حرية ـ (9/3/2025)
احمد الحمداني
في الآونة الأخيرة شهدنا تزايدًا في ظهور زوجات المسؤولين السياسيين العراقيين في اللقاءات الصحفية والمنتديات العامة هذا الظهور ليس مجرد تمثيل بروتوكولي أو إعلامي بل هو إشارة واضحة على عمق التغيرات الإيجابية التي يشهدها المجتمع العراقي ويعكس مدى ثقافة هذه الأسر ودور المرأة المحوري فيها.
إن ظهور زوجات المسؤولين او النساء في الإعلام هو تأكيد على أن المرأة العراقية التي عانت الكثير خلال العقود الماضية وهي جزء لا يتجزأ من قيادة المجتمع و هذا الظهور يحمل في طياته رسائل إيجابية قوية فهو يعكس الثقة بالنفس والقدرة على التعبير عن الرأي والمشاركة الفعّالة في القضايا العامة سواء كانت اجتماعية، اقتصادية أو حتى سياسية.
منذ الأربعينيات، لعبت المرأة العراقية دورًا رياديًا في التغيير والمشاركة السياسية والاجتماعية مثل نزيهة الدليمي أول وزيرة في العراق والعالم العربي كانت من النساء الرائدات اللواتي قدمن نموذجًا قويًا للمرأة العراقية المثقفة والمشاركة في صناعة القرار. كما ساهمت نازك الملائكة في التغيير الثقافي والأدبي من خلال إسهاماتها الكبيرة في الشعر العربي الحديث، مُلهِمة بذلك الأجيال القادمة.
المرأة العراقية كانت دائمًا جزءًا من صناعة القرار السياسي والاجتماعي مثل عالية بابان وهند عبد الرحمن شاركن في المناصب الحكومية في فترات مختلفة مؤكدات على أن المرأة ليست مجرد تابع أو داعم بل هي صانعة قرار وقائدة حقيقية و وصول المرأة إلى مواقع قيادية في الحكومة العراقية في مراحل متعددة يعكس نضوج التجربة السياسية والاجتماعية في العراق ودور المرأة الأساسي في توجيه هذه الحركة.
المرأة العراقية لا تقود فقط في المجال السياسي بل هي ركيزة أساسية في قيادة الأسرة هي الأم والمربية وهي التي تبني الأجيال وتقود العائلة نحو الاستقرار والتنمية وقدرتها على الجمع بين مسؤولياتها الأسرية والمهنية هو تجسيد حقيقي للقوة والتحمل.
المرأة العراقية تحافظ على تماسك الأسرة في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية، وتؤدي دورها كامرأة وزوجة وأم بكل قوة وإصرار.
المرأة العراقية تجاوزت دورها التقليدي وأصبحت قوة مؤثرة في كل المجالات سواء في السياسة او الاقتصاد او التعليم، أو الإعلام دورها يتعزز يوماً بعد يوم، وظهورها في اللقاءات الصحفية بجانب زوجها المسؤول هو تأكيد على أنها ليست فقط داعمة، بل هي شريكة حقيقية في صناعة النجاح وهذا الظهور هو تعبير عن تطور الوعي الاجتماعي تجاه دور المرأة العراقية، وإبراز لقدرتها على قيادة التغيير في المجتمع.
إن دور المرأة العراقية لم يكن يومًا هامشيًا، بل هو دور حاسم ومحوري في كل مراحل تاريخ العراق الحديث اليوم ظهور زوجات المسؤولين في اللقاءات الصحفية هو تأكيد جديد على أن المرأة جزء لا يتجزأ من القيادة والمجتمع وأنها تساهم بقوة في صنع القرار وقيادة الأسرة و علينا تشجيع هذا الظهور الإيجابي ودعمه فهو ليس فقط تعبيرًا عن ثقافة الأسرة بل هو تمثيل لقوة المرأة العراقية ومكانتها الحقيقية في المجتمع.