حرية ـ (4/1/2025)
سامي النصف
في لقاء مميز لقناة العربية مع السيد أحمد الشرع أشار ضمنه إلى أن الانتخابات السورية ستحتاج إلى ما يقارب 4 سنوات قبل عقدها، يتم خلالها عقد مؤتمر وطني يضم الجميع لوضع دستور جديد وعمل إحصاء للسوريين يضم ملايين المهجرين، إضافة إلى ما قاله الشرع فالديموقراطية كي تنجح وتنجز تحتاج قبلها إلى تنمية سياسية وتدريب وتأهيل للمرشحين والناخبين، فالاستعجال يعني انتخابات يسود عليها الجهل والكراهية وحب الانتقام…
مع انتهاء الحرب الكونية الثانية عام 1945، احتاجت عملية هزيمة النازية وتطهير آثارها من النفوس لأربع سنوات تُبنى خلالها وتعزز المؤسسات الديموقراطية، وهي: سيادة القانون، وحرية الرأي والمعتقد، وحرمة الأملاك الخاصة، وحق التقاضي، وضمان المساواة والعدالة، وفصل الدين عن الدولة، وهي أمور تتطلب سلطة مطلقة عادلة تفرض وتنمِّي وترعى هذه القيم الخيِّرة التي لا تقوم الديموقراطية من دونها، ثم تأتي بعد ذلك انتخابات لمجلس تأسيسي يضع دستوراً دائماً تجرى الانتخابات العامة طبقاً لنصوصه…
آخر محطة:
بالمقابل وفي عراق ما بعد سقوط الطاغية الإبادي عام 2003، عقدت انتخابات في أقل من عام من دون الأخذ بالمتطلبات السابقة، فانتهى الأمر بالكارثة لا تصح تسميتها بالديموقراطية، كما تذكر الدكتورة الباحثة في معهد ويلسون للدراسات مارينا اتاوي، حيث ترى أن ما يجري في العراق – وأضيف له شخصياً جميع الديموقراطيات الشرق أوسطية كحال لبنان والكويت وليبيا والسودان واليمن إلخ – هو فقط تمثيل للعصبيات والأعراق والطوائف وحالة تشابه أسماء مع الديموقراطيات المتقدمة الممارَسة في الغرب!