حرية ـ (15/2/22025)
اطلقت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) سراح الرهائن الإسرائيليين يائير هورن وساجي ديكل حن وساشا ألكسندر تروبانوف في غزة يوم السبت، وبدأت إسرائيل الإفراج عن نحو 369 سجينا ومعتقلا فلسطينيا في المقابل.
يأتي هذا بعدما ساعد وسطاء مصريون وقطريون في تجنب أزمة هددت بانهيار وقف إطلاق النار الهش.
وأظهر بث مباشر في وقت سابق الإسرائيليين الثلاثة يصعدون إلى منصة برفقة مقاتلين من حركة حماس مسلحين ببنادق آلية في خان يونس قبل تسليمهم إلى الصليب الأحمر ثم إلى القوات الإسرائيلية لتنقلهم إلى إسرائيل.
وبعد فترة وجيزة، أظهر بث مباشر مغادرة أول حافلة تقل سجناء ومعتقلين فلسطينيين محررين من سجن عوفر الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة. ووصلت الحافلة إلى رام الله وسط هتافات الحشود حيث لوح البعض بالأعلام الفلسطينية.
وقال موسى نواورة (70 عاما) من بيت لحم بالضفة الغربية، والمحكوم عليه بالسجن المؤبد مرتين بعد اتهامه بقتل جنود إسرائيليين “ما كنا متوقعين أنه راح يفرج عنا، بس الله كبير، الله أفرج عنا”. ونواورة قائد سابق في كتائب شهداء الأقصى.
هدأت عملية التبادل المخاوف من انهيار الاتفاق قبل نهاية المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار ومدتها 42 يوما. وبدأ سريان الاتفاق في 19 يناير كانون الثاني.
وفيما باتت تعرف بساحة الرهائن في تل أبيب، صاح إسرائيليون فرحا لدى متابعة خطوات تسليم الرهائن إلى الصليب الأحمر ثم إلى القوات الإسرائيلية في غزة.
وبدا عليهم الارتياح لرؤية الثلاثة في حالة أفضل على ما يبدو من الثلاثة الآخرين المفرج عنهم الأسبوع الماضي والذين بدوا في حالة هزال وضعف.
واصطف سكان التجمعات السكنية الإسرائيلية القريبة من حدود غزة على طول الطريق وهم يهتفون ويلوحون بالأعلام الإسرائيلية في أثناء مرور المركبات التي خرجت بالرهائن من غزة.
وخلال الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، اقتيد الأمريكي الإسرائيلي ديكل حن، والروسي الإسرائيلي توربانوف، وهورن، الذي اختطف شقيقه إيتان أيضا، من تجمع نير عوز السكني، وهو أحد البلدات الواقعة في غلاف غزة.
وانتشر عشرات المسلحين الملثمين في موقع التسليم في خان يونس. وقالت مصادر في حركة حماس إن بعض هؤلاء المقاتلين حملوا بنادق تم الاستيلاء عليها من الجيش الإسرائيلي خلال هجوم 2023.
وعلى المنصة في خان يونس، طُلب من الرهائن الإدلاء بتصريحات وجيزة باللغة العبرية، وقدم المسلحون لهورن ساعة رملية وصورة لرهينة إسرائيلي آخر لا يزال في غزة يظهر فيها مع والدته، وكتب عليها “الوقت ينفد (بالنسبة للرهائن الذين لا يزالون في غزة)”.
اختطف تروبانوف مع والدته وجدته وحبيبته، وأطلق سراحهن جميعا في الهدنة القصيرة في نوفمبر تشرين الثاني 2023. ولقي والده حتفه في الهجوم على نير عوز، أحد أكثر التجمعات السكنية تضررا حيث قتل أو احتجز واحد من كل أربعة أشخاص.
فيما اختطف ديكل حن (36 عاما) عندما خرج لمواجهة المسلحين يوم هجوم أكتوبر تشرين الأول 2023.
أما هورن (46 عاما) المولود في الأرجنتين فقد كان يدير حانة في نير عوز، وأُسر مع شقيقه الأصغر إيتان الذي كان يزوره ذلك اليوم. ويبدو أن هورن فقد الكثير من وزنه أثناء الأسر.
وقالت عائلة هورن في بيان “الآن يمكننا أن نتنفس الصعداء قليلا. عاد ابننا إلى منزله بعد أن نجا من الجحيم في غزة. والآن علينا إعادة إيتان حتى تتمكن عائلتنا من الشعور بالارتياح حقا”.
وبذلك أطلق سراح 19 من 33 رهينة من الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، إلى جانب خمسة تايلانديين أفرج عنهم في عملية لم تكن مقررة. وبهذا يبقى 73 رهينة في غزة تقدر السلطات الإسرائيلية أن نصفهم تقريبا توفي.