حرية ـ (11/3/2025)
أزيلت في واشنطن جدارية “حياة السود مهمة” (Black Lives Matter) التي كُتبت بحروف صفراء ضخمة على الطريق بالقرب من البيت الأبيض، بعد ضغوط من الحزب الجمهوري.
ووفقًا لتقرير صحيفة “لو فيغارو” كانت هذه الجدارية رمزًا بارزًا للاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي اندلعت عام 2020 إثر مقتل جورج فلويد، وهو أمريكي من أصول إفريقية، على يد شرطي أبيض.
بدورهم، يعتبر معارضو الإزالة أن هذا الفعل محاولة لمحو ذكرى الحركة وإنكار تأثيرها، في حين يرى مؤيدو القرار أنه خطوة نحو إزالة الرموز السياسية من الفضاء العام.
وأوضح التقرير أن “عمال البناء، بدأوا يوم الاثنين إزالة الجدارية التي كانت قد ظهرت في عام 2020، في خطوة أثارت ردود فعل غاضبة في الأوساط الشعبية والسياسية”.
ولفتت إلى أنه تم رسم الجدارية على الطريق بالقرب من البيت الأبيض في سياق الاحتجاجات التي اجتاحت الولايات المتحدة عقب مقتل فلويد، كإعلان تضامني مع حركة “حياة السود مهمة” المطالبة بإنهاء العنصرية وعنف الشرطة ضد الأمريكيين من أصول إفريقية.
وقال تقرير “لوفيغارو” إنه منذ أن عاد دونالد ترامب إلى الساحة السياسية، تعرضت الجدارية لانتقادات مستمرة من قبل العديد من الشخصيات الجمهورية، معتبرين أنها تمثل تحديًا للقيم التي يدافعون عنها.
وعبرت إحدى المواطنات من أصول إفريقية، التي زارت الموقع لمشاهدة الجدارية للمرة الأخيرة، عن أسفها قائلةً: “إنهم يقولون بشكل أساسي إنه لم يحدث شيء من هذا القبيل”.
فيما عبرت تواجانا مكاليستر، وهي عاملة صحية من ولاية ماريلاند، عن استيائها من إزالة الجدارية، موضحة أنها كانت تمثل لحظة تضامن من القادة مع المجتمع الأسود.
وأضافت مكاليستر: “لكن بالنسبة له “ترامب”، فإن تاريخ السود لا يهم بتاتًا”.
من جهتها، قالت عمدة واشنطن، موريل باوزر، التي تنتمي إلى الحزب الديمقراطي، إن أولوياتها قد تغيرت في الوقت الحالي.
وأضافت باوزر أنها تركز على ضمان “بقاء سكان المدينة واقتصادها” في ظل مخاوف من تأثير تسريح الموظفين الفيدراليين الذين دعمهم ترامب وحليفه إيلون ماسك، رافضة التعليق على ما إذا كانت الإزالة قد تمت تحت ضغوط من البيت الأبيض، لكنها أكدت أن هناك دائمًا من يعارض الجدارية.
وخلص التقرير إلى القول إن إزالة الجدارية تظل بمثابة حدث مثير للجدل يعكس التوترات العميقة التي تشهدها الساحة السياسية الأمريكية، حيث يواصل الجدل حول رمزية “حياة السود مهمة” وأثرها على الوعي الاجتماعي والسياسي في الولايات المتحدة.
وبينما يعتبر بعضهم أن هذا القرار يعكس رغبة في طي صفحة مؤلمة من تاريخ البلاد، يرى آخرون أنه محاولة لتجاهل القضايا التي لا تزال تؤثر على حياة الأمريكيين من أصول إفريقية.