حرية ـ (16/2/22025)
تشكل منارة الفاروق التاريخية في مدينة هيت أحد أبرز المعالم الأثرية في محافظة الأنبار، إذ تعكس طابعًا معماريًا فريدًا يمتد لقرون من الزمن، إلا أن هذه المنارة تواجه خطر الانهيار نتيجة الإهمال والتغيرات البيئية، ما دفع الجهات المعنية إلى إطلاق جهود مشتركة لإنقاذها وصيانتها بهدف الحفاظ على هذا الإرث الحضاري المهم.
ويعتبر جامع الفاروق في هيت، من جوامع ومساجد العراق التاريخية القديمة، ويقع في مدينة هيت في محافظة الأنبار.
وشيد الجامع في بداية الفتح الإسلامي للعراق عام 17 هـ/639م، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، وبني أثناء فتح هيت من قبل القائد المسلم الحارث بن يزيد القرشي، وكان مشيدا بالحجارة، ويقع على مرتفع من الأرض ويبدأ بسلالم وتعلوه منارة مئذنة بارتفاع 25 متراً، والمنارة ذات حوض أسطواني واحد مغلفة بمادة النورة حيث كان برجاً للمراقبة قبل الفتح الإسلامي لمنطقة هيت.
وفي هذا الصدد، أكد الباحث والمختص في تاريخ الأنبار، محمد الفهد، أن “منارة الفاروق ليست مجرد معلم أثري بل رمز تاريخي وثقافي يعكس هوية مدينة هيت وإرثها الحضاري”.
وأضاف الفهد، أن “المنارة التي تعود إلى العصر العباسي، تُعد شاهدًا حيًا على عظمة العمارة الإسلامية في المنطقة، وتركها عرضة للإهمال يشكل خسارة كبيرة للتراث الوطني”.
وشدد على ضرورة “إنقاذ المنارة من الانهيار والذي لا يقتصر على الحفاظ على الحجر، بل الحفاظ على ذاكرة الأجيال القادمة وربطهم بجذورهم الثقافية”.
ودعا الفهد، الجهات المعنية إلى “تسريع الجهود لإنقاذها”، مشيرًا إلى أن “الاستثمار في التراث الثقافي يُسهم أيضًا في تعزيز السياحة الثقافية وتنشيط الاقتصاد المحلي”.
وفي وقت سابق، عُقد اجتماع موسع في مدينة هيت، ضم ممثلي دائرة آثار الأنبار وديوان الوقف السني، بالإضافة إلى القائممقام، لمناقشة استكمال مشروع صيانة منارة الفاروق التاريخية.
ويهدف المشروع، إلى حماية المنارة من الانهيار بعد أن شهدت تدهورًا كبيرًا في بنيتها نتيجة الإهمال والعوامل البيئية.
وأكد المجتمعون، أهمية تسريع الإجراءات ووضع خطة متكاملة تشمل ترميم المنارة وإعادتها إلى حالتها الأصلية بما يحافظ على طابعها التراثي. كما تم التطرق إلى توفير التمويل اللازم وضمان التعاون بين مختلف الجهات لضمان إنجاز المشروع في أسرع وقت ممكن.