حرية ـ (21/4/2025)
تُظهر التطورات الأخيرة أن روسيا قد تلعب دوراً محورياً في الاتفاق النووي المرتقب بين الولايات المتحدة وإيران، ليس فقط من خلال قبولها كوجهة لليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة عالية، بل أيضاً كطرف محايد للحكم في حال حدوث انتهاك للاتفاق.
ي تقرير نشرته صحيفة “غارديان” البريطانية، ذكر المحرر الدبلوماسي باتريك وينتور أن المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران، التي تمت بوساطة عُمانية في روما، أحرزت تقدماً مهماً. ومن المتوقع أن تستأنف هذه المفاوضات هذا الأسبوع في جنيف، تليها جولة دبلوماسية أخرى في عُمان.
انعدام الثقة
ويسعى المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، إلى التوصل إلى اتفاق خلال 60 يوماً، رغم أن التوقعات تشير إلى وجود مقاومة من وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي يعتبر أن تعقيدات المفاوضات وعدم الثقة بين الجانبين تجعل التوصل إلى اتفاق سريع أمراً غير مرجح.
وتعتبر قضايا تخزين أو تدمير مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب، فضلاً عن الضمانات التي يمكن تقديمها لإيران في حال انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، من أصعب القضايا المطروحة على طاولة المفاوضات.
وتطالب إيران بضمانات تضمن فرض عقوبات على الولايات المتحدة في حال قررت نقض الاتفاق أو عدم الالتزام به.
مخزون اليورانيوم
فيما يتعلق بمخزون اليورانيوم، ترغب إيران في الاحتفاظ به داخل أراضيها، بينما ترفض الولايات المتحدة ذلك، وتطالب إما بتدميره أو نقله إلى دولة ثالثة مثل روسيا.
وفي هذا السياق، تعتقد إيران أنها تلقت ضمانات بأن هدف الولايات المتحدة ليس تفكيك برنامجها النووي بالكامل، رغم تصريحات سابقة لويتكوف على وسائل التواصل الاجتماعي التي أثارت ردود فعل غاضبة في طهران.
ويشير محمد أميرسي، عضو المجلس الاستشاري في مركز ويلسون للأبحاث، إلى أن إيران كانت تطلب ضمانات بعدم وجود نية أمريكية للقضاء تماماً على برنامجها النووي.
ويضيف أميرسي أن عدم الحصول على هذه الضمانات كان سيؤدي إلى توقف المفاوضات.
خسائر طهران
أما بالنسبة للضمانات، فإن إيران ترى أن الاتفاق الوحيد القابل للتنفيذ هو معاهدة رسمية يوقعها الكونغرس الأمريكي، ولكن صعوبة الحصول على مثل هذا الاتفاق بسبب التأثير المؤيد لإسرائيل في الكونغرس تجعل من هذا الخيار أمراً معقداً.
ثمة بدائل أخرى مطروحة، مثل أن توافق الولايات المتحدة على تغطية خسائر إيران في حال انسحابها من الاتفاق.
وقد طرح الإيرانيون فكرة فرض عقوبات مالية، رغم أن تنفيذها يبقى إشكالياً في غياب معاهدة رسمية.
أما الخيار الثالث، فهو أن تتولى روسيا مهمة إعادة مخزون اليورانيوم المخصب إذا قررت إيران عدم الالتزام بالاتفاق، وهو ما قد يمنح موسكو دوراً محورياً في المستقبل.
وقد يشكل هذا الترتيب تحولاً في العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران، مما يهمش دور الدول الأوروبية مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة كضامنين رئيسيين للاتفاق، ويرجح أن تبتعد الأمم المتحدة عن أي دور بارز في المستقبل.
وبعد المحادثات في روما، تحظى رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني بعلاقات جيدة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ما يجعلها في موقف قوي لإنقاذ المفاوضات في حال فشلها.
من جهتها، تكثف إدارة ترامب ضغوطها للتوصل إلى اتفاق سريع في الملفات الثلاثة التي تشارك فيها، وهي: إيران، وحماس-إسرائيل، وروسيا-أوكرانيا.