حرية – 7/2/2025
احمد الحمداني
يمر العراق بأزمة متعددة الأوجه تجمع بين السياسة والمذهب والاقتصاد، وتثير تساؤلات حول مستقبل البلاد وسط الصراعات الإقليمية والدولية خاصة مع تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
ومن بين التحديات التي تواجه العراق الفساد الذي استنزف مليارات الدولارات من خزينة الدولة فإلى أين يتجه العراق في ظل هذا الواقع؟ وهل يمكن للبلاد النهوض أم أن المصير سيكون مظلمًا؟
منذ سقوط النظام السابق عام 2003، لم يتمكن العراق من بناء نظام سياسي مستقر الصراعات السياسية داخل الطبقة الحاكم، والمنافسة على السلطة بين الأطراف المختلفة أدت إلى عدم استقرار الدولة وتفكك مؤسساتها.
وبالإضافة إلى ذلك، لعبت المذهبية دورًا كبيرًا في تقسيم المجتمع العراقي حيث أصبحت المصالح الطائفية والمذهبية فوق مصلحة الدولة.
الفساد المستشري هو أحد الأسباب الرئيسية لتدهور الأوضاع الاقتصادية في العراق حيث تم تبديد مليارات الدولارات في صفقات مشبوهة ومشاريع فاشلة مما أدى إلى تراجع البنية التحتية وانتشار الفقر والبطالة.
كل هذا في بلد يمتلك واحدة من أكبر احتياطيات النفط في العالم. السؤال المحوري هو … كيف لدولة غنية بمواردها أن تعاني من أزمات اقتصادية خانقة؟ الجواب يكمن في سوء الإدارة والفساد.
العراق يحتاج إلى إعادة بناء مؤسساته على أسس راسخة بعيدًا عن المصالح الطائفية والسياسية الضيقة بناء الدولة لا يتم فقط عن طريق إصلاح الاقتصاد أو إقرار سياسات جديدة بل يحتاج إلى إرادة سياسية حقيقية تدعم سيادة القانون وتحارب الفساد وتعزز المصالحة الوطنية الدولة الناجحة هي التي تُبنى على أسس قوية تضمن العدالة والمساواة بين جميع مواطنيها.
مع تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة يجد العراق نفسه في موقع جيوسياسي حساس سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كانت تتميز بالرعونة والتصعيد خاصة تجاه إيران تهديداته المستمرة وتوجيه ضربات عسكرية في المنطقة زادت من تعقيد الأوضاع في العراق الذي يعتمد جزئيًا على التوازن بين علاقاته مع إيران والغرب.
من جهة أخرى، كانت إيران تمثل طرفًا رئيسيًا في المعادلة العراقية ولكن سياستها الحالية أصبحت أكثر جمودً حيث تعاني هي الأخرى من أزمات داخلية وضغوط خارجية الدور الإيراني في العراق كان دائمًا مثيرًا للجدل لكنه حاليًا يتأثر بالوضع الداخلي الإيراني المتأزم مما يترك العراق في وضع حرج بين الضغطين الأمريكي والإيراني.
مستقبل العراق يبدو معقدًا وغير مؤكد في ظل هذه الظروف إذا استمرت الصراعات السياسية الداخلية واستمر الفساد في استنزاف موارد الدولة فإن العراق قد يجد نفسه في “نار” الفوضى والتدهور. ومع ذلك، إذا تمكنت النخب السياسية من تجاوز خلافاتها والعمل بشكل مشترك لبناء دولة قوية ومستقرة، فإن “جنة” الاستقرار والازدهار ليست بعيدة المنال.
العراق يقف اليوم على مفترق طرق، فإما أن يستغل الفرصة ليعيد بناء نفسه، أو أن يستمر في الانحدار وسط التحديات الداخلية والإقليمية المتزايدة.
في الختام وبالعراقي الشعب سلم نفسه لكم كونوا للعراق ولشعبه الوضع يسوء.