بغداد – 3/4/2025 – حرية
في واحدة من أكبر موجات النزوح الجماعي منذ اندلاع الحرب، فر مئات الآلاف من سكان قطاع غزة يوم الخميس من مدينة رفح بعد دخول القوات الإسرائيلية إلى المدينة الواقعة في أقصى الجنوب يأتي هذا التحرك في إطار إعلان الجيش الإسرائيلي عن نيته السيطرة على مساحات واسعة من القطاع، بما في ذلك رفح، التي كانت تعتبر آخر ملاذ آمن للنازحين من مناطق أخرى في القطاع.
وفي وقتٍ سابق، أعلنت إسرائيل عن نيتها في فرض “منطقة أمنية” حول رفح، وهي خطوة تعكس تصعيدًا كبيرًا في الحرب التي استأنفتها منذ الشهر الماضي، بعد فشل الاتفاقات السابقة لوقف إطلاق النار، مما جعلها تخلّي عمليًا عن التهدئة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير.
وفي الساعات الأربع والعشرين الماضية، قالت وزارة الصحة في قطاع غزة إن غارات جوية إسرائيلية أسفرت عن مقتل 97 شخصًا على الأقل، بينهم 20 شخصًا في غارة استهدفت حي الشجاعية في مدينة غزة فجر الخميس. الوضع في القطاع يزداد تدهورًا مع تصاعد القصف الجوي والأرضي، الذي طال العديد من المنازل والمباني المدنية، مما يعمق معاناة المدنيين.
وبينما يفر العديد من السكان إلى المناطق المجاورة مثل خان يونس، عبّر عدد من اللاجئين عن استيائهم من التصعيد المستمر. أحد الفارين، وهو أب لسبعة أطفال، قال لرويترز عبر تطبيق للتراسل: “رفح راحت، قاعدين بيمحوا فيها”. وأضاف: “هم بيدمروا كل مبنى أو بيت لسه واقف”.
وفي خان يونس، المدينة التي لجأ إليها العديد من سكان رفح، تواصل الغارات الجوية الإسرائيلية تدمير المباني والمساكن. عادل أبو فاخر، أحد النازحين، قال وهو يفقد الأضرار التي لحقت بخيمته: “إيش في عنا؟ ضل عنا حاجة؟ ما ضلش، قاعدين بنموت وإحنا نايمين”.
يمثل الهجوم الإسرائيلي على رفح مرحلة جديدة من التصعيد في الحرب التي لا تظهر أي بوادر للتهدئة في الأفق. تحاول إسرائيل، من خلال هذه العمليات العسكرية المكثفة، تعزيز سيطرتها على الأراضي الفلسطينية في غزة، وهو ما يعكس استراتيجيتها في التعامل مع الجماعات المسلحة في المنطقة. وتزداد الأوضاع الإنسانية سوءًا مع كل غارة أو قصف، حيث يعاني المدنيون من تدمير واسع للمنازل والمرافق الأساسية.
من جهة أخرى، يعكس النزوح الجماعي من رفح تفشي حالة الخوف والرعب بين سكان القطاع، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني في غزة. فرار مئات الآلاف إلى المناطق المجاورة يعكس فقدان الثقة في إمكانية العودة إلى منازلهم في المستقبل القريب، خاصة مع تدمير البنية التحتية.
ورغم الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار، لا تبدو هناك مؤشرات على تغيير قريب في السياسة الإسرائيلية تجاه غزة. ومع استمرار الهجمات الإسرائيلية، يبقى السؤال المطروح: هل ستستمر هذه الحروب في تدمير غزة أم أن هناك أفقًا لحل سياسي يوقف دوامة العنف المستمرة؟
