حرية ـ (21/4/2025)
منذ توليه منصبه قبل 12 عاماً ويسعى البابا فرنسيس إلى إحلال السلام وترسيخ روح التسامح حول العالم، وتجلى ذلك في مواقفه من الحرب الأوكرانية الروسية وكذلك الحرب في قطاع غزة، حيث ظل ينادي بوقف الهجمات الشرسة ضد المدنيين وحتى قبل وفاته بساعات.
وسعى بابا الفاتيكان طيلة السنوات الماضية إحلال السلام بين روسيا وأوكرانيا مطالباً بالحفاظ على أرواح المدنيين من البشر، وكذلك منذ اندلاع الحرب في غزة قبل عام ونصف تقريباً ظل يدعو إلى وقف الحرب بشتى الطرق.
كلماته الأخيرة حول غزة
من شرفة كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان، كانت آخر إطلالة للبابا فرنسيس بابا الفاتيكان، أمس الأحد، بمناسبة “عيد الفصح”.
وألقى “فرنسيس” رسالته الأخيرة التي ينشد فيها السلام بالعالم، إذ طالب بضرورة وقف الحروب، خاصة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والذي وصفه بأنه “يولد الموت والدمار”، ويسبب وضعاً إنسانياً مروعاً ومُشيناً.
وذكر في كلمته الأخيرة، أمام حشد في ساحة بطرس قال البابا فرنسيس في كلمته التي قرأها أحد مساعديه “أنا قريب من آلام المسيحيين في فلسطين وإسرائيل، كما أنني قريب من الشعبين”.
وتابع: “يتوجّه فكري إلى أهالي غزة، لا سيما إلى الجماعة المسيحية فيها، إذ ما يزال النزاع الرهيب يولد الموت والدمار، ويسبب وضعاً إنسانياً مروعاً ومشيناً”.
ودعا البابا فرنسيس إلى “وقف إطلاق النار وتقديم المساعدة للشعب الذي يتضوّر جوعاً ويتوق إلى مستقبل يسوده السلام”.
وفي رسالته الأخيرة، التي عندما ظهر البابا فرنسيس لفترة وجيزة في الشرفة الرئيسية لكاتدرائية القديس بطرس، جدد بابا الفاتيكان دعوته لوقف إطلاق النار الفوري في غزة.
وكان البابا فرنسيس كثف، قبل دخوله المستشفى حيث مكث 5 أسابيع للعلاج من الالتهاب الرئوي، انتقاداته للحملة العسكرية الإسرائيلية على غزة، ووصف في يناير (كانون الثاني) الماضي الوضع الإنساني في القطاع بأنه “خطير للغاية ومخز”.
وكان الفاتيكان أعلن، في بيان مصور الإثنين، وفاة البابا فرنسيس عن 88 عاما، بعد معاناة مع المرض.
رعايته للسلام بين روسيا وأوكرانيا
كما دعا البابا فرنسيس في أكثر من مناسبة إلى إجراء مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا لإنهاء الحرب التي اندلعت بسبب غزو روسيا لأوكرانيا في عام 2022، وقال البابا إن “الجرأة ضرورية لفتح الباب” للحوار “من أجل تحقيق سلام عادل ودائم” بين الجانبين.
وفي كلمة ألقاها أمام آلاف الأشخاص الذين تجمعوا في ساحة القديس بطرس، في نهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي “أتمنى أن يصمت صوت الأسلحة في أوكرانيا التي مزقتها الحرب”، وخارجها، في أكثر من مناسبة.
وقال “أدعو كل فرد وكل الناس من كل الأمم… إلى أن يصبحوا حجاجا للأمل، ولإسكات أصوات الأسلحة والتغلب على الانقسامات”.
وفي تأكيد على رسالة عيد الميلاد التي ألقاها في نهاية العام الماضي، دعا البابا فرنسيس أيضًا إلى وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، وقال “إنني أفكر في المجتمعات المسيحية في إسرائيل وفلسطين، وخاصة في غزة، حيث الوضع الإنساني خطير للغاية”، وطالب بأن “تُفتح أبواب الحوار والسلام”.