حرية – 7/1/2025
احمد الحمداني
في عالم اليوم المتسارع والمتداخل، حيث تزدحم الأخبار والمعلومات من كل حدب وصوب، يظهر دور خلية الإعلام الأمني كأداة حيوية وأساسية في الحفاظ على الأمن الوطني وتوجيه الرسائل الدقيقة والمحددة للمجتمع.
وتُعد خلية الإعلام الأمني هي الصوت الرسمي الذي يعبر عن مؤسسات الأمن والجيش، وهي الجهة المخولة بالإعلان عن البيانات والتوضيحات الرسمية بشأن القضايا الأمنية والعسكرية.
أهمية خلية الإعلام الأمني
تعمل خلية الإعلام الأمني على تقديم صورة دقيقة وواضحة عن الواقع الأمني، وتقوم بتوجيه رسائل متوازنة لا تثير الذعر أو التوتر بين المواطنين.
فهي مسؤولة عن نقل الأحداث الكبرى، مثل العمليات العسكرية أو العمليات الأمنية، إضافة إلى توضيح الحقائق والتصريحات الرسمية بخصوص مختلف الأنشطة الأمنية.
إن الإعلام الأمني يلعب دوراً مهماً في المحافظة على الاستقرار الوطني، فهو يقدم التقارير الموثوقة ويحارب الشائعات والمعلومات المغلوطة التي قد تضر بالأمن.
وعليه، يُعد الإعلام الأمني أداة استراتيجية لا غنى عنها في أي دولة تسعى للحفاظ على أمنها الداخلي وحمايتها من التهديدات المختلفة.
ضرورة الالتزام بالمصادر الرسمية
من الضروري أن يتم التوقف عن نشر أي أنشطة أو معلومات متعلقة بالشأن الأمني أو العسكري عبر وسائل الإعلام غير الرسمية.
فالتقارير غير المدققة أو المعلومات المجهولة يمكن أن تؤدي إلى إرباك الوضع الأمني وتزيد من حالة عدم الاستقرار.
إذ يمكن أن يسهم نشر الأخبار الغير دقيقة في نشر الخوف والبلبلة بين المواطنين.
وبناءً على ذلك، يجب أن يكون الدور الأساسي للمواطنين ووسائل الإعلام هو الالتزام بالمصادر الرسمية فقط، ممثلة في خلية الإعلام الأمني، التي تملك الصلاحية لتقديم البيانات والإعلانات بشكل صحيح ومتوازن.
بناء هيكلية صحيحة داخل الخلية الإعلامية
لتفعيل دور خلية الإعلام الأمني بشكل صحيح وفعّال، لابد من بناء هيكلية واضحة ومتماسكة داخل الخلية نفسها.
هذه الهيكلية يجب أن تشمل التخصصات المختلفة مثل العلاقات العامة، الصحافة، الإعداد الإعلامي، والتحليل الاستراتيجي – ومختصين التحليل النفسي – وصحفيين – ومستشارين.
كما يجب أن تضم فريقًا من المتحدثين الرسميين المدربين الذين يتمتعون بالقدرة على التعامل مع مختلف المواقف الإعلامية، سواء كانت الأزمة أو العمليات الروتينية.
وإضافة إلى ذلك، يتعين توفير قنوات تواصل موثوقة وسريعة مع وسائل الإعلام لضمان نقل المعلومات في الوقت المناسب.
يجب على خلية الإعلام الأمني أن تكون قادرة على إصدار البيانات والرد على الاستفسارات بطريقة شفافة ومهنية، مع الحفاظ على السرية اللازمة في بعض القضايا الأمنية الحساسة.
التحديات التي تواجه خلية الإعلام الأمني
تواجه خلية الإعلام الأمني العديد من التحديات في عصرنا الحالي.
على رأس هذه التحديات هو عصر المعلومات المزدحم الذي يتميز بانتشار الأخبار الزائفة والشائعات، وهو ما يتطلب يقظة دائمة وتعاوناً وثيقاً مع الجهات الإعلامية الحكومية والخاصة. كما أن الأزمات الأمنية، مثل الهجمات الإرهابية أو التهديدات الكبيرة، تتطلب توجيه رسائل حساسة بأعلى درجات الدقة والسرعة وفيها الحس الامني.
أيضاً، هناك تحدي آخر يتجسد في تأثير وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يمكن لمحتوى غير موثوق أن ينتشر بسرعة كبيرة بين الجمهور.
لذا، يصبح من الضروري على خلية الإعلام الأمني أن تكون حاضرة في هذه المنصات لتصحيح المعلومات وتوجيه الرأي العام.
التعاون
إن خلية الإعلام الأمني لا تمثل مجرد أداة لنقل المعلومات، بل هي جزء أساسي من منظومة الأمن الوطني من خلال هيكلية صحيحة واحترافية، وبالتزام دقيق بالمصادر الرسمية، يمكن لهذه الخلية أن تساهم بشكل كبير في تعزيز الأمن والاستقرار ولذلك، من الأهمية أن يتعاون الجميع، من مؤسسات إعلامية ومواطنين، في ضرورة الالتزام بالقنوات الرسمية التي تشرف عليها خلية الإعلام الأمني لضمان الحصول على معلومات دقيقة وآمنة في الأوقات الحرجة.
التضليل
ربما يقول البعض ان خلية الاعلام تنشر معلومات مضللة وغير دقيقة، التضليل الإعلامي عند نشر خبر أمنى من قبل خلية الإعلام يمكن أن يكون له عدة أسباب.
تحقيق أهداف امنية أو استراتيجية
في بعض الأحيان، قد يتم نشر معلومات مغلوطة أو مُشوهة بهدف تحقيق مكاسب امنية أو استراتيجيّة قد يكون ذلك بهدف التأثير على الرأي العام أو دعم مواقف معينة في الداخل أو الخارج.
إخفاء التفاصيل الحساسة
في بعض الحالات، قد يتم نشر أخبار مشوهة أو غير مكتملة من أجل إخفاء معلومات حساسة أو تفاصيل قد تضر بالجهات الأمنية أو تُعَرِّض العمليات الأمنية للخطر.
التشويش على الأحداث الحقيقية
بعض الخلايا الإعلامية قد تنشر أخبارًا مغلوطة لتشويش الحقيقة وخلق حالة من الضبابية في الأحداث الأمنية هذا قد يؤدي إلى خلق حالة من عدم اليقين بين الجمهور وبالتالي يشوش على قدرة الجمهور على فهم الوضع الأمني الحقيقي.
استمالة الرأي العام
قد يتم نشر معلومات غير دقيقة بهدف كسب التأييد الشعبي لأفعال أو سياسات معينة هذا يمكن أن يشمل تقديم صورة إيجابية أو سلبية مغلوطة عن حادثة أمنية معينة.