حرية ـ (26/4/2025)
تعقد مختلف الأحزاب الكردية مؤتمراً اليوم السبت في شمال شرقي سوريا، تهدف عبره إلى تقديم رؤية موحدة لكيفية بناء “سوريا المستقبل” بعد إطاحة الحكم السابق، ودور المكون الكردي.
وقال عضو هيئة الرئاسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، أبرز الأحزاب الكردية، ألدار خليل، إثر انطلاق أعمال المؤتمر في مدينة القامشلي، إن المجتمعين سيناقشون “كيفية بناء وإنشاء سوريا المستقبل، خصوصاً أن الكرد مكون رئيس ولهم الحق في أن يؤدوا دوراً أساساً” في ذلك، وأضاف “لذلك لا بد من أن يطرح الكرد ورقة حل ومشروعاً كمقترح لمستقبل سوريا”، موضحاً رداً على سؤال، أن الصيغة الفيدرالية “من ضمن المقترحات المطروحة على الطاولة”.
ويشارك أكثر من 400 شخصية بينهم ممثلو أحزاب وقوى كردية سورية وتركية ومن إقليم كردستان العراق في المؤتمر الذي يعقد بعنوان “وحدة الموقف والصف الكردي”.
ومنذ وصول السلطة الجديدة إلى دمشق، إثر إطاحة حكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024، أبدى الأكراد انفتاحاً، معتبرين أن التغيير “فرصة لبناء سوريا جديدة… تضمن حقوق جميع السوريين”، بما فيهم المكون الكردي الذي عانى خلال حكم عائلة الأسد التهميش على مدى عقود.
وأبدت السلطات الجديدة من جهتها رفضها أي محاولات تقسيم أو انفصال، في إشارة ضمنية إلى طموحات الأكراد بتكريس الحكم الذاتي الذي بنوه بعد اندلاع النزاع عام 2011.
ووقع الرئيس أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، اتفاقاً في الـ11 من مارس (آذار) الماضي، قضى “بدمج” كل المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية.
وفي كلمة خلال افتتاح المؤتمر، قال عبدي “رسالتي إلى كل المكونات السورية وحكومة دمشق هي أن المؤتمر لا يهدف، كما يقول البعض، إلى التقسيم، لا بل على العكس تماماً (يعقد) من أجل وحدة سوريا”.
وشدد على الحاجة في الوقت الراهن إلى “سوريا جديدة ودستور جديد لا مركزي”، مضيفاً “نحن مع أن تأخذ كل المكونات السورية حقها في الدستور لنستطيع بناء سوريا ديمقراطية لا مركزية”.
وأبدى الأكراد اعتراضهم على الإعلان الدستوري الذي قدمته السلطة الجديدة، معتبرين أنه لا يعكس التنوع في سوريا، ومنح الإعلان سلطات مطلقة للشرع في إدارة المرحلة الانتقالية، المحددة بخمسة أعوام.
وتسيطر الإدارة الذاتية الكردية المدعومة أميركياً على مساحات واسعة في شمال سوريا وشرقها، تضم أبرز حقول النفط والغاز. وشكلت قوات سوريا الديمقراطية، ذراعها العسكرية، رأس حربة في قتال تنظيم “داعش” وتمكنت من دحره من آخر معاقل سيطرته في البلاد عام 2019.
وقال ألدار خليل إن المجتمعين سيناقشون كذلك سبل معالجة القضية الكردية، موضحاً “سيكون للمؤتمر دور أساس في توجيه بوصلة الديمقراطية في سوريا بصورة عامة، وكيفية حل القضية الكردية بصورة خاصة”.