حرية ـ (23/3/2025)
كشفت مصادر مطلعة، يوم الأحد، أن رئيس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي نقل، خلال زيارته الأخيرة إلى اليمن، رسالة إيرانية تدعو إلى التهدئة والانخراط في مسار تفاوضي مع الولايات المتحدة الأمريكية، وسط تصاعد التوترات في البحر الأحمر وباب المندب.
وأكدت المصادر أن الرسالة التي حملها عبد المهدي جاءت ضمن جهود وساطة تقودها بغداد بهدف تخفيف حدة التصعيد العسكري في المنطقة، والعمل على إيجاد تسوية سياسية شاملة تحفظ الاستقرار الإقليمي.
وأوضحت المصادر أن “العراق يسعى لأن يكون ساحة تفاوض لا صراع، عبر تحركات دبلوماسية ووساطات تحمل رسائل تهدئة ودعم لاستقرار المنطقة، خصوصًا مع سعي إيران إلى إعادة ضبط قواعد الاشتباك لدول محور المقاومة، وفتح نافذة تفاهم مباشر بين الولايات المتحدة والحوثيين”.
وأضافت أن قائد فيلق القدس الإيراني إسماعيل قاآني، الذي زار بغداد الأسبوع الماضي، حمل رسالة موازية مفادها ضرورة التهدئة وفتح قنوات تواصل مع واشنطن، بما يُمهّد لخفض التصعيد العسكري مقابل وقف الضربات الأمريكية ضد اليمن.
وبحسب المصادر، فإن اختيار عبد المهدي لتسليم الرسالة لم يكن عشوائيًا، بل يأتي كونه شخصية تحظى بثقة طهران ويتمتع بعلاقات واسعة وقدرة على التفاهم مع الأطراف المعنية. ومن المتوقع أن تتضح نتائج الزيارة نهاية الأسبوع الجاري، في حال شهدت المنطقة توقفًا في العمليات العسكرية.
التمثيل الحوثي في العراق يثير جدلًا
وفي سياق متصل، نفت المصادر وجود أي دور حكومي عراقي في دعم التمثيل الحوثي داخل البلاد، مشيرة إلى أن الحكومة العراقية حريصة على إبقاء العراق خارج دائرة الصراعات الإقليمية المسلحة، وترفض استخدام أراضيه من قبل أي جماعات تحت أي غطاء.
وأكدت المصادر أن ملف تواجد الحوثيين في العراق، خاصة في محافظة ديالى، لا يحتاج إلى مفاوضات مباشرة مع الجانب اليمني، كونه تحت متابعة أمنية وإدارية مباشرة من الجهات المعنية.
عبد المهدي يتحدث من اليمن: اليمنيون يزدادون قوة رغم الحصار
وكان عبد المهدي قد ألقى كلمة خلال مشاركته في المؤتمر العلمي الدولي الثالث “فلسطين قضية الأمة المركزية” في اليمن، أشار فيها إلى أن استمرار العدوان الأمريكي لم يُضعف اليمن، بل زاده تطورًا وقوة.
وقال إن “اليمنيين طوروا من أساليب عملياتهم وحصارهم للعدو الإسرائيلي بصورة غير مسبوقة”، مضيفًا أن “اليمن يصعد كلما صعد العدو، في وقت يستهلك فيه العدو مخزوناته المتراكمة”.
تصعيد أمريكي ورسائل نارية من ترامب
وتأتي هذه التطورات في ظل تصعيد أمريكي مستمر ضد جماعة الحوثي، حيث توعّد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالقضاء على الجماعة بشكل كامل، وكتب عبر منصته “تروث سوشال”:
“أضرار كبيرة لحقت بالهمجيين الحوثيين… سيتم القضاء عليهم تمامًا. هذه ليست معركة عادلة ولن تكون كذلك.”
بغداد تسعى للعب دور توازني إقليمي
يُشار إلى أن الدور العراقي المتصاعد كوسيط في الأزمات الإقليمية يعكس رغبة بغداد في استعادة دورها المحوري في توازنات الشرق الأوسط، عبر قنوات دبلوماسية متعددة تجمع أطراف الصراع وتدفع باتجاه التهدئة، بعيدًا عن الاصطفافات السياسية الحادة.