حرية ـ (27/4/2025)
عبد المنعم سعيد
هذا العمود وما سوف يليه من أعمدة أولا يعتمد على مقال نشره توماس فريدمان فى صحيفة النيويورك تايمز بتاريخ 25 مارس 2025 بعنوان «ماذا سمعت فى الصين هذا الأسبوع عن مستقبلنا المشترك». وثانيا أن ما يشير إليه المقال ويخص الولايات المتحدة والصين، هو فى حقيقته يخصنا ويدفعنا إلى معرفة أن العالم يتغير بسرعة ومضمون بأكثر مما نتخيل، بينما نحن لسنا مشغولين بما فيه الكفاية بما يحدث ونكتفى بالمسلسلات ومراجعة الدراما. فريدمان من أهم الكتاب الأمريكيين فى الشئون الخارجية، وهو من أكثرهم اهتماما بالتغيرات العالمية التى تقلب العالم رأسا على عقب.
بدايته التى اشتهر بها كانت تخصنا، وجاءت فى اليوم الأول من يناير 2001 عندما صدر كتابه «العربة ليكساس وشجرة الزيتون»؛ العربة كانت خلاصة التقدم الذى جرى فى العالم، وجعل العولمة السريعة والمتسارعة تعكس العالم بعدما تجاوز الحرب الباردة، ودخل إلى دنيا تجعل كوكب الأرض قرية صغيرة. شجرة الزيتون تعرف بضرب جذورها فى الأرض معبرا عن التمسك بالأصول والتقاليد القديمة. وبينما العربة تشير إلى تقدم العالم فإن الشجرة كانت تشير إلى عالم الجنوب فى عمومه، والشرق الأوسط على سبيل التخصيص.
بداية المقال كان نوعا من المناشدة لرئيسى الولايات المتحدة والصين – دونالد ترامب وشى جين بينج – للقاء مهم وأكثر إلحاحا؛ وكان هذا الطلب يستند إلى أسبوع قضاه فى بكين حيث شهد واستمع إلى الصينيين يتداولون فى مستقبلهم ومستقبل العالم والذى يختصر فى كل من الولايات المتحدة والصين. المستقبل المشترك يقوم على أن الدولتين تسبقان بفراسخ بعيدة التقدم ليس فقط فى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى AI وإنما لأنهما معا يقودان الإنسانية من خلال الذكاء الاصطناعى العام (Artificial General Intelligence (AGI . باختصار فقد حدث التطور الذى كنا نندهش له فى أفلام السينما، وهو وجود «الروبوت» الذى ذكاؤه أعلى من ذلك المتوافر للإنسان. 70% من العمل الحكومى فى الصين بات يقوم به «الروبوت»!