حرية ـ (28/12/2024)
احمد الحمداني
العديد من الناس يميلون إلى الإيمان بأن القوى السياسية أو الرموز القيادية هي التي تقود التغيير أو تضمن لهم مستقبلًا أفضل، وذلك لعدة أسباب نفسية واجتماعية وثقافية. هنا بعض الأسباب المحتملة:
1. الاعتماد على القيادة الفردية: البشر يميلون إلى البحث عن شخص أو رمز لقيادتهم في أوقات الأزمات، لأن القيادة الفردية توفر إحساسًا بالاستقرار والوضوح في عالم معقد وغير مستقر.
فالفكرة أن شخصًا واحدًا قادر على إحداث تغيير قد تكون أكثر جاذبية من فكرة الإصلاح المؤسسي أو بناء النظام.
2. غياب الثقة في المؤسسات: في بعض الأحيان، يفتقر الناس إلى الثقة في المؤسسات أو الأنظمة السياسية القائمة، ما يجعلهم يعتقدون أن وجود شخصية قوية أو قائد يتسم بالكاريزما يمكن أن يكون حلاً أكثر فاعلية لمشاكلهم.
هذا يعود إلى فشل الأنظمة في تلبية احتياجاتهم في الماضي.
3. الإرث التاريخي: في بعض الثقافات والمجتمعات، غالبًا ما تكون هناك تقاليد قديمة أو أمثلة تاريخية حيث كانت شخصيات معينة أو قادة كبار هم من شكلوا مصير الأمة، مما يعزز الفكرة أن القوة تكمن في القائد وليس في المؤسسات.
4. الافتقار إلى الوعي المؤسسي: أحيانًا، يفتقر الناس إلى الوعي الكافي حول أهمية بناء مؤسسات قوية ومستدامة.
قد يكون التركيز على القائد أو الرمز السياسي هو الخيار الأسهل والأكثر وضوحًا، بينما بناء دولة قوية يحتاج إلى عمل طويل الأمد من خلال بناء مؤسسات قانونية، اقتصادية وتعليمية قادرة على تأمين الاستدامة والتنمية.
5. القصور في الفهم السياسي: بعض الناس قد يعتقدون أن بناء دولة قوية يعني التركيز على مجموعة من القوانين والتشريعات المعقدة، ولكن من خلال البحث عن قائد رمزي، يظنون أنهم يحصلون على حل سحري لمشاكلهم السياسية والاقتصادية.
بالمجمل، يتطلب بناء دولة قوية نظامًا سياسيًا رشيدًا ومستدامًا يضمن توزيع السلطة، العدالة، والمشاركة المجتمعية، وهو أمر يتطلب وقتًا وصبرًا أكثر من بناء الرمز السياسي.