حرية ـ (4/2/22025)
أعرب عدد من وزراء الخارجية العرب عن رفضهم القاطع لمقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بخصوص تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وهو الطرح الذي أعلنه أواخر يناير/كانون الثاني. وجاء ذلك في رسالة رسمية وُجهت إلى الإدارة الأمريكية، موقعة من وزراء خارجية السعودية، الإمارات، قطر، مصر، والأردن، بالإضافة إلى مستشار الرئيس الفلسطيني، حسين الشيخ.
وسلم الدبلوماسيون العرب الرسالة إلى تيموثي ليندركينغ، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى، مساء الاثنين. ويعكس هذا الموقف العربي رفض أي محاولة لفرض واقع جديد على الفلسطينيين في غزة، خاصة بعد أن طرح ترامب للمرة الأولى اقتراح استقبال الأردن ومصر للفلسطينيين كخيار مطروح في 25 يناير/كانون الثاني، دون أن يحدد ما إذا كان هذا المقترح مؤقتا أم دائما، حيث قال حينها: “يمكن أن يكون أيا منهما”.
وأثار هذا الطرح مخاوف الفلسطينيين، إذ أعاد إلى الأذهان سيناريوهات التهجير القسري الذي عانوا منه في الماضي. ووصف معارضو المقترح الفكرة بأنها محاولة لتطهير عرقي، مؤكدين أن مصر والأردن وعددا من الدول العربية الأخرى أعربت عن معارضتها الشديدة لهذا النهج.
إعادة إعمار غزة بمشاركة الفلسطينيين
وجاء في الرسالة “إعادة الإعمار في غزة يجب أن تتم عبر التفاعل المباشر مع أهالي القطاع وإشراكهم في العملية، فهم أبناء هذه الأرض ولن يغادروها، بل سيعيدون بناءها بأيديهم”. كما شددت على ضرورة أن تظل عمليات إعادة الإعمار محصورة في إطار دعم الفلسطينيين داخل أراضيهم، وعدم استخدام هذه المرحلة كذريعة لإخراجهم من وطنهم.
وفي السياق نفسه، أعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن عدم ثقته في صمود اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، مشيرا إلى أن القطاع تعرض لدمار هائل، وأنه يأمل في إعادة إعماره بطريقة “مختلفة”. كما أكد على ضرورة أن يصمد الاتفاق، محذرا من عواقب وخيمة إذا لم يتم احترامه.
تعزيز التنسيق مع واشنطن
وأكد الدبلوماسيون العرب تطلعهم إلى التعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة من أجل إرساء الاستقرار والسلام في المنطقة، ودفع الجهود الرامية إلى حل القضية الفلسطينية وفق مبدئ حل الدولتين، وبما يتماشى مع قرارات الشرعية الدولية.
كما شددت الدول العربية على أهمية تعزيز التنسيق مع الولايات المتحدة لضمان استقرار المنطقة، وأعربت عن ثقتها في إمكانية تحقيق تعاون مثمر مع واشنطن لإرساء الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكدت الخارجية المصرية أن سفراء الدول الموقعة على بيان القاهرة سيواصلون لقاءاتهم مع كبار المسؤولين في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية الأمريكية، لضمان إيصال وجهة النظر العربية إلى الإدارة الأمريكية.
وستتطرق الاجتماعات المقبلة إلى استعراض رؤية موحدة حول الملفات الإقليمية ذات الأولوية، مع التركيز على منع أي محاولة لفرض حلول أحادية الجانب من شأنها أن تزيد من تعقيد الأزمة الفلسطينية.
وقف إطلاق النار في غزة.. وما بعده
وفي 19 يناير/كانون الثاني، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، في هدنة تمتد لمرحلة أولى مدتها 42 يوما، يعقبها التفاوض حول مراحل ثانية وثالثة، بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية.
وأسفرت الحرب في غزة عن مقتل وإصابة أكثر من 159 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود، وسط دعم أمريكي واضح للعمليات العسكرية الإسرائيلية.
وفي ظل هذه التطورات، تبقى الجهود العربية والدولية مستمرة في سبيل إنهاء الأزمة، وضمان عدم تكرار سيناريوهات التهجير القسري، مع الدفع نحو تسوية عادلة وشاملة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه.