حرية ـ (11/1/2025)
قصص بالعشرات ذكرتها وسائل الإعلام الأمريكية من حرائق كاليفورنيا المرعبة، أبرزها وأغربها في نفس الوقت، قصة عائلة صغيرة هرب أفرادها من بؤر نارية اقتربت الثلاثاء الماضي من الشارع الذي كانت تقيم فيه، وهو في أحد أحياء منطقة باسيفيك باليساديس المطلة في لوس أنجلوس على البحر، ثم عادت عائلة “بيليتي” إليه في اليوم التالي، وتوقعوا أن يجدوه خرابا متفحما كبقية منازل الحي.
إلا أن معجزة كانت بانتظارهم حين رأوا أن نار الحرائق التي لم تترك شيئا إلا وجعلته طعما لألسنتها بالحي، كانت على منزلهم بردا وسلاما، ما ذكره موقع صحيفة “التايمز” البريطانية اليوم السبت.
ورغم قصة البيت نجد مقطع فيديو على “يوتيوب” يظهر عما فعلته الحرائق بالحي، حيث لا يظهر أي بناء سليم.
وكان أفراد عائلة “بيليتي” تجولوا بسيارة عبر بقايا الحي المدمر، حين عادوا اليه، ورأوا من نوافذها بقايا الدخان الأسود يتصاعد من أنقاض وخرائب المنازل المجاورة، والشارع رأوه كما ديكور في فيلم رعب هوليوودي. عندها نزل “ستيف بيليتي” من السيارة، ونزلت زوجته كولين، وكذلك ابنتهما ايزابيل، المولودة قبل 22 عاما، وأمسكوا بأيدي بعضهم البعض وحمدوا الله.
ورد بالتقرير عن منزل العائلة أيضا، أن المنازل التي كانت قيمة الواحد منها بملايين الدولارات قبل أيام، أصبحت أكواما من أنقاض مشتعلة، فقد أتت عليها حرائق الغابات التي دمرت مساحات شاسعة من لوس أنجلوس، والتي ثبت أنها الأكثر كلفة بتاريخ أمريكا حتى الآن، حيث أكدت تقديرات دقيقة أن الخسائر زادت عن 50 مليارا من الدولارات.
وقال زوجته: إنها معجزة
وروى مراسل الصحيفة في لوس أنجلوس، أن Steve Bellitti البالغ 57 سنة، والعامل مع زوجته في حقل العقارات، ذرفا دموع الارتياح مع ابنتهما الوحيدة، عند تأكدهم بأن المنزل الذي عاشوا فيه طوال 21 عاما مضت، لا يزال قائما من الخارج والداخل كما كان من دون أي ضرر. أما الفيديو المعروض أدناه، فهو عما كانت عليه المنطقة قبل الحرائق.. كانت مهمة ومن الأرقى.
وقال الأب أثناء مسح الحي المدمر: “إنها مشاعر مختلطة للغاية. تنظر عبر الشارع وتجد أصدقاء مقربين للغاية، وقد اختفت منازلهم (..) لماذا نحن هنا وهم رحلوا؟ لماذا حالفنا الحظ ولم يحالفهم؟ قد لا نعرف سببا أو منطقا لهذا الحزن الكثير” والذي بدأ في حي “باسيفيك باليساديس” صباح الثلاثاء، بنار غذتها عاصفة رياح قوية، وسرعان ما تضخمت وابتلعت مئات آلاف الأمتار بساعات. أما زوجته فقالت: إنها معجزة.
وتروي “التايمز” أن حرائق باليساديس” وحدها أتت على 20 مليون متر مربع، وأن مروحيات وطائرات حاولت إخماد نيرانها من الجو، وتم استدعاء مئات من رجال الإطفاء من جميع أنحاء الولاية، الا أن شيئا من هذا كله لم يفلح، وكان “آل بيليتي” أصحاب حظ نادر كمنزلهم.