حرية ـ (9/3/2025)
رد عضو في الفريق التفاوضي الروسي في مفاوضات الرياض مع أميركا، كيريل دميترييف، اليوم الأحد، على تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (بي إن دي)، برونو كال، حول الحرب في أوكرانيا.
حيث وصف دميترييف، وهو أيضاً رئيس الصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة والممثل الخاص للرئيس الروسي للتعاون الاقتصادي والاستثماري مع الدول الأجنبية، محاولات إطالة أمد النزاع في أوكرانيا بأنها خطيرة وخاطئة، مؤكداً أن العالم يحتاج للسلام، وليس حرباً لا نهاية لها.
“صدق مثير”
وكتب عبر منصة “إكس”: “صدق مثير: رئيس الاستخبارات الألمانية يحذر من أن السلام في أوكرانيا قبل عام 2029 قد يشكل تهديداً إضافياً لأوروبا”.
كما أضاف أن “هذه المحاولات لإطالة أمد النزاع بهدف إضعاف روسيا خاطئة وخطيرة”، مشدداً على أن “العالم يحتاج إلى السلام، وليس حرباً لا نهاية لها”.
اختبار وحدة الغرب
يشار إلى أن برونو كال، كان أعرب عن اعتقاده بأن روسيا تسعى إلى اختبار وحدة الغرب، لاسيما فيما يتعلق بالمادة الخاصة بالتضامن بين دول حلف شمال الأطلسي.
وفي تصريحات لمحطة “دويتشه فيله”، أمس السبت، قال إن هناك تفكيراً في روسيا حول اختبار مدى موثوقية المادة 5، مردفاً: “نأمل بشدة ألا يكون هذا الأمر صحيحاً، وألا نضطر لمواجهة موقف يجري فيه هذا الاختبار. لكن يجب أن نفترض أن روسيا تريد اختبارنا واختبار وحدة الغرب”، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني (بي إن دي) برونو كال
كما اعتبر أن توقيت قيام روسيا باختبار المادة 5 يعتمد أيضاً على تطورات سير الحرب في أوكرانيا، لافتاً إلى أنه إذا توقف النزاع قبل عام 2029 أو 2030، فسرعان ما ستكون روسيا في وضع يسمح لها بخلق تهديد لأوروبا مستخدمة في ذلك مواردها التقنية والمادية والبشرية.
“تهديد ملموس أو محاولة ابتزاز”
كذلك استطرد قائلاً: “هنا قد يحدث أيضاً أن يظهر تهديد ملموس أو محاولة ابتزاز من الجانب الروسي تجاه الأوروبيين في وقت أسبق مما كنا نحسبه”.
ورأى أن “إنهاء الحرب في أوكرانيا في وقت مبكر سَيُمَكِّن الروس من توجيه طاقتهم إلى حيث يريدون حقاً، أي ضد أوروبا”.
كما عدّ أن روسيا تضع نصب عينيها نظاماً عالمياً شبيهاً بذلك الذي كان قائماً في أواخر تسعينيات القرن الماضي في أوروبا، حيث تم تقليص دور الحماية الذي يلعبه الناتو وتوسيع نطاق نفوذ روسيا غرباً، مشيراً إلى أن “الوضع سيكون في أفضل حالاته بالنسبة لروسيا عندما تخلو أوروبا من وجود الأميركيين”.
المادة 5
ويعتمد الناتو، باعتباره تحالفاً دفاعياً، على مبدأ الردع، حيث تعد المادة 5 من معاهدة شمال الأطلسي عنصراً أساسياً في هذا الإطار. وتنص هذه المادة على أن أي هجوم مسلح ضد دولة أو أكثر من الدول الأعضاء في الحلف يعتبر هجوماً ضد جميع الأعضاء.
يذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان أكد بوقت سابق أن هدف تسوية النزاع في أوكرانيا يجب ألا يكون هدنة مؤقتة أو استراحة لإعادة تجميع القوات وإعادة التسلح من أجل استئناف القتال لاحقاً، بل سلام طويل الأمد يقوم على “احترام المصالح المشروعة لجميع الناس والشعوب التي تعيش في هذه المنطقة”.