حرية ـ (9/2/22024)
أثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب القاضية بنقل الفلسطينيين من غزة وتولي الولايات المتحدة السيطرة على القطاع المدمر، مؤكداً استعداد إسرائيل لـ”إنجاز المهمة”.
وفي مقابلة بثتها شبكة “فوكس نيوز” الأميركية ليل أمس السبت بينما كان يختتم زيارته إلى واشنطن، دافع نتنياهو عن مقترح ترمب الذي أثار موجة تنديد واستنكار عبر الشرق الأوسط والعالم. وقال “أعتقد أن اقتراح الرئيس ترمب هو أول فكرة جديدة منذ سنوات، وله القدرة على تغيير كل شيء في غزة”، معتبراً أنه يعبر عن “مقاربة صحيحة” لمستقبل القطاع الفلسطيني. وتابع “كل ما قاله ترمب هو (أريد أن أفتح الباب وأمنحهم خيار الانتقال إلى موقع آخر موقتاً ريثما نعيد بناء المكان عملياً، ولم يقل إطلاقاً إنه يريد أن تقوم قوات أميركية بالعمل”، مؤكداً “سننجز نحن المهمة”.
قطيعة مع الراهن
واحتلت إسرائيل قطاع غزة عام 1967 وحتى 2005 عندما انسحبت منه من جانب واحد، وأجلت آلاف المستوطنين بعضهم بالقوة. وشهد القطاع ثلاث حروب بين عامي 2008 و2014، لكن الحرب الأخيرة التي اندلعت مع شن “حماس” هجوماً غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 كانت الأكثر عنفاً ودماراً.
وطرح ترمب الأسبوع الماضي خلال استقباله نتنياهو في البيت الأبيض فكرة أن تسيطر الولايات المتحدة على قطاع غزة بهدف إعادة إعماره وتطويره اقتصادياً بعدما يتم ترحيل سكانه الفلسطينيين إلى مصر والأردن اللتين سارعتا إلى رفض هذه الفكرة، على غرار ما فعل الفلسطينيون أنفسهم ودول عدة حول العالم.
وقال نتنياهو إن خطة ترمب تشكل قطيعة مع “الوضع المماثل الذي يتكرر على الدوام: نخرج، يحتل هؤلاء الإرهابيون غزة من جديد ويستخدمونها قاعدة لمهاجمة إسرائيل. هذا لا يقود إلى أي شيء”. وتابع “أعتقد أن علينا متابعة” هذا المقترح، معتبراً أن “المشكلة الحقيقية” تكمن في إيجاد بلد يوافق على استقبال المرحلين من غزة، مشترطاً من أجل السماح للفلسطينيين بالعودة بعد ذلك إلى قطاع غزة أن “ينبذوا الإرهاب”.
ذكريات النكبة
وحرك مقترح ترمب ذكريات النكبة الفلسطينية التي تلت إعلان دولة إسرائيل عام 1948.
وقال نتنياهو “الكل يصف قطاع غزة بأنه أكبر سجن في الهواء الطلق في العالم. أتعرفون لماذا؟ لأنه لا يسمح لهم بالرحيل”، ملقياً المسؤولية على “جارتهم مصر”. وأضاف “أخرجوا السكان، واسمحوا لهم بالمغادرة. لا ترحيل قسرياً ولا تطهير عرقياً، فقط أخرجوا الناس مما أجمعت كل البلدان وكل فاعلي الخير على وصفه بسجن في الهواء الطلق. لماذا تبقونهم في السجن؟”.
من جانبه اعتبر الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط اليوم الأحد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن إقامة دولة فلسطينية في السعودية “انفصالاً تاماً عن الواقع”.
وقال المتحدث باسم أبو الغيط السفير جمال رشدي إن “المنطق الذي تستند إليه التصريحات هو منطق مرفوض، إضافة إلى أنها تعكس انفصالاً تاماً عن الواقع”. ونقل عنه “تأكيده أن الدولة الفلسطينية لن تقوم سوى على أرض فلسطين التي احتلت عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، وإقليمها هو الضفة الغربية وقطاع غزة بلا انفصال بينهما”.
وقالت وزارة الخارجية المصرية، اليوم الأحد، إن القاهرة ستستضيف قمة عربية طارئة في الـ27 من فبراير (شباط) الجاري لبحث التطورات “المستجدة والخطرة” للقضية الفلسطينية.
