حرية ـ (11/12/2024)
عززت الصين انتشارها العسكري حول تايوان خلال الساعات الـ24 الماضية، مع إرسالها 53 طائرة عسكرية و19 سفينة، وفق ما أفادت به اليوم الأربعاء سلطات الجزيرة، واصفة بكين بأنها “مثيرة مشكلات”.
وتعتبر الصين تايوان جزءاً من أراضيها، وتؤكد عزمها على إعادة ضمها مستقبلاً حتى ولو بالقوة.
وتعود جذور النزاع بين تايوان والصين لعام 1949، عندما فرت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة، إثر هزيمتها في بر الصين الرئيس أمام القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ.
وقالت تايوان اليوم الأربعاء إنها رصدت خلال الـ24 ساعة الماضية 53 طائرة عسكرية صينية و19 سفينة حول الجزيرة، في إطار تنفيذ الجيش الصيني أكبر انتشار بحري له منذ سنوات.
وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان “تولد هذه التصرفات حالاً من عدم اليقين وأخطاراً في المنطقة وتتسبب في اضطرابات للدول المجاورة”، وتؤكد أن “الصين مثيرة مشكلات تهدد السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ”.
واشنطن تراقب
من جهته قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن إن الولايات المتحدة تراقب، وستضمن “ألا يقوم أحد بأي شيء لتغيير الوضع القائم في مضيق تايوان”.
وأضاف اليوم الأربعاء لصحافيين في قاعدة أميركية في اليابان “نقولها مجدداً، سياستنا لم تتغير، سنواصل بذل كل ما في وسعنا لمساعدة تايوان في الحصول على وسائل للدفاع عن نفسها”.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إن الطائرات والسفن، وبينها 11 سفينة حربية، رصدت خلال فترة 24 ساعة انتهت في الساعة السادسة صباحاً (22,00 ت غ الثلاثاء).
وهذا أعلى عدد من الطائرات والسفن الصينية التي ترصدها تايوان منذ المناورات العسكرية التي نظمتها بكين في أكتوبر (تشرين الأول)، رداً على خطاب الرئيس لاي تشينغ-تي في العيد الوطني لتايوان قبل أيام من ذلك، وعند انتهاء تلك المناورات رصد عدد قياسي بلغ 153 طائرة صينية في يوم واحد قرب الجزيرة، إضافة إلى رصد 14 سفينة صينية.
وأول من أمس الثلاثاء أعلنت تايوان أنها رصدت حول الجزيرة خلال الساعات الـ24 الماضية 47 طائرة عسكرية و12 سفينة حربية صينية، وذلك بعيد أيام من انتهاء جولة خارجية قام بها الرئيس التايواني لاي تشينغ تي ودانتها بكين بشدة.
وفي المجموع نشرت بكين نحو 90 سفينة على مساحة أوسع في مياه بحر الصين الشرقي والجنوبي، وكذلك في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيس للصين، في ما وصفته تايبيه بأنه أكبر مناورات بحرية منذ سنوات.
وقامت هذه السفن 60 سفينة حربية و30 سفينة تابعة لخفر السواحل الصينيين، بمحاكاة مهاجمة سفن أجنبية وتعطيل طرق شحن في المياه المحيطة بتايوان، “لرسم خط أحمر” قبل تنصيب دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، وفق ما أوضحه مسؤول أمني تايواني.
ولم يعلن الجيش الصيني ووسائل الإعلام الحكومية الصينية علناً زيادة النشاط في هذه المناطق، لكن متحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية صرحت أمس الثلاثاء بأن الصين “ستدافع بقوة” عن سيادتها.
غضب وتكهنات
وتأتي هذه المناورات بعد أيام من انتهاء جولة قام بها الرئيس التايواني، وشملت منطقتين أميركيتين هما هاواي وغوام، وأثارت غضباً صينياً عارماً وتكهنات في شأن رد محتمل من جانب بكين.
وكانت جولة لاي في المحيط الهادئ أول رحلة خارجية له، منذ توليه منصبه في مايو (أيار) الماضي.
وخلال جولته أجرى لاي مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون، مما أثار غضب بكين.
وتتهم الصين لاي، مثل الرئيسة السابقة تساي إنغ وين، بالرغبة في تعميق الانفصال الثقافي مع القارة، منددة بالتصرفات “الانفصالية”.
وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تعتبرها الصين جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة واعتبارها دولة ذات سيادة.
وبكين التي تعارض أي اتصال رسمي بين تايبيه ودول أجنبية دانت “بشدة” جولة لاي، وحضت الولايات المتحدة على “التوقف عن التدخل في شؤون تايوان”.
كذلك حذرت بكين تايوان من أية محاولة “تهدف إلى الاستقلال بمساعدة الولايات المتحدة”، مؤكدة أنها “ستفشل”.