حرية ـ (11/2/22025)
من المؤكد أنه من بين خطوات الـ8 مليارات شخص الذين عبروا مطارات العالم عام 2023، هناك ملايين المفقودات التي تركت لتلقى مصيرها في مكاتب Lost and Found Office (مكتب المفقودات)، ومن المثير للفضول أيضاً معرفة أبرز الأشياء التي تركت على مرافئ السحاب.
حقائب وقبعات وأجهزة لاب توب وشواحن ومعاطف ونظارات شمسية وساعات… هذه من أبرز الأشياء التي يشترك في فقدانها كثير من المسافرين حول العالم.
وليست هذه سوى بعض المفقودات التي تختلف من دولة إلى أخرى، ومن مطار إلى آخر، إذ يفقد الناس في المطارات حتى أثمن ما يمتلكونه، مثل الذهب والألماس، وهذه حقيقة وليست مزحة، فقد رصدتها عربات جمع المتعلقات، وغالباً ما تترك على المقاعد أو في دورات المياه، ويأتي النسيان غالباً حين يكون المرء يراقب الساعة وينتظر النداء الأخير.
يقول موظف في قسم المفقودات بمطار الملك عبدالعزيز في جدة غرب السعودية “الناس يفقدون كل شيء، حتى جوازات سفرهم”، ويضيف الرجل، الذي رفض ذكر اسمه لكونه غير مخول بالتحدث إلى وسائل الإعلام “لبعض المفقودات عمر محدد في بعض مطارات العالم، لكن لدينا تظل محفوظة”، ويؤكد أن هذا الإجراء معمول به منذ إنشاء قسم المفقودات عام 2018.
وبلغ إجمالي عدد المسافرين في مطار الملك عبدالعزيز خلال عام 2024 أكثر من 49.1 مليون مسافر، بنسبة نمو بلغت 14 في المئة مقارنة بالعام الذي سبقه، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس).
ويشير موظف المفقودات إلى أن بعض الأشياء غير الثمينة، وأخرى قد تشكل خطورة، مثل بطاريات الأجهزة الإلكترونية، يتم إتلافها بعد فقدان الأمل في استعادتها.
بيت المال العام
من جهة أخرى أشار مصدر مسؤول في “مطارات الرياض” إلى خطة مستقبلية غير مسبوقة تتمثل في التعاون مع الهيئة العامة للولاية على أموال القاصرين ومن في حكمهم، وهي الهيئة التي تعادل في بعض البلدان وظيفة مأمور بيت المال، ويطلق عليها أيضاً الأمين الحكومي أو الراعي الحكومي أو المندوب الحمائي، وهو الشخص المعني بحفظ أموال القاصرين ومن في حكمهم.
![سوشيال ميديا.jpg سوشيال ميديا.jpg](https://www.independentarabia.com/sites/default/files/thumbnails/image/2025/02/11/1090079-1241104001.jpg)
ملايين المفقودات التي تركت لتلقى مصيرها في مكاتب المفقودات في المطارات
وتتمثل مهمتها في “إدارة أموال من لا يُعرف له وارث، وأموال الغائبين والمفقودين، والوكالة عنهم في المسائل المالية، إضافة إلى حفظ أموال المجهولين واللقطات والسرقات حتى تثبت لأصحابها شرعاً”.
ويشير المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إلى أنه “يمكن لأي شخص فقد أغراضه بعد انتقالها إلى الهيئة تسلمها وفق الإجراءات المعتمدة”.
ولو أننا استرقنا نظرة إلى تراكم المفقودات في المكان الأكثر ضجيجاً في العالم، لتفهمنا الحكمة من فرض رسوم على الأمتعة الزائدة، وهي الفكرة التي تقول إن “الحقيبة الواحدة لا يمكن فقدانها أو نسيانها أو تركها عبئاً على المطار”، فالسفر، في حد ذاته، يحمل فلسفة خاصة تستحق البحث عنها حتى لا تفقدوا أشياءكم الثمينة.
