حرية ـ (29/3/2025)
اتفق خبراء على أن إسرائيل لم تغير معادلتها في لبنان أو الإقليم حتى الآن، كما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، على خلفية معادوة ضرب بيروت، رغم نفي ميليشيا “حزب الله” مسؤوليتها عن ضربات الجمعة.
واستهدفت غارة إسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت الجمعة، للمرة الأولى منذ دخول وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني.
وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية: “أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على حي الحدث في الضاحية الجنوبية” المكتظ بالسكان.
وقال المحلل المصري الدكتور رفعت سيد أحمد، رئيس مركز يافا للدراسات الاستراتيجية، إن “نتنياهو لن يكتفي بما حققه في لبنان، بتدمير الضاحية ببيروت وأكثر من 100 قرية في جنوب لبنان وجزء كبير من قدرات حزب الله البشرية والعسكرية”.
وأضاف لـ”إرم نيوز”: “حزب الله هو العدو الأول لإسرائيل وحماس العدو الثاني، ومهما كانت إنجازات الحرب، فبقاؤه يعني عدم تحقيق أهدافها بالطبع، فما يقلقهم أنهم لايزالون يشعرون بقدرات حزب الله، فهو يحاول أن يلملم نفسه، وبالتالي عليهم أن يستمروا بالضرب حتى لا يقوم حزب الله من جديد، وبالتالي الضرب سيستمر بحجج كثيرة”.
وأوضح رفعت سيد أحمد أن “الأزمة الداخلية الإسرائيلية لها دور كبير، بتسارع القوى والتيارات المنوعة من كل اتجاه، بخلاف ضغوط ذوي الرهائن، وبالتبعية تظهر آثار ذلك على الحروب بغزة ولبنان، وللهروب من هذه الأزمة الداخلية سيستمر نتنياهو في ضرب بنك الأهداف المحدث”.
وما إذا كانت لهذه التطورات إسقاطات على الأحداث المتلاحقة في سوريا، يقول الدكتور رفعت إن “النظام السوري الجديد معروف خلفياته، ولا تقدره إسرائيل رغم علاقاتها السرية به منذ الحرب الأهلية في سوريا، ورغم رد فعله الباهتة حيال الاحتلال الإسرائيلي المتعاظم في سوريا، فلا تفصل القوات الإسرائيلية عن دمشق سوى عدة كيلومترات، وكل تطورات الإقليم أصبحت متصلة ببعضها البعض للأسف”.
فيما رأى الخبير العسكري المصري سمير فرج، أن الهدف من الغارة الإسرائيلية الأخيرة على ضاحية بيروت الجنوبية إثارة الغضب الشعبي ضد حزب الله.
وقال فرج لـ”إرم نيوز” إن “تل أبيب تلعب على وتر تأجيج الاحتجاجات الشعبية بشكل واضح من خلال الضغوط العسكرية، على غرار تلك التي خرجت في غزة”.
واعتبر أن “إسرائيل تريد فقط تحريض اللبنانيين، بأي شكل وأي حجة، على الغضب أكثر وأكثر ضد حزب الله”.
ورأى فرج أن “إسرائيل تريد أيضا توجيه رسالة إلى إيران وأذرعها، أنه لا يمكنكم التعافي، والدور قادم على طهران”.