حرية ـ (12/3/2025)
عندما أمر الخليفة العباسي، المتوكل، ببناء جامع في مدينته الجديدة سامراء، على نهر دجلة، بحدود العام 850 ميلادي، اختار أن يتميز بمساحته وفنائه الكبيرين، لكن تلك الميزة لم تجلب له الشهرة المطلوبة.

فقد أتقن أحد المعماريين في تلك الحقبة، تصميم وبناء مئذنة فريدة للجامع، ما لبثت أن سرقت الأضواء منه، وباتت من معالم الخلافة العباسية، وظلت شامخة حتى الآن قرب المسجد الذي تلاشت آثاره.
واكتسبت مئذنة “الملوية” اسمها من تصميمها الفريد في ذلك الزمان، حيث تلتوي بشكل أسطواني حلزوني يتيح الصعود لقمتها التي يبلغ ارتفاعها 52 متراً.
وبدلاً من أن يكون اسمها مئذنة المسجد الكبير في سامراء، بات اسم المسجد، جامع الملوية في سامراء.
وتحمل الملوية تصميم المعماري دليل بن يعقوب، وقد بناها من الطابوق الفخاري قرب الحائط الشمالي للمسجد، وترتكز على قاعدة مربعة يبلغ طول ضلعها 33 متراً.

وفوق تلك القاعدة المربعة، تبدأ المئذنة الأسطوانية بالصعود في خمس طبقات تتناقص مساحتها بالارتفاع.
ويحيط بالملوية من الخارج، سلم حلزوني بعرض 2 متر يلتف حول بدن المئذنة بعكس اتجاه عقارب الساعة ويبلغ عدد درجاته 399 درجة.
وتنتهي الملوية بقمة تشكل مكان وقوف المؤذن لإعلان وقت الصلوات، فيما باتت اليوم مكاناً لالتقاط صور وتوثيق صعود الملوية وقد باتت من أشهر معالم العراق من الحقبة العباسية.
فقد طبعت صورتها على واحدة من فئات العملة المحلية، وصدرت طوابع بريدية تحمل صورتها أيضاً، بينما تتصدر قوائم تراث وآثار سامراء التي كانت عاصمة للخلافة العباسية لعقود.
يُشار إلى أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو” (UNESCO) أدرجت سامراء عام 2007 ضمن قائمة التراث العالمي.
وتقع سامراء شرق نهر دجلة في محافظة صلاح الدين، وتبعد عن بغداد بنحو 125 كيلومترا إلى الشمال.