حرية ـ (15/4/2025)
أفاد مسؤولون يمنيون وأمريكيون إن الميليشيات اليمنية تخطط لشن هجوم بري ضد الحوثيين، في محاولة للاستفادة من حملة القصف الأمريكية التي أضعفت قدرات الجماعة المسلحة.
وتنقل صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أن الفصائل اليمنية تستشعر فرصة لطرد الحوثيين من أجزاء على الأقل من ساحل البحر الأحمر الذي سيطروا عليه خلال العقد الذي انقضى منذ استيلائهم على جزء كبير من شمال غرب البلاد.
وأكد أشخاص شاركوا في التخطيط إن متعاقدين أمنيين أمريكيين خاصين قدموا المشورة للفصائل اليمنية بشأن عملية برية محتملة.
وصرح مسؤولون أمريكيون بأن الولايات المتحدة منفتحة على دعم عملية برية تقودها قوات محلية، ولكن لم يُتخذ قرار بعد بشأن دعم هذه الجهود، موضحين أن واشنطن لا تقود المحادثات بشأن عملية برية، وأن النقاش يتضمن تمكين الفصائل المحلية المتحالفة مع الحكومة المعترف بها دولياً في اليمن من تولي مسؤولية أمن البلاد.
https://twitter.com/SilentlySirs/status/1909010864444694864
الخطة
وبموجب الخطة قيد النقاش، ستنشر الفصائل المحلية المتمركزة في جنوب البلاد قواتها على طول الساحل الغربي اليمني الذي يسيطر عليه الحوثيون، وستحاول الاستيلاء على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر، حسبما ذكر مسؤولون يمنيون.
وفي حال نجاح العملية البرية، ستُجبر الحوثيين على التراجع عن أجزاء كبيرة من الساحل الذي شنّت منه الجماعة، المُصنّفة إرهابياً من قِبل الولايات المتحدة، هجمات على السفن العابرة للمياه القريبة.
وستُشكّل السيطرة على الحديدة ضربةً موجعة للحوثيين، إذ ستحرمهم من شريان حياة اقتصادي، وستقطع في الوقت نفسه طريقهم الرئيسي لتلقي الأسلحة من إيران.
وتنفي طهران علناً تزويدها الحوثيين بالأسلحة، لكن مفتشي الأمم المتحدة يتتبعون بانتظام شحنات الأسلحة المُصادرة وصولًا إلى إيران.
https://twitter.com/mestrate/status/1911996903463518321
وقال القيادي الحوثي البارز، محمد علي الحوثي، إن الحملة الجوية الأمريكية فشلت في وقف الجماعة، وإن أي عملية برية ستلقى المصير نفسه.
التزام أمريكي
تأتي المناقشات حول عملية برية في الوقت الذي يقول فيه مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة تدرس خيارات بشأن كيفية تقليص هجومها الجوي في اليمن، مع حرص إدارة ترامب على إظهار التزامها بحملات محدودة وتجنب الحروب التي لا تنتهي.
وبدأ الحوثيون بمهاجمة السفن العابرة للبحر الأحمر والمياه المجاورة بعد وقت قصير من إرسال إسرائيل قواتها إلى غزة رداً على الهجمات التي قادتها حماس في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، ولا تزال معظم حركة السفن التجارية تُحوّل إلى الطريق الطويل حول جنوب إفريقيا بعيداً عن البحر الأحمر وقناة السويس.
وتأتي هذه النقاشات في الوقت الذي بدأت فيه الولايات المتحدة محادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي في عُمان يوم السبت، وصرح مسؤولون أمريكيون بأن واشنطن ترغب في إدراج دعم طهران لحلفائها الإقليميين، مثل الحوثيين، في المحادثات، لكن الموضوع لم يُطرح للنقاش في مسقط، وفقاً لأشخاص مطلعين على المحادثات.
في الوقت نفسه، تعمل الولايات المتحدة أيضاً مع وسطاء عرب على خطة لوقف إطلاق النار في حرب غزة. وقد تعهد الحوثيون بوقف مهاجمة سفن الشحن في البحر الأحمر إذا انتهت الحرب في غزة.
وأمضى الحوثيون سنوات في تخزين الصواريخ والطائرات المسيرة، وإخفائها في كهوف أو منشآت تحت الأرض حيث بنوا خطوط تجميع أسلحة ومنشآت إطلاق.
البنى التحتية
ويقول محللون ومراقبون إن العملية البرية ستساعد في استهداف البنية التحتية العسكرية التي يصعب استهدافها جواً.
وقال وضاح الدبيش، المتحدث باسم القوات المشتركة على الساحل الغربي، وهي مجموعة من الميليشيات الموالية للحكومة الشرعية: “كنا مستعدين وجاهزين منذ اليوم الأول لتحرير الحديدة وجميع المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، سواءً بمشاركة أمريكية أم لا”.
وقال طارق صالح، رئيس فصيل المقاومة الوطنية اليمنية، إن العمل العسكري هو السبيل الوحيد لإنهاء التهديد الذي يمثله الحوثيون.