حرية – 6/2/2025
احمد الحمداني
في ليلٍ عراقي هادئ حيث النجوم تضيء السماء الملبدة بالآمال المؤجلة جلس المواطن العراقي يحلم بوطنٍ يتغير من حال إلى حال.
كانت أحلامه كبيرة تتجاوز همومه الشخصية لتلامس واقع وطنٍ يعاني من سنواتٍ طويلة من الفساد والصراعات في قلبه أمل أن تتبدل الأيام الحالكة إلى فجرٍ مشرق حيث يسود العدل ويزدهر الاقتصاد ويعيش المواطن بكرامة في وطن يسوده القانون لكن هذه الليلة العراقية على ما يبدو ترفض أن تمضي.
على أرض الواقع، تزداد الأزمات تعقيداً.
المحكمة الاتحادية العليا في العراق تصدر قراراً بإيقاف تنفيذ ثلاثة قوانين بسبب وجود خلاف على طريقة التصويت من بينها قانون العفو العام ما يفتح باباً لخلاف قانوني ودستوري جديد.
مجلس القضاء الأعلى يرفض الانصياع ويصر على المضي بتنفيذ القوانين معتبراً أن قرارات المحكمة الاتحادية “وقتية” في حين أن المحكمة ترى أن قراراتها نهائية وفقاً للدستور ولا مجال للطعن فيها.
بين حلم المواطن بالاستقرار والعدل، وبين هذا الصراع القضائي المحتدم تتبدد الآمال وتبقى الأسئلة بلا إجابات واضحة.
كيف يمكن أن يتحقق التغيير المنشود في ظل مؤسسات تتصارع على الصلاحيات بدلاً من أن تتكاتف من أجل بناء الدولة؟ إنه سؤالٌ يطرحه كل مواطن وهو يرى الخلافات التي تكشف عن عمق الاختلافات بين اغلب القوى السياسية والتنفيذية والتشريعية و السلطة القضائية في البلد التي ممكن ان تضعف من ثقة الشعب في مؤسساته.
فيما يسهر المواطن على أحلامه المؤجلة، تتحرك السياسة في اتجاهات معاكسة القوى السياسية تتباين مواقفها بين الدفاع عن قرارات المحكمة وانتقادها في وقت يستمر فيه الجدل حول ضرورة تشريع قانون ينظم عمل المحكمة الاتحادية، قانون طال انتظاره لعقدين من الزمن.
لكن في تلك الليلة التي يبدو أنها ترفض أن تمضي، لا يزال المواطن يتشبث بحلمه بين آماله في وطنٍ يعمه العدل والرخاء وبين واقعٍ مليء بالأزمات يبقى الأمل قائماً في أن يتبدل الحال وأن تأتي الانتخابات بفجرٌ جديد يحمل معه التغيير الذي طال انتظاره.
النهاية تحمل في طياتها حقيقةً وهي أن التغيير في العراق ليس حلماً بعيد المنال بل معركةً مستمرة مع عقباتٍ سياسية وقانونية تجعل من الصعب التقدم نحو المستقبل. لكن، كما أن الليل لا يدوم، فإن الأمل بأن تشرق شمس العدالة والرخاء في يومٍ من الأيام يبقى حاضراً في قلوب العراقيين، حتى وإن طال الانتظار، شاركو بالانتخابات وانتخبوا الشخصيات الصحيحة اينما كانت من اجل ان نبني وطن .
رسالة الى القضاء الموقر انتم امل الوطن والشعب لا تختصموا بينكم لاننا نقع بخوف المجهول.