حرية – 5/2/2025
احمد الحمداني
لتكون محافظاً ناجحاً لبغداد يجب أن تمتلك رؤية استراتيجية تركز على التطوير حيث تعتبر إدارة العاصمة بغداد مهمة تتطلب قيادة استثنائية ورؤية استراتيجية شاملة لتحقيق التنمية المستدامة وتحسين حياة المواطنين.
لكي يكون المحافظ ناجحاً يجب أن يعتمد على نهج التخطيط المدروس والشراكات المجتمعية، بالإضافة إلى توجيه الموارد بشكل فعال لتحقيق أهداف تنموية طموحة.
إن المدارس تمثل أساس بناء المجتمعات المتعلمة والمتقدمة لذلك، يجب على المحافظ التركيز على تطوير المباني المدرسية وجعلها بيئة تعليمية جاذبة ومريحة. يمكن تحقيق ذلك من خلال تحسين الصيانة العامة للمباني القديمة، بناء مدارس جديدة بأحدث المعايير الهندسية والتقنية وتزويدها بالمرافق الحديثة مثل المكتبات والمختبرات العلمية.
كما يجب وضع خطة لتدريب الكوادر التعليمية ودعمهم بالأدوات التي تساعدهم على تقديم مستوى تعليمي متقدم.
بغداد تمتلك تاريخاً غنياً وتراثاً ثقافياً عريقاً وهو ما يجعلها وجهة سياحية واعدة.
يتعين على المحافظ دعم السياحة من خلال تحسين البنية التحتية السياحية مثل تطوير الفنادق والمطاعم والمواصلات كذلك يجب تعزيز دور الشرطة السياحية وتوفير التدريب اللازم لهم لضمان سلامة السياح وراحتهم. كما يمكن الترويج للفعاليات الثقافية والمهرجانات لجذب المزيد من السياح.
قطاع الصحة يحتاج إلى دعم قوي من المحافظ بدءاً من تعزيز كفاءة المستشفيات الحكومية ورفع مستوى الخدمات الصحية حيث يجب العمل على تحسين البنية التحتية الصحية تزويد المستشفيات والمراكز الصحية بالتقنيات الحديثة وتدريب الطواقم الطبية لمواكبة التطورات في المجال و من الضروري أيضاً توفير التأمين الصحي لجميع المواطنين وتحسين سبل الوقاية والرعاية الأولية.
مع النمو السكاني المتزايد في العاصمة، هناك حاجة ملحة لبناء مدن جديدة تخفف من الضغط على المناطق الحالية وتوفر بيئة سكنية متكاملة.
هذه المدن يجب أن تكون مخططة بشكل جيد بحيث تتضمن جميع المرافق الضرورية من مدارس ومستشفيات وحدائق و على المحافظ العمل مع الجهات المعنية لتنفيذ مشاريع الإسكان الجديدة مع مراعاة الاستدامة البيئية وضمان توفر الخدمات الأساسية.
واكيد تخفيف الزحام المروري وتحسين كفاءة العمل يتطلب اعتماد نظام تقسيم العمل إلى فترتين، صباحية ومسائية هذا النظام يساهم في تقليل الضغط على البنية التحتية الحالية ويعزز إنتاجية الموظفين كما يسهل على المواطنين الوصول إلى الخدمات الحكومية بشكل أكبر خلال اليوم.
يجب تعزيز دور الشرطة بشكل يتماشى مع الاحتياجات الخاصة لكل قطاع. على سبيل المثال الشرطة البيئية تحتاج إلى تدريب متخصص لضمان حماية البيئة من التلوث والحفاظ على الموارد الطبيعية.
الشرطة السياحية بدورها يجب أن تكون مدربة على التعامل مع السياح بشكل حضاري يساهم في تعزيز صورة بغداد كوجهة سياحية آمنة.
وأيضاً نظام المرور في بغداد يحتاج إلى إعادة هيكلة كاملة لتقليل الازدحامات اليومية.
يجب تنفيذ خطط لتوسيع الطرق وتحسين الإشارات الضوئية وتعزيز وسائل النقل العامة.
كذلك، يمكن اعتماد تقنيات حديثة مثل نظم التحكم الذكي في المرور لتخفيف الضغط على الشوارع.
وأيضاً ايقاف تدفع السيارات الى بغداد بهذا العدد وفرض ضرائب على كل من يمتلك اكثر من سيارتين.
لا يمكن تحقيق أي من الأهداف السابقة بدون تطوير المؤسسات الحكومية نفسها ويتعين على المحافظ العمل على تحسين الكفاءة الإدارية وتقليل الروتين وتطبيق الحوكمة الإلكترونية لتسهيل تقديم الخدمات للمواطنين. كما يجب تعزيز الشفافية والمساءلة لضمان إدارة الموارد بشكل فعال ومناسب.
النجاح كمحافظ للعاصمة بغداد يتطلب رؤية شاملة وجهوداً متضافرة من جميع الجهات المعنية.
الاستثمار في التعليم، السياحة، الصحة، الإسكان والبنية التحتية هو مفتاح تحسين حياة المواطنين وبناء عاصمة متطورة ومستدامة للمستقبل.
وبالتأكيد التنسيق مع الاحزاب السياسية واقتصادياتها بشكل صحيح يوفر الدعم للأحزاب ولا يسيء الى سوء الخدمة واذا كان هناك تقصير تحاسب الشركة التابعة لأي جهة كانت وتضرب بالاشارة السوداء ويتم استبدالها.
هذا ما يقوله الواقع الحالي