حرية ـ (16/3/2025)
لم تمر سوى ساعات على بدء العمليات الأمريكية ضد جماعة أنصار الله “الحوثيين” في اليمن، حتى ظهرت فصائل مسلحة تدعو لـ”الجهاد” لحماية العراق من جهة، ومن جهة أخرى للدفاع عن اليمن ومواجهة الهجوم الأمريكي، وسط توتر كبير في المنطقة، ولاسيما أن واشنطن أعلنت صراحة أن عملياتها في اليمن ستستمر بهدف القضاء على الحوثيين ووقف تصعيدهم ضد الملاحة الدولية.
وانطلقت يوم أمس، عمليات عسكرية أمريكية، استهدفت مواقع الحوثيين وأهم مراكز القيادة والتصنيع لديهم، محدثا أضرارا كبيرة، وقد وصفت آثار القصف بأنها “أشبه بالزلزال” حسب ما روى شهود عيان لبعض وسائل الإعلام العربية.
وهذه العملية الأمريكية، وبحسب مسؤولين في واشنطن، فهي تحذير لإيران، وسوف تستمر لغاية إنهاء أي تهديد للملاحة البحرية، وقد دانت إيران وروسيا هذه العمليات، ودعتا إلى وقفها فورا، لكن بالمقابل، فإن الحوثيين أكدوا أن استهدافهم للسفن في البحر الأحمر “لن يتوقف”.
“وجوه جديدة”
في العراق، سريعا ما ظهرت فصائل مسلحة جديدة، اصدرت بيانات وفيديوات، دعت فيها إلى التطوع لحماية العراق والدفاع عن اليمن، ولعل أولها، لواء “قوات درع العباس الاستشهادية”، حيث جرى الإعلان عنها من قبل شخص القى كلمة معدة مسبقا، فيما ظهر خلفه شخصان ملثمان، في حين عُلِّقت وراءهم صورة الامين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله.
وبحسب المتحدث الذي ظهر بالفيديو، فإن أهداف التشكيل هو “حماية العراق والعقيدة”، فيما خاطب المواطنين العراقيين وأبناء الحشد الشعبي ودعاهم للانضمام “للمشروع الجهادي”.
وفي فجر اليوم الأحد، أصدر فصيل يحمل أسم “كتائب صرخة القدس”، بيانا موجها إلى زعيم الحوثيين، عبد الملك الحوثي، وفيه “نتابع بقلق وغضب بالغ ما يقترفه العدو الأمريكي من جرائم بشعة بحق أهلنا في اليمن، حيث يواصل عدوانه الهمجي الغاشم، مستهدفا الأبرياء، ضاربًا عرض الحائط بكل القوانين والأعراف الدولية، في محاولات يائسة لكسر إرادة الشعب اليمني الصامد”.
وأكد “إننا في كتائب صرخة القدس نعلن بكل وضوح أننا على أهبة الاستعداد ورهن إشارة القائد عبد الملك الحوثي للرد على هذه الجرائم من خلال استهداف مصالح العدو الأمريكي في المنطقة حيثما وجدت وبالوسائل المناسبة التي تجعلهم يدفعون ثمن جرائمهم بحق شعوبنا”.
وتعد عمليات الفصائل المسلحة ضد القوات الأمريكية، من أبرز الملفات التي شكلت تهديدا للعراق، فضلا عن مشاركتها باستهداف إسرائيل خلال حربها مع لبنان، الأمر الذي وضع العراق بقائمة الأهداف الإسرائيلية، وقد العديد من المسؤولين العراقيين، أن واشنطن أدت دورا بوقف الضربة الإسرائيلية على العراق، نتيجة لمشاركة الفصائل المسلحة.
ومؤخرا توقف نشاط الفصائل المسلحة، وقد كشف الرئيس العراقي عبداللطيف رشيد، أن “نشاط الفصائل المسلحة متوقف الآن خاصة أنهم استمعوا لنصائح الحكومة العراقية، واتفقوا على وقف أي نشاط عسكري ضد أي جهة كانت، والآن نشاطاتهم متوقفة وعدم وجود أي تهديد لأي طرف في العراق”.
سيناريو مكرر
وشهد العراق عام 2020، بعد اغتيال نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، ظهور العديد من الفصائل المسلحة، التي نفذت عمليات ضد القوات الأمريكية، وعلى إثرها استهدفت واشنطن العراق بضربات جوية عديدة منذ ذلك الوقت.
وكانت تلك الفصائل هي: أصحاب الكهف، وعصبة الثائرين، وسرايا ثورة العشرين الثانية، وجماعة ثأر المهندس، وقوات ذو الفقار، وأولياء الدم، وسرايا المنتقم، وقاصم الجبارين، والغاشية، وجميعها نفذت عمليات استهداف، سواء لأرتال القوات الأمريكية أو لقواعدها، وأعلنت ذلك ببيانات وفيديوهات وجرى تأكيدها من مصادر أمنية، قبل أن تنتهي كمسميات الآن، رغم استمرار النشاط ضد القوات الأمريكية.