حرية ـ (12/3/2025)
رحب زعماء أوروبيون الأربعاء، بنتائج مباحثات جدة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، معتبرين أن استعداد كييف لقبول المقترح الأميركي بهدنة 30 يوماً في الحرب مع روسيا، “خطوة إيجابية” نحو السلام.
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إن هدنة لمدة 30 يوماً هي “خطوة هامة” تجاه سلام عادل في أوكرانيا، وأضاف شولتز: “فكرة وقف لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، هي خطوة صحيحة وهامة تجاه سلام عادل في أوكرانيا. نقف مع أوكرانيا والولايات المتحدة، ونرحب بالمقترح الصادر عن مفاوضات جدة. الأمر الآن بيد بوتين”.
وهنأ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على “انفراجة هامة”.
وأضاف: “هذه خطوة مهمة لأجل السلام في أوكرانيا. جميعنا نحتاج الآن إلى مضاعفة جهودنا لأجل سلام آمن ودائم في أقرب وقت ممكن”
فيما اعتبر رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن موافقة كييف على مقترح الهدنة “خبر إيجابي”، وقال رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك إنه يعتقد أن محادثات أوكرانيا الأخيرة هي “خطوة مهمة نحو السلام”.
ورحبت رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بنتائج المحادثات، وقالت: “هذا تطور إيجابي يمكنه أن يكون خطوة تجاه سلام شامل وعادل ودائم في أوكرانيا. الكرة الآن في ملعب روسيا”.
وشددت على أن الاتحاد الأوروبي “مستعد للعب دوره بالكامل، بالتعاون مع الشركاء في مفاوضات السلام المقبلة”.
وقفزت الأسهم الأوروبية الأربعاء، بعد قبول أوكرانيا للمقترح الأميركي.
“خارطة طريق”
وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيا في وارسو الأربعاء، إن كييف مستعدة لتشكيل فريق للعمل على خارطة طريق للوصول إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا.
وأضاف سيبيا الذي وصل وارسو قادماً مدينة جدة السعودية حيث عقد محادثات مع الوفد الأميركي برئاسة وزير الخارجية ماركو روبيو الثلاثاء، بشأن التوصل لنهاية للحرب، إن أوكرانيا هي “أكثر دولة تريد نهاية للحرب، والسلام العادل”.
وكانت الولايات المتحدة وأوكرانيا قد أعلنتا في بيان مشترك في ختام مباحثات جدة، أن كييف مستعدة لقبول اقتراح أميركي بهدنة لمدنة 30 يوماً “إذا وافقت روسيا”.
وقال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي إنه يمكنه تأكيد استئناف إمدادات الأسلحة لأوكرانيا عبر بولندا، وفق الاتفاق بين كييف ووواشنطن في جدة، كما أكد أن اتصال أوكرانيا بالانترنت عبر خدمة ستارلينك المملوكة للملياردير الأميركي إيلون ماسك، لا تزال تعمل.
هدنة 30 يوماً
وأعربت أوكرانيا في ختام محادثات الثلاثاء، عن استعدادها لقبول الاقتراح الأميركي بفرض وقف فوري ومؤقت لإطلاق النار لمدة 30 يوماً، يمكن تمديده باتفاق متبادل بين الأطراف، ويخضع ذلك لموافقة وتنفيذ متزامن من قبل روسيا”، وأضافا أن “الولايات المتحدة ستبلغ روسيا بأن المعاملة بالمثل من الجانب الروسي هي المفتاح لتحقيق السلام”.
وقال البيان إن الولايات المتحدة سترفع على الفور التجميد عن تبادل المعلومات الاستخباراتية، واستئناف تقديم المساعدات الأمنية لكييف.
كما اتفق رئيسا البلدين دونالد ترمب وفولوديمير زيلينسكي على “إبرام اتفاق شامل في أقرب وقت ممكن لتطوير الموارد المعدنية الحيوية في أوكرانيا بهدف توسيع الاقتصاد الأوكراني، وضمان ازدهاره وأمنه على المدى الطويل”.
وأشاد ممثلو البلدين، بحسب البيان، بـ”شجاعة الشعب الأوكراني في الدفاع عن وطنه، واتفقوا على أن الوقت قد حان للبدء في عملية تحقيق سلام دائم”.
وأكد الوفد الأوكراني “امتنان الشعب الأوكراني العميق لترمب، وللكونجرس الأميركي، وللشعب الأميركي، على إتاحة الفرصة لإحراز تقدم حقيقي نحو السلام”، وفق نص البيان.
ترمب: نأمل أن توافق روسيا
وقال ترمب، الثلاثاء، إنه سيدعو نظيره زيلينسكي لزيارة البيت الأبيض مرة أخرى، وسيتحدث إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هذا الأسبوع.
وأعرب ترمب عن أمله في أن توافق روسيا على العرض (الهدنة)، قائلاً: “الآن علينا نقل العرض إلى موسكو، وآمل أن يوافق الرئيس (فلاديمير بوتين) على هذا”. وتابع: “آمل في تحقيق وقف كامل لإطلاق النار خلال الأيام المقبلة”. وأضاف: “أعتقد أنني سأتحدث إلى بوتين هذا الأسبوع”.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إن “أوكرانيا اتخذت اليوم خطوة ملموسة في اتجاه السلام، ونأمل أن تبادلها روسيا بالمثل”، معبراً عن شكره للسعودية لاستضافة هذه المحادثات.
وأضاف روبيو أن “العرض المطروح هو إيقاف إطلاق النار”، معتبراً أن “الطريقة الوحيدة لإنهاء هذه الحرب هو عبر التفاوض، فلا يوجد حل عسكري لهذه الحرب، فالحل الوحيد لإنهائها وتحقيق هدف الرئيس ترمب المتمثل في السلام هو التفاوض”.
وذكر مستشار الأمن القومي الأميركي مايك والتز أن الوفد الأوكراني “أوضح بشكل جلي أنهم يتشاركون في رؤية الرئيس ترمب للسلام، وهم عازمون على إنهاء القتال، ووضع حد للمأساة التي تستنزف البشر، والثروات الوطنية”.
ولفت إلى أن “الأوكرانيين اتخذوا خطوات ملموسة وقدموا مقترحات عملية، حيث لم يقتصر الأمر على قبولهم لاقتراحنا بوقف كامل لإطلاق النار، والذي يمكنكم الاطلاع على تفاصيله في بياننا المشترك الذي أصدرناه معاً، بل تطرقنا أيضاً إلى تفاصيل جوهرية بشأن كيفية إنهاء هذه الحرب بشكل دائم، ونوع الضمانات التي سيحصلون عليها لضمان أمنهم وازدهارهم على المدى الطويل”.