حرية ـ (28/12/2024)
أعلنت السفارة السورية في بيروت، السبت، أنه بناءً على تعليمات وزارة الخارجية والمغتربين في دمشق، سيتم تعليق العمل القنصلي في السفارة “حتى إشعارٍ آخر”.
ودعت السفارة “المغتربين في لبنان” لمتابعة صفحتها الرسمية لتصلهم كل الإعلانات المهمة بخصوص استئناف العمل في القسم القنصلي.
وكانت تلك السفارة قد رفعت علم الثورة الأخضر المعروف بنجماته الثلاث، وأنزلت آخر كان يعتمده النظام السوري السابق.
ونشرت السفارة تسجيلا مصورا على صفحتها الرسمية في “فيسبوك”، وثقت فيه رفع العلم الجديد، الذي أصبح معتَمدا بشكل رسمي منذ اليوم الأول لسقوط نظام بشار الأسد، في الثامن ديسمبر الجاري.
وكان وزير وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بسام مولوي، قد أعلن في العاشر من الشهر الجاري، أنه “لا يسمح لأي سوري مُلاحق بتدابير وملفات قضائية دخول لبنان”.
وأشار مولوي، خلال مؤتمر صحفي، عقب اجتماع لمجلس الأمن الداخلي المركزي لمتابعة الأوضاع الأمنية في لبنان والإجراءات المتخذة عند المعابر الحدودية، إلى “تعليمات مشددة لمنع الدخول العشوائي إلى لبنان”.
وأكد أنه “سيسمح بالدخول فقط لمن لديه إقامة شرعية في لبنان أو جواز سفر أجنبي وإقامة أجنبية، كما يمكن الدخول إلى لبنان ترانزيت، بعد إظهار بطاقة سفر محجوزة”.
وبدأت السلطات السورية الجديدة حملة أمنية تستهدف مسؤولين في النظام السابق، وملاحقة المطلوبين ممن يثيرون الفوضى ويرفضون تسوية أوضاعهم وتسليم الأسلحة التي بحوزتهم.
وأسفرت الحملة، الخميس، عن اعتقال رئيس القضاء العسكري السابق محمّد كنجو الحسن، الذي يُعدّ أبرز المسؤولين عن عمليات الإعدام داخل سجن صيدنايا.
ومن أبرز الشخصيات التابعة لنظام الأسد أيضا، اللواء علي محمود، الذي كان يشغل منصب مدير مكتب ماهر الأسد، شقيق الرئيس المخلوع بشار. وقد عثر على جثة محمود داخل مكتبه في ريف دمشق.
وهناك المدعو شجاع العلي أيضا، الذي لقي حتفه، الخميس، عقب اشتباكات في ريف حمص الغربي بين إدارة العمليات العسكرية و”فلول من النظام السابق”.
وفرّ الأسد من سوريا بعدما أطلقت فصائل معارضة بقيادة “هيئة تحرير الشام”، المصنفة إرهابية في أميركا ودول أخرى، هجوما سيطرت من خلاله على مدينة تلو الأخرى، إلى أن وصلت إلى دمشق في الثامن من ديسمبر، ليُسدل الستار على حكم آل الأسد الذي استمر لأكثر من 5 عقود.
وبعد نزاع مدمر استمر أكثر من 13 عاما، تواجه الآن الإدارة السورية الجديدة مهمة صعبة تتمثل بفرض الأمن وبحماية الدولة متعددة الطوائف والعرقيات، من انهيار أكبر.
وكانت منذ وصولها إلى دمشق، قد تبنت السلطات الجديدة خطابا معتدلا، وتعهّدت حماية الأقليات بما في ذلك العلويين، طائفة الاسد.