حرية ـ (11/3/2025)
أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء أن طائراته شنّت غارات استهدفت أنظمة جوية في جنوب سوريا ليل الإثنين، مشيرا الى أنها كانت تهدف إلى “إزالة تهديدات مستقبلية”.
وكان الإعلام الرسمي السوري أفاد في وقت متأخر ليل الإثنين عن وقوع غارات إسرائيلية استهدفت مواقع في محافظة درعا بجنوب البلاد. من جهته، أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان بأن عدد الغارات بلغ 17 واستهدفت مواقع عسكرية للجيش السوري السابق، بينها منصات مراقبة ودبابات.
وأفاد الجيش في بيان “أغارت طائرات حربية لسلاح الجو خلال ساعات الليلة الماضية (الإثنين) في منطقة جنوب سوريا على رادارات ووسائل رصد تستخدم لبلورة صورة استخبارات جوية”.
كما “تمت الاغارة على مقرات قيادة ومواقع عسكرية احتوت على وسائل قتالية وأليات عسكرية” في جنوب سوريا، بحسب بيان الجيش.
واعتبر أن “وجود هذه الأنظمة في جنوب سوريا يشكل تهديدا” على إسرائيل وجيشها، مضيفا “تمّ استهداف هذه المواقع لإزالة تهديدات مستقبلية”.
وكانت وكالة سانا الرسمية السورية أفادت بأن الغارات طالت محيط بلدتي جباب وإزرع في شمال محافظة درعا، من دون أن تحدد المواقع المستهدفة.
وإثر الاطاحة بالرئيس بشار الأسد في كانون الأول/ديسمبر، شنّت اسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء سوريا، قالت إن هدفها منع استحواذ الإدارة الجديدة على ترسانة الجيش السابق.
كما توغل جيش إسرائيل داخل المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، والواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله من الهضبة السورية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو طالب في شباط/فبراير بجعل “جنوب سوريا منزوع السلاح بالكامل” مؤكدا أن الدولة العبرية لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب دمشق.
وجاءت الغارات الأخيرة بعد تحذير وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر دول العالم من القيادة السورية الجديدة.
ورأى ساعر أن الشرع وفريقه “كانوا جهاديين وما زالوا جهاديين، حتى لو ارتدوا بدلات الآن”، مضيفا في مقابلة مع صحيفة ألمانية نُشرت الأحد “يجب ألا تفشل أوروبا في قراءة الواقع. يجب أن تستيقظ. يجب أن تتوقف عن منح الشرعية لنظام كانت أفعاله الأولى – وهو أمر غير مفاجئ بالنظر إلى خلفيته الإرهابية المعروفة – هذه الفظائع”.
وكان ساعر يعلّق على أعمال عنف شهدتها المنطقة الساحلية في غرب سوريا اعتبارا من السادس من آذار/مارس، أسفرت وفق المرصد السوري لحقوق الانسان، عن مقتل أكثر من ألف مدني غالبيتهم الساحقة من أبناء الأقلية العلوية التي ينتمي إليها الأسد.
وأعلنت السلطات السورية الإثنين انتهاء العملية العسكرية في منطقة الساحل ضدّ مسلحين موالين للأسد.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي “يجب على المجتمع الدولي أن يستفيق، وأن يتوقف عن منح الشرعية المجانية لنظام كانت أولى أفعاله هذه الفظائع”.
وقبل سقوط الأسد، شنّت إسرائيل مئات الغارات الجوية على سوريا، استهدفت مواقع عسكرية للجيش، وأخرى مرتبطة بإيران وحزب الله اللذين كانا يقدمان دعما لقوات دمشق في النزاع الذي اندلع في البلاد عام 2011.