حرية ـ (1/3/2025)
في خضم الصراع الاقتصادي والتكنولوجي بين أكبر قوتين في العالم، يبدو أن الصين قلقة من تسريب معلومات مهمة تخص الذكاء الاصطناعي إلى منافسيها في الولايات المتحدة.
فقد كشفت مصادر مطلعة على الأمر أن السلطات الصينية أصدرت تعليمات لكبار رواد الأعمال والباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي بتجنب زيارة الولايات المتحدة، وهو ما يعكس وجهة نظر بكين بشأن التكنولوجيا باعتبارها أولوية اقتصادية وأمنية وطنية.
مخاوف من كشف معلومات سرية
وتشعر السلطات بالقلق من أن خبراء الذكاء الاصطناعي الصينيين الذين يسافرون إلى الخارج قد يكشفون معلومات سرية عن تقدم البلاد، بحسب تقرير خاص لصحيفة “وول ستريت جورنال”.
كما يخشون أن يتم احتجاز المسؤولين التنفيذيين واستخدامهم كأداة مساومة في المفاوضات بين الولايات المتحدة والصين، في صدى لمعركة حول مسؤول تنفيذي في هواوي تم احتجازه في كندا بناءً على طلب واشنطن خلال إدارة ترامب الأولى.
في حين تسعى الصين إلى بناء حصن اقتصادي في عصر التوترات الجيوسياسية المتزايدة، يريد قادة البلاد أن تصبح صناعة التكنولوجيا لديها أكثر اكتفاءً ذاتيا.
لا حظر رسمياً
وقال أشخاص في صناعة التكنولوجيا إنه لا يوجد حظر صريح على السفر بل توجيهات من السلطات في أكبر مراكز التكنولوجيا في الصين بما في ذلك شنغهاي وبكين وتشجيانغ، وهي مقاطعة مجاورة لشنغهاي حيث يوجد مقر “علي بابا” و”ديب سيك”.
كذلك كشف الأشخاص أن هذه السلطات تثني المسؤولين التنفيذيين في الشركات المحلية الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي وغيرها من الصناعات الحساسة استراتيجيا مثل الروبوتات عن السفر إلى الولايات المتحدة وحلفاء الولايات المتحدة ما لم يكن ذلك عاجلاً.
ويُطلب من المسؤولين التنفيذيين الذين يختارون الذهاب على أي حال الإبلاغ عن خططهم قبل المغادرة، وعند العودة، إطلاع السلطات على ما فعلوه ومن التقوا بهم.
وأكد أشخاص مطلعون على الأمر أن مؤسس شركة “ديب سيك” ليانج وينفينج، رفض دعوة لحضور قمة الذكاء الاصطناعي في باريس التي عقدت في فبراير/شباط.
ساحة معركة تكنولوجية
يشار إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح أحدث ساحة معركة تكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، ويتجسد ذلك في ظهور نماذج الذكاء الاصطناعي الصينية من أمثال “علي بابا” و”ديب سيك”.
إذ يتحدون ضد أبرز شركات الولايات المتحدة بما في ذلك “أوبن آيه آي” و”غوغل”، وتضغط بكين بشكل متزايد على رواد الأعمال في المجالات الرائدة للاقتراب من مصالح الدولة.
والنتيجة هي دق إسفين إضافي بين مجتمعي التكنولوجيا في البلدين، المنقسمين بالفعل بسبب القيود التي فرضتها الولايات المتحدة على صادرات أشباه الموصلات خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن والتعريفات الجمركية التي يعود تاريخها إلى إدارة ترامب الأولى.