حرية ـ (4/1/2025)
احمد الحمداني
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العراق والمنطقة العربية بشكل عام، لا بد من التوقف عند الدعوات التي أطلقتها المرجعية الدينية وقالت (حصر السلاح بيد الدولة) و كذلك اطلقها عدد من القيادات السياسية ، أبرزهم السيد عمار الحكيم، والتي تدعو إلى توحيد الجهود وترك الخلافات جانبًا.
هذه الدعوات تأتي في وقت حساس تمر به البلاد والمنطقة بأزمات متعددة، من تداعيات الصراعات الإقليمية إلى التحديات الداخلية التي تهدد استقرار الدولة.
وفي هذا السياق، يبدو أن الصوت الذي يطالب بوحدة الصف والتوافق السياسي أصبح أكثر ضرورة من أي وقت مضى.
التفرغ لمصلحة العراق
السيد عمار الحكيم، أحد القادة السياسيين في العراق، قد أكد مرارًا وتكرارًا على ضرورة توحيد الصفوف بين القوى السياسية المختلفة في البلاد، خصوصًا في ظل الأزمات المعقدة التي تمر بها المنطقة.
فبعد التوترات السياسية والصراعات، أصبح من الواضح أن العراق بحاجة ماسة إلى مرحلة جديدة من التعاون والتفاهم بين جميع القوى السياسية والتركيز على المصلحة الوطنية العليا إذ يجب أن تكون الأولوية في هذه المرحلة هي الحفاظ على سيادة العراق واستقراره، بعيدًا عن المصالح الضيقة للأحزاب والفصائل.
وفي رأيه، فإن القوى السياسية يجب أن تتبنى رؤية واحدة للتعامل مع التحديات التي يواجهها العراق، ويجب أن يكون هدفهم الأسمى هو إنقاذ البلاد من أي خطر يهدد وحدة شعبها ومؤسساتها.
تعزيز الوحدة والتماسك
من جانبها، أكدت المرجعية الدينية في العراق مرارًا على ضرورة الوحدة الوطنية، مستندة إلى القيم الدينية التي تحث على التعاون والتآلف بين أبناء الوطن فدور المرجعية ليس فقط إرشاديًا دينيًا، بل يشمل أيضًا الحفاظ على استقرار الدولة وحمايتها من الفتن. وقد أبدت المرجعية دعمًا كبيرًا لأي خطوات تهدف إلى تعزيز التوافق بين المكونات السياسية العراقية، وأكدت على أهمية الاستماع إلى صوت الحكمة والتعقل في هذه اللحظات الحاسمة.
وقد شددت المرجعية على أن العراق، بما له من تاريخ طويل وثقافة غنية، لا يمكن أن ينجح في تجاوز تحدياته إلا إذا تضافرت جهود جميع مكوناته، من دون النظر إلى الانتماءات السياسية أو الطائفية فالمصلحة العامة هي التي يجب أن تظل في صدارة الاهتمامات.
العراق والمنطقة في ظرف خاص
إن العراق اليوم يمر بمرحلة من أصعب مراحل تاريخه المعاصر فالمنطقة العربية، بشكل عام، تشهد تحولات جذرية تهدد استقرار العديد من الدول، سواء كانت من خلال النزاعات المسلحة، أو التدخلات الأجنبية في تغير الخارطة او كما اطلق عليه (الشرق الاوسط الجديد)، أو الأزمة الاقتصادية التي تلقي بظلالها على جميع دول المنطقة وفي هذا السياق، تزداد الحاجة إلى توحيد الجهود بين القوى السياسية في العراق بشكل خاص، لكي يتمكن البلد من الصمود في وجه هذه التحديات.
إن المرحلة الراهنة تتطلب تعزيز التكاتف بحيث يتبنى الجميع رؤية سياسية واحدة تهدف إلى تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة البلاد.
التحديات الداخلية والخارجية
لا تقتصر التحديات التي يواجهها العراق على الصراع الداخلي فحسب، بل تشمل أيضًا التحديات الخارجية. فمن جهة، يعاني العراق من تهديدات الإرهاب، خاصة من بقايا تنظيم داعش الذي يسعى إلى إعادة تشكيل خلاياه داخل بعض المناطق. ومن جهة أخرى، هناك تدخلات إقليمية قد تؤثر على استقرار العراق وتعرض سيادته للخطر كل هذه التحديات تجعل من الضروري أن يكون هناك تنسيق وتعاون بين جميع القوى السياسية لضمان أمن العراق واستقراره.
ولا يخفى على أحد أن التباين في المواقف قد كان أحد العوامل التي أدت إلى عدم الاستقرار في البلاد في فترات سابقة. لذا فإن الابتعاد عن الخلافات والاتفاق على أولويات وطنية مشتركة يمكن أن يكون المخرج الوحيد أمام هذه التحديات.
: العراق يحتاج إلى توافق وطني
إن دعوة السيد عمار الحكيم والمرجعية الدينية والعديد من السياسيين العراقيين إلى توحيد الصفوف وترك الخلافات جانبًا ليست مجرد دعوات نظرية أو كلامية، بل هي نداءات لحظة حاسمة في تاريخ العراق. فالبلاد في حاجة ماسة إلى رؤية سياسية موحدة، تقوم على التفاهم والاحترام المتبادل بين جميع المكونات السياسية والاجتماعية.
إذا تمكنا من تجاوز الانقسامات والتباينات، وتوحيد الجهود من أجل مصلحة العراق العليا، فإننا لن نكون فقط قادرين على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، بل سنعزز من قدرة البلاد على البناء والنهوض في المستقبل إن هدفنا يجب أن يكون واحدًا، وهو الحفاظ على العراق كدولة ذات سيادة، ومتحدة، وآمنة لجميع أبنائها.