حرية ـ (25/3/2025)
أفاد موقع “النشرة الامريكية للنقل” المتخصص بشؤون الشحن التجاري، بأن العراق سيبدأ في الاسبوع المقبل تطبيق نظام عالمي للنقل، ما سيشكل بداية عهد جديد في مجال الخدمات اللوجستية والتجارة الدولية.
وأوضح تقرير للموقع، أن “نظام”TIR” سيصبح عمليا بشكل كامل مع بدء تشغيله في العراق في الاول من ابريل/نيسان 2025.
يذكر ان”TIR”هو نظام عبور جمركي دولي يسمح للبضائع بالمرور من بلد المنشأ الى بلد المقصد في حاويات تحميل مختومة مع رقابة جمركية على طول سلسلة التوريد، وهي ما يسمح لشركات النقل والسلطات الجمركية بادخار الوقت والمال بشكلٍ كبير على الحدود.
واعتبر التقرير، انه من خلال هذا الانجاز المهم، فان العراق سيعزز موقعه كمركز تجاري رئيسي في الشرق الاوسط، مما يجعل نقل البضائع اكثر كفاءة وامانا عبر الحدود العراقية وخارجها.
وبالاضافة الى ذلك، قال التقرير إن نظام”TIR” سيؤدي دورا مهما في تحويل مشروع “طريق التنمية” في العراق الى واقع، مذكرا بان هذا المشروع سيربط جنوب العراق بشماله، كما يوفر معبرا تجاريا فعالا يربط اسيا ودول مجلس التعاون الخليجي وتركيا واوروبا.
وبحسب التقرير الامريكي، فإن شركات الخدمات اللوجستية والنقل مستعدة للبدء بتطبيق عمليات”TIR”من نقاط انطلاق مثل مرسين في تركيا الى دول مجلس التعاون الخليجي عبر ميناء ام قصر العراقي، مضيفا ان العمليات التجريبية اظهرت ان هذه الرحلة يمكن استكمالها خلال اقل من اسبوع، مقارنة بحد ادنى 14 يوما عبر البحر الاحمر، او 26 يوما اذا اضطرت السفينة للدوران حول افريقيا.
ونقل التقرير، عن وزير النقل العراقي رزاق السعداوي، قوله إن “تشغيل نظام TIR في العراق، والذي لعب الاتحاد الدولي للنقل البري دورا مهما فيه، يشكل انجازا كبيرا، حيث يضع البلد عند مرحلة جديدة من الاستثمارات المحتملة والتجارة البينية مع جيراننا والدول الاخرى في المنطقة”.
وبحسب الوزير العراقي، فان “TIR” سيستفيد من الموقع الاستراتيجي للعراق ويساهم في تعزيز كفاءة التجارة العابرة للحدود، مشيرا الى ان هذه الخطوة التي يدعمها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، ستؤدي الى الحد من وقت النقل بنسبة 80% والتكاليف بنسبة 38%، مما سيوفر فوائد اقتصادية كبيرة وفرص عمل، مضيفا ان العراق عمل طوال العامين الماضيين على تطوير البنية التحتية للنقل البري بالتعاون مع جميع الجهات المعنية. ولفت الى “اننا ملتزمون بتعظيم فوائد النظام في العراق لدعم قطاع النقل والاقتصاد الوطني”.
كما عبر الأمين العام لاتحاد النقل البري الدولي امبرتو دي بريتو، عن حماسه لهذا الانجاز “التاريخي” حيث نقل التقرير عنه قوله انه “طوال 8 عقود تقريبا، ساهم نظام TIR في تعزيز التجارة الامنة، وانا اتطلع لرؤية اول شاحنة TIR تعبر الاراضي العراقية”، مشيرا الى ان هذه الشاحنات ستعبر البلد بسلاسة وستتحرك عبر ممرات توفر مستوى عاليا من الامن، مما سيفتح فصلا جديدا لدور العراق في التجارة الدولية.
ونقل التقرير كذلك، عن دي بريتو قوله انه في ظل مع انخفاض اوقات النقل والتكاليف في جميع انحاء البلاد والمنطقة، سيكون هذا لحظة تاريخية للتجارة العالمية ولتعزيز التكامل الاقتصادي في الشرق الاوسط”
وخلص إلى أنه من خلال دمج نظام التصريح المسبق الإلكتروني لنظام ، مع منصة TIR العراقية المحلية، فإن ذلك سيتيح تقديم معلومات الشحن مسبقا، مما يعزز كفاءة الاجراءات الجمركية، ومضيفا انه خلال رحلة الشحنة، يمكن مراقبة الشاحنات بدقة باستخدام تقنية “جي بي إس”، مع وجود نقاط تفتيش منتظمة لضمان امن الشحنات ووسائل النقل حتى تصل الى وجهتها النهائية بامان وفي وقتها المحدد.