حرية ـ (9/1/2024)
احمد الحمداني
بعد فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، ستكون هناك تغييرات كبيرة على المستوى المحلي والدولي، خصوصاً في المنطقة العربية والشرق الأوسط. وهنا استعرض بعض التوقعات المتعلقة بالسياسة الأمريكية بعد استلام ترامب للحكم مرة أخرى، مع التركيز على العراق والفصائل المسلحة داخل البلاد.
من المتوقع أن تكون إدارة ترامب الثانية أكثر تشددًا في سياستها الخارجية، مع التركيز على القومية الأمريكية وتعزيز المصالح الوطنية.
كما سيستمر في اتباع سياسة “أمريكا أولاً”، التي تمثل السمة الرئيسية لسياسته في فترته الرئاسية الأولى. وهذا يشمل تقليص التزامات واشنطن تجاه المنظمات الدولية، والتركيز على المصالح التجارية والاقتصادية للأمريكيين.
وفيما يخص السياسة الداخلية، سيواجه ترامب تحديات ضخمة في التعامل مع القضايا الاقتصادية، الصحية، والسياسية في الداخل الأمريكي.
من المحتمل أن يسعى لتعزيز الاقتصاد الأمريكي من خلال السياسات الحمائية، بالإضافة إلى تنفيذ إصلاحات ضريبية قد تضر بالفئات الفقيرة والمتوسطة لصالح الأثرياء والشركات الكبرى.
يتوقع أن تتخذ إدارة ترامب سياسة أكثر صرامة تجاه الوجود الإيراني في المنطقة، وخصوصاً في العراق.
فالرئيس الأمريكي القادم كان قد أشار في فترته الرئاسية الأولى إلى انسحاب القوات الأمريكية من العراق، رغم بقاء بعض القوات لمكافحة الإرهاب.
قد يؤدي هذا التوجه إلى تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، حيث كان ترامب قد انسحب من الاتفاق النووي الإيراني في 2018، وأعاد فرض العقوبات على طهران.
من المحتمل أن تسعى إدارة ترامب الثانية إلى تقليل الدور الإيراني في العراق من خلال زيادة الدعم لقوات الأمن العراقية، وكذلك تكثيف الضغط على الفصائل المسلحة المدعومة من إيران، قد يؤدي ذلك إلى مواجهات عسكرية مباشرة بين القوات الأمريكية والفصائل الموالية لإيران في العراق، مما يعزز من حالة الفوضى الأمنية في البلاد.
حيث تتمثل أبرز التحديات التي ستواجهها الفصائل المسلحة في العراق، في استمرار سياسة الضغط الأمريكية ضد إيران ومواليها في المنطقة. فإدارة ترامب قد تسعى إلى فرض عقوبات أشد ضد قادة الفصائل التي ترى فيها تهديدًا للمصالح الأمريكية في العراق، مما يزيد من معاناة تلك الفصائل ويضطرها إلى تعزيز تحالفاتها الإقليمية.
من جهة أخرى، قد تكون هذه الضغوط بمثابة فرصة للفصائل المسلحة المدعومة من إيران لتكثيف عملياتها العسكرية ضد القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي. فقد شهدت السنوات الأخيرة العديد من الهجمات ضد قواعد عسكرية أمريكية في العراق من قبل هذه الفصائل.
إضافة إلى ذلك، قد تسعى الولايات المتحدة إلى تقوية علاقاتها مع القوى السياسية السنية والكردية في العراق، في محاولة للحد من نفوذ الفصائل الشيعية الموالية لإيران. هذا التوج قد يساهم في تفكيك التحالفات الهشة داخل الحكومة العراقية، ويزيد من الصراع بين المكونات المختلفة في البلاد.
سوف تؤثر التغيرات السياسية في الولايات المتحدة أيضًا على حلفاء أمريكا في المنطقة مثل المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي.
من المتوقع أن تكون إدارة ترامب أكثر دعمًا للسعودية في مواجهة التهديدات الإيرانية، وهو ما يعزز من النفوذ السعودي في العراق وخصوصًا في المناطق الغربية والشمالية التي تشهد وجودًا سنيًا كثيفًا في المقابل، قد يشهد العراق صراعًا مستمرًا بين النفوذ الإيراني والسعودي، مما يفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية.
من خلال التوقعات التي تم استعراضها، يمكن القول أن حكومة ترامب الثانية ستؤثر بشكل كبير على العراق والمنطقة ككل.
فبجانب التصعيد المحتمل في العلاقات مع إيران، ستشهد الفصائل المسلحة في العراق مرحلة من التوترات العسكرية والاقتصادية نتيجة للضغوط الأمريكية المتزايدة كما أن العراق سيبقى ساحة صراع إقليمي ودولي بين القوى الكبرى، مع استمرار تحديات الأمن الداخلي وتحقيق الاستقرار السياسي. في النهاية، سيتعين على حكومة ترامب إيجاد توازن دقيق بين مصالحها الوطنية وأمن المنطقة، وهو ما سيشكل محورًا رئيسيًا للسياسات المستقبلية تجاه العراق.
خاصة ان الصراع السياسي الداخلي في العراق قد يخدم ترامب و يمكنه استغلال التوترات مما يتيح له تحقيق مكاسب سياسية داخلية.