حرية ـ (23/2/22025)
خارج مستشفى جيميلي في روما، يبرز تمثال كبير للبابا يوحنا بولس الثاني، أحد أبرز الشخصيات التي تلقت العلاج في المستشفى.
التمثال – المصنوع من رخام أبيض – يصور البابا في سنواته الأخيرة، وهو ينحني مستنداً على الصليب، وترتسم على جبينه تجاعيد بسبب الألم.
أطباء مستشفى جيميلي، لعبوا دوراً مهماً في إنقاذ حياة البابا يوحنا بعد تعرضه لمحاولة اغتيال فاشلة في ساحة القديس بطرس في مايو/أيار عام 1981، وفي هذا المشفى، خضع لعملية جراحية استغرقت ست ساعات لإخراج رصاصة من بطنه.
كانت تلك المرة الأولى التي يُعالج فيها بابا الفاتيكان في أكبر مستشفى في روما.
وخلال هذه الفترة، أُدخل البابا فرنسيس مستشفى جيميلي، بسبب عدوى في الجهاز التنفسي يعاني منها منذ الأسبوع الماضي، وتمّ تشخيص إصابته على أنها التهاب رئوي في كلتا رئتيه.

وخلال بابويته التي استمرت 25 عاماً، أُدخل البابا الراحل يوحنا بولس الثاني إلى المستشفى حوالي 10 مرات، في بعض الأحيان لفترات طويلة، وتلقى فيها العلاج من مجموعة من الأمراض، بما في ذلك ورم معوي حميد، وكسر في الورك، وعملية جراحية للقصبة الهوائية، وعندما كان يعاني من المراحل المتقدمة من مرض باركنسون.
تم افتتاح مستشفى جيميلي التعليمي الكاثوليكي في الستينيات، ويعد من أكبر المستشفيات الخاصة في أوروبا، حيث يضم أكثر من 1500 سرير.
بُنيَ المستشفى على أرض تبرع بها البابا بيوس الحادي عشر للطبيب واللاهوتي أغوستينو جيميلي عام 1934، ومن هنا، أصبح يعرف باسم “مستشفى البابا”.
وأطلق البابا يوحنا بولس الثاني على المستشفى لقب “الفاتيكان الثالث”، باعتبار أن ساحة القديس بطرس هي الفاتيكان الأول، والمقر البابوي في كاستل غاندولفو هو الفاتيكان الثاني.
وفي الثمانينيات، أنشأت عائلة جيميلي جناحاً خاصاً للبابا، ولا يزال يُستخدم حتى اليوم.

يتكون الجناح الخاص بالبابا من شقة صغيرة في الطابق العاشر، ويتميز بديكور أبيض بالكامل وأثاث بسيط وأنيق، ويحتوي على غرفة نوم وحمام، وغرفة معيشة تضم سريراً وأريكة لمساعديه، بالإضافة إلى مصلى صغير مرصع بصليب كبير، حيث يمكن للبابا أداء القداديس وتلاوة الصلوات.
ويخضع الممر الطويل الذي يصل إلى الجناح الخاص بالبابا لحراسة مشددة من الشرطة الإيطالية ودرك الفاتيكان وأمن المستشفى.
وعلى الرغم من أن الجناح مخصص للباباوات فقط، إلا أن المرضى الآخرين يتلقون العلاج في غرف أخرى في الطابق ذاته.
كما يحتوي الجناح على شرفة يمكن للبابا من خلالها أن يُحيي الجماهير المشاركة في الصلوات الأسبوعية.
وتتجمع الجماهير في أغلب الأوقات في ساحة خارج المستشفى، للدعاء للبابا، حيث يتم ترك الزهور والبطاقات والصور والشموع عند تمثال يوحنا بولس الثاني.

وفقاً للإعلانات الرسمية، لم يُنقل البابا بنديكتوس السادس عشر إلى المستشفى طوال فترة بقائه كبابا التي استمرت ثماني سنوات، على الرغم من أنه زار المستشفى عام 2014 حين كان شقيقه يتلقى العلاج هناك.
وزار البابا الحالي فرنسيس مستشفى جيميلي عدة مرات، ففي عام 2013، أجرى عملية جراحية للقولون، ومرة أخرى عاد لعلاج التهاب الشعب الهوائية المعدي في مارس/آذار 2023، وخضع لعملية جراحية لفتق معوي في وقت لاحق من نفس العام.
وكثيراً ما ظهر البابا وهو يشكر الفريق الطبي والعاملين في المستشفى، وفي إحدى إقاماته في المستشفى، قام بتعميد طفل حديث الولادة، كما شارك الأطباء والممرضين ومساعديه وأفراد الأمن وجبة عشاء في إحدى المرات.