AvichayAdraee/status/1861985465680932977
بيان “حزب الله”
في المقابل وفي أول بيان صادر عن غرفة عمليات “حزب الله” منذ إعلان الهدنة، لم تتطرق الجماعة المدعومة من إيران لذكر وقف إطلاق النار بصورة مباشرة، ولكنها أكدت أن مقاتليها “ومن مختلف الاختصاصات العسكرية سيبقون على أتم الجاهزية. وأعينهم ستبقى تتابع تحركات وانسحابات قوات العدو إلى ما خلف الحدود، وأيديهم ستبقى على الزناد”.
وتدفقت سيارات وشاحنات محملة بالمفروشات والحقائب وحتى الأثاث باتجاه البقاع (شرق) والجنوب عبر مدينة صور الساحلية بجنوب لبنان التي تعرضت لقصف عنيف، وحيث اضطر مئات الآلاف إلى الفرار من منازلهم بسبب العنف.