حرية ـ (7/1/2025)
جان الفغالي
“حزب اللّه هم الغالبون” شعار يستخدمه “الحزب” على الداخل، و “حزب اللّه هم المغلوبون” هو الشعار الحقيقي في وجه إسرائيل. “الحزب” خسر الحرب أمام الدولة العبرية، لكنه يحاول تعويض خسارته بالاستقواء على الداخل سواء أكانت سلطة أم شعباً.
بالأمس حمّل الأمين العام لـ “الحزب” الشيخ نعيم قاسم المسؤولية للدولة، ليس هذا التحميل هو المهم، فهذه السرديّة درج عليها الشيخ نعيم قاسم، لكن ما هو مهم أن لا أحد في الدولة تجرّأ على الردّ. ما كان للشيخ نعيم أن يستخدم “فائض القوة” لو لم يكن متيقّناً أن السلطة لن تخرج عن سياق “فائض الضعف” الذي درجت عليه.
المشكلة ليست في “الحزب” بل في إمعان السلطة في الخضوع له. أحدٌ ما في هذه السلطة يجب أن يملك الحدّ الأدنى من الشجاعة ويضع عينيه في عيني الشيخ نعيم، ويقول له: “كفى، ولّى زمن الاستقواء واستخدام فائض القوة”، ما لم تقم السلطة بما هو مطلوب منها فإنها تعطي المجال أكثر فأكثر لـ “حزب اللّه” ليمعن في استقوائه فيما هي تمعن في استضعاف نفسها. ولأنّها كذلك، فلقد أصبحت خطرة ليس على نفسها فحسب، بل على الدولة برمّتها، وعلى الشعب في وجه الخصوص، فهذا الشعب يؤكد كل يوم نزعه الثقة من سلطة تدفن رأسها في الرمال وتتغاضى عمّا يمارسه “حزب اللّه” من استقواء وفائض قوة، ما ينعكس وبالاً على البلد ككلّ.
ولأن الموسم موسم انتخابات، فلا بدّ من أن يأتي رئيس يستردّ “فائض القوة”من “حزب اللّه” ليتساوى الجميع في حضرة الدولة.