مصير المفقودات
في بعض الأحيان عندما تكون المفقودات تحت مسؤولية شركات الطيران تختلف آلية التعامل معها من بلد إلى آخر ومن شركة إلى أخرى، فعلى سبيل المثال تشير “العربية للطيران”، وهي شركة إماراتية، عبر موقعها الإلكتروني الرسمي، إلى أنه “في حالة فقدان أو تلف الأمتعة فإن التعويض يقتصر على 20 دولاراً أميركياً لكل كيلوغرام، وبحد أقصى 20 كيلوغراماً لكل راكب”.
وتضيف الشركة “بالنسبة إلى رحلات العربية للطيران المغرب من/ إلى أوروبا، فإن التعويض عن تلف الأمتعة يقتصر على 1288 من حقوق السحب الخاصة 1600 يورو (ما يعادل 1730 دولاراً)، وفي حالة أمتعة اليد يكون الناقل مسؤولاً فقط إذا ثبت خطأه”.
فيما يشير مطار الشارقة إلى أن المفقودات التي لم يطالب بها أصحابها من المسافرين على متن “العربية للطيران” تحفظ لمدة شهر في مخزن مكتب المفقودات في صالة القادمين، بينما يُحتفظ بالأمتعة الخاصة بشركات الطيران الأخرى لمدة سبعة أيام، ثم تعاد إلى المكتب الرئيس (المحطة الرئيسة) لكل شركة طيران.
وفي مصر تشير شركة ميناء القاهرة الجوي إلى أنه “في حالة فقدان الحقيبة، يتم تشكيل لجنة ثلاثية تضم (شرطة تأمين الركاب – إدارة الجمارك – أمن شركة ميناء القاهرة الجوي) لفحص محتوياتها، وتحرير محضر بمحتوياتها، وتسليمها إلى إدارة المتروكات بمطار القاهرة الدولي”.
![WhatsApp Image 2025-02-11 at 14.07.25.jpeg WhatsApp Image 2025-02-11 at 14.07.25.jpeg](https://www.independentarabia.com/sites/default/files/thumbnails/image/2025/02/11/1090081-1583487045.jpeg)
حقائب وقبعات وأجهزة لاب توب وشواحن ومعاطف ونظارات شمسية وساعات من أبرز الأشياء التي يشترك في فقدانها كثير من المسافرين حول العالم
وثمة أشياء يمكن تصنيفها ضمن “غرائب المفقودات”، مثل “ثعابين حية ورأس كبش وبطاقة عيد الهالوين موقعة من ريتشارد نيكسون”، وهي مفقودات أوردتها شبكة “سي أن بي سي” الأميركية، عثر عليها ضمن أمتعة مفقودة عام 2023، وفقاً لتقرير صادر عن شركة “آن كلايميد باجيج”، التي تعد متجراً يشتري العناصر المفقودة من شركات الطيران من دون معاينتها مسبقاً.
وعثرت الشركة أيضاً على “عمود قبو يبلغ ارتفاعه 13 قدماً، وعناصر مروعة من سلسلة أفلام (Saw)، وزوج من أحذية لويس فويتون ونايكي بقيمة 12 ألف دولار”.
وكانت أغلى المفقودات التي عثر عليها عام 2023، وفقاً للقائمة، “خاتم ألماس قدرت قيمته بـ37050 دولاراً، وساعة (كارتييه بانتير) بـ26500 دولار، وحقيبة (هيرميس بيركين) بـ23500 دولار”.
وفي بعض البلدان هناك “سوق للأمتعة المفقودة”، حيث تباع هذه الأمتعة للمتسوقين الراغبين في اقتناء ما خلفته الحقائب المجهولة.
مطار شيكاغو يتصدر قائمة المفقودات
ووفق تقرير صادر عن شركة Price4Limo، تعاملت شركات الطيران في الولايات المتحدة مع نحو 393 مليون حقيبة عام 2021، فقد منها أكثر من مليوني حقيبة، أي ما يمثل 0.51 في المئة من إجمالي الأمتعة المسجلة، وسجل مطار أوهير الدولي في شيكاغو النسبة الأعلى في فقدان الأمتعة.