وأكدت الخارجية المصرية في بيان لها أن استضافتها القمة الطارئة جاء بعد التنسيق مع البحرين الرئيس الحالي للقمة العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وكذلك بعد التشاور والتنسيق من جانب مصر وعلى أعلى المستويات مع الدول العربية خلال الأيام الأخيرة، بما في ذلك دولة فلسطين التي طلبت عقد القمة.
وتأتي القمة وسط تنديد إقليمي وعالمي واسع النطاق لاقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترمب “السيطرة على قطاع غزة” من إسرائيل وإنشاء ما وصفها “بريفييرا الشرق الأوسط” بالقطاع بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى.
رفض سعودي
أكدت وزارة الخارجية السعودية في بيان، اليوم الأحد، رفضها القاطع لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في شأن تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وقالت الوزارة في بيان، “تؤكد المملكة رفضها القاطع لمثل هذه التصريحات التي تستهدف صرف النظر عن الجرائم المتتالية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي تجاه الأشقاء الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك ما يتعرضون له من تطهير عرقي”.
وشددت الخارجية السعودية على أن “حق الشعب الفلسطيني الشقيق سيبقى راسخاً ولن يستطيع أحد سلبه منه مهما طال الزمن، وأن السلام الدائم لن يتحقق إلا بالعودة إلى منطق العقل والقبول بمبدأ التعايش السلمي من خلال حل الدولتين”.
وكان مسؤولون إسرائيليون اقترحوا إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية. وبدا نتنياهو مازحاً، الأسبوع الماضي، بينما كان يدلي بحديث للقناة “14” عندما أخطأ المحاور وقال، “دولة سعودية” بدلاً من “دولة فلسطينية” قبل أن يصحح هذا الخطأ. وتدارك نتنياهو الموقف وقال “دولة فلسطينية”.
![1089738-96936626.jpg 1089738-96936626.jpg](https://www.independentarabia.com/sites/default/files/thumbnails/image/2025/02/09/1089752-611831776.jpg)
السعودية أكدت موقفها الراسخ من قيام الدولة الفلسطينية
توالت خلال اليومين الماضيين الإدانات العربية للتصريحات الإسرائيلية المعادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني، والدعوات العدوانية لإقامتها على أراضي السعودية، باعتبارها دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول.
ونددت الخارجية القطرية في بيان اليوم بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي في شأن إقامة دولة فلسطينية في الأراضي السعودية. وقال البيان “تدين دولة قطر بأشد العبارات تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي الاستفزازية في شأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة العربية السعودية وتعدها خرقاً سافراً للقانون الدولي وانتهاكاً صارخاً لميثاق الأمم المتحدة”.
كما دانت دولة الإمارات تصريحات رسمية إسرائيلية دعت إلى إقامة دولة فلسطينية في السعودية.
وأوردت وكالة الأنباء الإماراتية (وام)، مساء السبت، “عبّرت دولة الإمارات عن إدانتها واستنكارها الشديدين للتصريحات غير المقبولة والمستفزة لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بشأن إقامة دولة فلسطينية في أراضي المملكة العربية السعودية، وأكدت رفضها القاطع لهذه التصريحات التي تعتبر تعدياً سافراً على قواعد القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”.
![fab8fc35-7d09-4fa7-9bf5-3b9718e67b6e.jpg fab8fc35-7d09-4fa7-9bf5-3b9718e67b6e.jpg](https://www.independentarabia.com/sites/default/files/thumbnails/image/2025/02/09/1089739-863357888.jpg)
البيان الإماراتي
وأعرب خليفة شاهين المرر، وزير دولة، “عن تضامن دولة الإمارات الكامل مع السعودية الشقيقة والوقوف معها في صف واحد ضد كل تهديد يطال أمنها واستقرارها وسيادتها، وأكد أن سيادة السعودية “خط أحمر”، وأن دولة الإمارات لا تسمح لأي دولة بتجاوز ذلك أو التعدي عليه”.
وقال المرر، إن الإمارات ترفض بشكل “قاطع” المساس “بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره”، ودعا “إلى ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش”.
إدانة أردنية
ومن جانبها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية، بأشد العبارات التصريحات الإسرائيلية المعادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني، والدعوات العدوانية لإقامتها على أراضي السعودية، باعتبارها دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة وسيادة الدول.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير سفيان القضاة أن الحكومة الإسرائيلية تواصل سياساتها وتصريحاتها الاستفزازية التي تمس سيادة الدول وقواعد القانون الدولي، مشدداً على رفض الأردن المطلق لهذه التصريحات الاستفزازية، التي تعكس فكراً إقصائياً تحريضياً معادياً للسلام وتدفع نحو مزيدٍ من التصعيد في المنطقة.
دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشد العبارات التصريحات الإسرائيلية المعادية لحق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على ترابهم الوطني، والدعوات العدوانية لإقامتها على أراضي المملكة العربية السعودية، باعتبارها دعوات تحريضية مدانة، تمثل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي.
وأكد السفير القضاة وقوف الأردن الكامل وتضامنه مع السعودية، مطالباً المجتمع الدولي بضرورة إدانة واستنكار هذه التصريحات غير المسؤولة. وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية لن تنجح في تغطية حقيقة أن استمرار الاحتلال وخرق حقوق الشعب الفلسطيني أساس الصراع في المنطقة.
وشدد المسؤول الأردني على أن الشعب الفلسطيني متمسك بأرضه وحقه في تجسيد دولته المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، التي لن يتحقق الأمن والسلام والاستقرار من دونها.
وأكد ضرورة وقف جميع الإجراءات الإسرائيلية التصعيدية في الضفة الغربية المحتلة التي تكرس الاحتلال عبر الاقتحامات الخطرة والمتواصلة والاستيطان ومصادرة أراضي الفلسطينيين.
رفض مصري
وكانت مصر أدانت، أمس السبت، التصريحات الإسرائيلية التي اقترحت إقامة دولة فلسطينية على الأراضي السعودية، واصفة إياها بـ”المنفلتة والمتهورة”. وأكدت أن الرياض “خط أحمر” لن تقبل القاهرة المساس به.
وقال البيان الصادر عن الخارجية المصرية، إن “جمهورية مصر العربية ترفض بصورة كاملة هذه التصريحات المتهورة التي تمس أمن السعودية وسيادتها”، وأكدت الخارجية “أن أمن المملكة العربية السعودية الشقيقة واحترام سيادتها خط أحمر لن تسمح مصر بالمساس به، ويعد استقرارها وأمنها القومي من صميم أمن واستقرار مصر والدول العربية لا تهاون فيه”.
وأضاف البيان، “تشدد جمهورية مصر العربية على أن هذه التصريحات الإسرائيلية المنفلتة تجاه المملكة تعد تجاوزاً مستهجناً وتعدياً على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة، وافتئاتاً على سيادة السعودية وعلى حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وغير القابلة للتصرف في إقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، وفقاً لخطوط الرابع من يونيو 1967”.
تصريح نتنياهو
وبدا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مازحاً، الأسبوع الماضي، بينما كان يجري مقابلة مع القناة “14” عندما أخطأ المحاور وقال “الدولة السعودية” بدلاً من “الدولة الفلسطينية”، قبل أن يصحح هذا الخطأ. وتدارك نتنياهو الموقف وقال “دولة فلسطينية”.
وأضاف بنيامين مبتسماً خلال المقابلة التي أجريت في واشنطن “إلا إذا كنت تريد (إقامة) الدولة الفلسطينية في السعودية، فإن لديهم مساحات شاسعة من الأراضي”.
ولم تشر مصر في بيانها إلى نتنياهو بصورة مباشرة، لكنها عدت التصريحات “تجاوزاً مستهجناً وتعدياً على كل الأعراف الدبلوماسية المستقرة”.
مقترح غرائبي
وسبق الرئيس الأميركي دونالد ترمب “مقترح نتنياهو” بمقترح عدَّه البعض “غرائبياً”، حين اقترح، الأسبوع الماضي، أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة من إسرائيل وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد نقل الفلسطينيين إلى بلاد أخرى منها مصر والأردن. وتريد الدول العربية تنفيذ حل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
وقال ترمب خلال وقت لاحق، إن الرياض لا تطالب بدولة فلسطينية مقابل تطبيع العلاقات مع إسرائيل. لكن السعودية رفضت تصريحاته وقالت، إنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل من دون إقامة دولة فلسطينية.
تنديد عالمي
وبدورهم رفض القادة الفلسطينيون على مدار الأعوام الماضية أي اقتراح بمغادرة الفلسطينيين قطاع غزة، الذي يريدون أن يشكل جزءاً من دولتهم المستقلة. ورفضت الدول العربية المجاورة هذا الاقتراح منذ بدء الحرب في غزة.
ولقيت خطة ترمب تنديداً عالمياً، إذ قال زعماء إقليميون وعالميون إن مثل هذه الخطوة ستهدد استقرار المنطقة. وقال ترمب، أول من أمس الجمعة، إنه ليس في عجلة من أمره لتنفيذ خطته للسيطرة على غزة وإعادة تطويرها.