حرية – 16/1/2025
أحمد الحمداني
تعد بغداد عاصمة العراق وأحد أقدم العواصم في العالم مركزًا سياسياً وثقافيًا وتاريخيًا عريقًا يحمل بين جدرانه العديد من الحضارات التي مرت بها على مر العصور.
إلا أن المدينة اليوم تواجه العديد من التحديات في مجالات متعددة، منها الحفاظ على هويتها البصرية وتنظيمها الحضري، وهي بحاجة ماسة إلى جهود جماعية لتحسين واقعها وتقدمها، مع التركيز على الحفاظ على تاريخها وثقافتها.
هي واحدة من أقدم مدن العالم التي شهدت تطورًا حضاريًا منذ العصور الإسلامية وحتى العصر الحديث.
ولكن، في السنوات الأخيرة، شهدت المدينة تدهورًا في العديد من الجوانب، مثل البنية التحتية والخدمات العامة.
لذلك، يجب أن يكون هناك عمل مشترك بين الحكومة المحلية وأمانة بغداد لتطوير وتحديث المدينة من خلال تحسين شبكة الطرق، وتطوير شبكات النقل العام، وضمان توفير خدمات أساسية مثل الكهرباء والمياه الصالحة للشرب.
يجب أن تتبنى بغداد خطة شاملة لتحديث المدينة في مختلف جوانب الحياة اليومية بما في ذلك تطوير المرافق العامة،
وتقوية الاقتصاد المحلي وزيادة فرص العمل للشباب علاوة على ذلك، يجب تعزيز الثقافة والتعليم وتحفيز الابتكار، مع دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تساهم في تحسين مستوى المعيشة للسكان.
من أهم التحديات التي تواجه بغداد هو الحفاظ على هويتها البصرية التي تتعرض للتشويه بشكل مستمر بسبب التوسع العمراني غير المنظم أو بناء الأبنية غير المتناسقة تعد واجهات المباني، شوارع المدينة والحدائق العامة مكونات أساسية لخلق انطباع بصري جيد لدى المواطنين والزوار على حد سواء.
من الضروري العمل على تشجيع التصاميم المعمارية التي تحترم الهوية الثقافية لبغداد مثل الاهتمام بالطابع العربي والإسلامي الذي يميزها مع دمج التصاميم الحديثة التي لا تؤثر على التاريخ المعماري للمدينة.
كما يجب وضع قوانين وأنظمة لضمان الالتزام بالتصاميم الجمالية في جميع مشاريع البناء والتطوير داخل المدينة.
من الضروري جداً أن تعمل أمانة بغداد مع الحكومة المحلية والمجتمع المدني لتنظيف شوارع وأحياء بغداد بشكل مستمر فالمشاكل المتعلقة بالنفايات والتلوث البيئي تشكل أحد أكبر التحديات التي تواجه المدينة التنظيف المستمر للأحياء والمناطق العامة ليس فقط يحسن المظهر العام للمدينة، بل يساهم في تحسين جودة الحياة للمواطنين.
يجب تشجيع المواطنين على المشاركة الفعالة في الحفاظ على نظافة بيئتهم من خلال حملات توعية وتشجيع ثقافة إعادة التدوير و يجب توفير بنى تحتية فعالة لجمع النفايات وتخصيص أماكن لإعادة التدوير مما يسهم في الحد من التلوث وتحسين صحة المجتمع.
دور محافظة بغداد وأمانتها يجب أن يتعزز من خلال التعاون المستمر مع الجهات الحكومية المختلفة، سواء على مستوى التخطيط الحضري أو التنفيذ و التنسيق الفعال بين المؤسسات في وضع خطط مشتركة تشمل كل الجوانب المتعلقة بتطوير المدينة من الحفاظ على البيئة والنظافة إلى تطوير بنية تحتية قوية ومواكبة لأحدث التطورات التكنولوجية في مجال الإدارة الحضرية.
من خلال هذا التعاون يمكن تحديد أولويات المشاريع التي من شأنها تحسين جودة حياة المواطنين وتعزيز دور بغداد كعاصمة عربية وإقليمية تتمتع بمكانة اقتصادية وثقافية متميزة.
من الضروري أن يكون محافظ بغداد وأمين بغداد ومدراء بلدياتها من أهل المدينة أنفسهم، لأنهم الأقدر على فهم احتياجاتها الخاصة ومشاكلها اليومية.
كونهم من اهل المدينة فإنهم يعرفون الذوق البغدادي وثقافتها مما يمكنهم من اتخاذ قرارات تتناسب مع خصوصية المدينة.
كما أن وجودهم في موقع المسؤولية يعزز من فرص التعاون المجتمعي والتواصل المباشر مع المواطنين.
هؤلاء المسؤولون يكونون أكثر قدرة على تحسين الخدمات العامة بما في ذلك النظافة وتطوير البنية التحتية بما يتماشى مع هوية بغداد الحضارية.
علاوة على ذلك فهم السكان المحليين يساهم في تقوية العلاقات بين الإدارة والمجتمع مما يعزز الثقة ويحفز المواطنين على المشاركة في تحسين المدينة.