وتزداد حالات فقدان الأمتعة خلال مواسم العطلات المزدحمة، إذ أشار التقرير الذي نشره موقع “Fox Weather” إلى أن المسافرين سجلوا أكثر من 40 مليون حقيبة في ديسمبر (كانون الأول) 2021، فقد منها 264 ألف حقيبة، أي ما يعادل 0.66 في المئة من إجمال الأمتعة.
![getty.jpg getty.jpg](https://www.independentarabia.com/sites/default/files/thumbnails/image/2025/02/11/1090082-619210095.jpg)
ثمة أشياء يمكن تصنيفها ضمن “غرائب المفقودات”، مثل “ثعابين حية ورأس كبش وبطاقة عيد الهالوين
وتتعامل الخطوط الجوية الأميركية مع عدد أكبر من الأمتعة، مما يجعل معدل فقدان الأمتعة لديها 850 حقيبة لكل 100 ألف، وهو أقل من الخطوط الجوية الجمهورية، التي تسجل 930 حقيبة مفقودة لكل 100 ألف حقيبة مسجلة.
ويعني ذلك أن الخطوط الجوية الأميركية تفقد 0.85 في المئة من الأمتعة، بينما تفقد الخطوط الجوية الجمهورية 0.93 في المئة، مما يعني أن راكباً أو اثنين في كل رحلة داخلية قد لا يحصلان على أمتعتهما عند الوصول إلى وجهتهما.
وفي استطلاع أجرته Price4Limo، تبين أن 34 في المئة من الركاب الذين فقدوا أمتعتهم استعادوها، وكان متوسط مدة الفقدان ستة أيام.
وقال 88 في المئة من الركاب إن شركات الطيران قدمت لهم تعويضات عن الأمتعة المفقودة، بمتوسط 514.40 دولار لكل راكب، ومن بين هؤلاء أكد 66 في المئة أنهم حصلوا على تعويض كامل، بينما قال 24 في المئة إنهم حصلوا على تعويض جزئي.
أغرب حوادث “المفقودات” في المطارات حول العالم
في عام 2013 عثر مسؤولو الجمارك في مطار شيكاغو أوهير الدولي على شحنة تحوي 18 رأساً بشرياً قادمة من روما، كان من المفترض استخدام هذه الرؤوس في الأبحاث الطبية، لكن تأخر الإفراج عنها بسبب مشكلات في الوثائق، مما أثار حالاً من الذعر والارتباك داخل المطار.
وفي حادثة أخرى غريبة وقعت عام 2020، عثر أحد العاملين في مطار أورلاندو الدولي على صاروخ حي داخل إحدى الحقائب المسجلة على متن رحلة جوية.
تعود ملكية الصاروخ إلى مقاول عسكري لكنه لم يصرح عنه بالشكل المطلوب، مما دفع السلطات إلى تأمين المنطقة والتعامل مع الوضع بحذر شديد.
أما في مطار هارتسفيلد جاكسون أتلانتا الدولي، فقد تعرضت إحدى العائلات لصدمة غير متوقعة عندما تسلمت تابوتاً فارغاً عوضاً عن جثمان أحد أقاربها الذي كان من المفترض أن يصل على متن رحلة جوية لحضور جنازته، لم تقدم شركة الطيران أي تفسير واضح لاختفاء الجثمان، مما زاد مأسوية الموقف.
وفي واقعة غامضة أخرى، اكتشف موظفو الأمن في مطار ميامي الدولي حقيبة مهجورة تحوي سمكة قرش ميتة محفوظة، لم يتمكن أحد من معرفة صاحب الحقيبة أو سبب نقل سمكة قرش بهذه الصورة الغريبة، وظلت الحادثة من دون تفسير واضح.
وفي عام 2018 شهد مطار فرانكفورت بألمانيا حادثة لافتة عندما عثر موظفو المطار على حقيبة تحوي سبائك ذهبية بقيمة مليون دولار تركت من دون مطالبة من قبل أي مسافر، وعلى رغم الإعلان عن العثور عليها، فلم يظهر أي شخص للمطالبة بها، مما جعل السلطات في حيرة من أمرها حول كيفية نسيان شخص مثل هذه الثروة الضخمة.