حرية ـ (2/3/2025)
ما ان تبدأ السير بالقرب من قرية المصلخة الواقعة ضمن مسار نهر دجلة بجبال مكحول ضمن قضاء بيجي شمالي صلاح الدين، حتى تبدأ روائح كريهة ترتفع ولكن رائحتها لا تغادر بان تكون جزء من طبيعة الأرض المغطاة بسواد النفط المتدفق الذي يتجه الى نهر دجلة مباشرة.
وهذا الأمر يولد ظهور بقع زيتية للنفط في النهر بين فترة وأخرى، على الرغم من محاولة الدوائر البيئية وقبلها شركة نفط الشمال من معالجة هذه الحالة.
ويقول محمود القيسي (أحد العاملين والمتقاعدين سابقاً من مصفاة بيجي)، إن “هذه العيون النفطية موجودة منذ أكثر من 50 عاماً ولم تتحرك الحكومات العراقية لغرض استغلال هذه المواقع او معرفة ماهية هذه العيون النفطية وقسم منها كبريتية حيث ان النفط الاسود المتدفق منها يضعك امام شيئين اولها بان هذه العيون هي لنفط خام متدفق من الارض وهو بحاجة الى استغلاله بصورة صحيحة او على انها عيون كبريتية ممزوجة بالنفط الخام”.
ويضيف القيسي، أن “المنطقة المحددة قرب جبال مكحول ضمن قرية المصلخة هي المنطقة التي تشهد خروج وتدفق النفط الخام الأسود من الأرض ومعها روائح الكبريت وقد يكون ظهور البقع الزيتية في نهر دجلة بين فترة وأخرى أحد الأسباب، وعلى الجهات المحلية والمختصة العمل على استغلال هذه المنطقة بصورة صحيحة”.
ويشير إلى أن “منطقة مكحول والجزيرة في بيجي فيها آبار نفطية كبيرة لم تستغل بصورة صحيحة ويمكن للحكومة المحلية إظهار هذه المواقع واستغلالها إن كان عن طريق شركات محلية أو أجنبية عن طريق الحكومة الاتحادية ويمكن جعلها وجهة سياحية لو استغلت بصورة صحيحة”.
روائح كريهة
من جانبه، يلفت علي العبيدي (أحد أبناء قرية المصلخة) إلى أن “عيون النفط ورائحة الكبريت موجودة ولم تتم معالجتها من قبل الحكومة، وبين فترة وأخرى نشاهد نفوق الاغنام او الطيور البرية بسبب المواد الكبريتية والنفطية الموجودة فيها”.
ويذكر العبيدي، خلال حديثه للوكالة، أن كميات من هذا النفط تتسرب الى نهر دجلة، وهذا الأمر خطير جدا على حياة من يستخدمون مياه النهر لغرض الشرب أو السقي.
ويوضح أن “العيون النفطية يخرج منها النفط الاسود والكبريت وكان الأولى على مصفاة بيجي وباق الشركات المختصة ايجاد حلول لها او على اقل تقدير عمل سواتر لمنع تدفق هذا النفط الاسود الى نهر دجلة، حيث بين فترة واخرى تظهر بقع زيتية نابعة من هذا الموقع”.
تسرب نفطي
في المقابل، يكشف مدير بيئة كركوك سابقاً، علي عزالدين خورشيد، أن السبب الرئيسي لظهور بقع زيتية متكررة في نهر دجلة ضمن حدود محافظة صلاح الدين (المجاورة) يعود إلى تسربات من أنابيب النفط المحاذية للنهر، والمتجهة نحو حقول عجيل وعلاس، مشيراً إلى أن التسرب ناتج عن مخلفات تعود لفترة سيطرة تنظيم “داعش” أو عن محاولات لثقب الأنابيب بغرض تهريب النفط.
ويبين خورشيد،أن “بيئة كركوك شكلت فريقاً مشتركاً مع شركة نفط الشمال لمتابعة ظهور بقع نفطية في نهر دجلة، وذلك بهدف الوقوف على أسباب تكرار التلوث البيئي في النهر الذي تكرر مرتين خلال الأسبوع الماضي”.
ويلفت النظر إلى أن “شركة نفط الشمال حاولت إقامة ساتر ترابي حول موقع التسرب النفطي ضمن شبكتها المتاخمة لحقول عجيل وعلاس قرب قضاء العلم على ضفاف نهر دجلة، حيث تسربت المخلفات النفطية إلى النهر مكونة بقعاً زيتية في المجرى الرئيسي”.
ويشير خورشيد إلى أن “مديرية البيئة رفضت الإجراءات الترابية المؤقتة التي اتخذتها شركة نفط الشمال للحد من تسرب النفط، معتبرة إياها غير كافية”، مشدداً على ضرورة أن تعمل الشركة على معالجة التسرب من المصدر لضمان عدم تكراره، إلى جانب تعزيز الإجراءات الأمنية لمنع محاولات الاعتداء على الأنابيب أو سرقتها.
خسائر زراعية
في غضون ذلك، يقول الفلاح من جبال مكحول سعدون عبدالله، للوكالة إن “هذا النهر الجاري من النفط من حقول عجيل وعلاس النفطيين على الطريق الرابط بين تكريت كركوك ويمر بمئات أو آلاف الدوانم الزراعيه، أدى إلى تلفها.
ويضيف عبد الله، أن “المنطقه بها مجموعة آبار نفطيه يتسرب منها النفط بشكل غزير ويؤدي إلى تلف المزروعات والمحاصيل الحقلية، وتؤثر بشكل كبير على البيئة والمحاصيل الزراعية، وبالتالي فانها تؤثر على حياة الإنسان”.
ويتسرب النفط من حقل عجيل وعلاس النفطيين اللذين يقعان شمال شرق تكريت على بعد 40 كم من مدينة تكريت وهذه الآبار النفطية غير مصانه منذ زمن.