حرية ـ (28/4/2025)
قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي اليوم الإثنين إن فريقاً فنياً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية وصل إلى البلاد لإجراء محادثات مع خبراء نوويين، وذلك في متابعة لزيارة قام بها مدير عام الوكالة التابعة للأمم المتحدة إلى طهران في وقت سابق من هذا الشهر.
وأضاف بقائي خلال مؤتمر صحافي أسبوعي “وصل الوفد إلى إيران وسيجري محادثات فنية مع خبراء إيرانيين اليوم، بما في ذلك في شأن الضمانات”.
يأتي ذلك بعد أيام قليلة من تصريح وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بأن الوكالة التابعة للأمم المتحدة ستنضم على الأرجح إلى الجولة المقبلة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة.
وعقدت إيران والولايات المتحدة مطلع الأسبوع جولة ثالثة من المحادثات النووية في سلطنة عمان تضمنت مفاوضات على المستوى الفني.
وفي أعقاب اختتام هذه المحادثات، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد ينضمون إلى الجولة المقبلة المتوقع عقدها السبت المقبل.
وقال مدير وكالة الطاقة الذرية رافائيل غروسي خلال زيارته لطهران في الـ17 من أبريل (نيسان) الجاري إن وكالته يمكن أن تساعد على تحقيق نتيجة إيجابية في المفاوضات.
وانسحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب في 2018 من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية كبرى، مما دفع إيران لاحقاً إلى تجاوز حدود تخصيب اليورانيوم المنصوص عليها في الاتفاق والتضييق على إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي فبراير (شباط) الماضي، أصدرت الوكالة تقريراً وصفت فيه الوضع الحالي بأنه “مثير للقلق البالغ”، إذ تخصب طهران اليورانيوم إلى درجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهي نسبة قريبة من الدرجة اللازمة لصنع الأسلحة، ودأبت طهران على نفي سعيها إلى امتلاك أسلحة نووية.
وفي السياق، اتهم وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اليوم الإثنين، بـ”إملاء” إرادته على السياسة الأميركية في المحادثات في شأن البرنامج النووي الإيراني.
وقال عراقجي في منشور على منصة “إكس”، “اللافت، هو مدى الوقاحة التي يملي من خلالها نتنياهو الآن على الرئيس دونالد ترمب ما يمكنه وما لا يمكنه فعله في دبلوماسيته مع إيران”، وتوعد بالرد فوراً وبالمثل على أي عمل عسكري ضد إيران.
ودعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجدداً أمس الأحد إلى تفكيك البنية التحتية النووية لإيران بالكامل، وذلك في وقت تجري فيه واشنطن وطهران محادثات للتوصل إلى اتفاق نووي.
وعقدت الولايات المتحدة وإيران حتى الآن ثلاث جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة عمانية، بهدف التوصل إلى اتفاق يمنع طهران من الحصول على سلاح نووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية الصارمة التي فرضتها واشنطن عليها.
وبعد محادثات في روما هذا الشهر، قالت سلطنة عمان إن الولايات المتحدة وإيران تسعيان للتوصل إلى اتفاق يجعل طهران “خالية تماماً” من الأسلحة النووية ويرفع عنها العقوبات لكن “مع الحفاظ على قدرتها على تطوير الطاقة النووية السلمية”.
وقال نتنياهو إن “الاتفاق الجيد” الوحيد هو الذي ينجم عنه إزالة “كل البنية التحتية” على غرار الاتفاق الذي أبرمته ليبيا مع الغرب في 2003، وشهد تخليها عن برامجها النووية والكيماوية والبيولوجية والصاروخية.
ويتعهد مسؤولون إسرائيليون منذ فترة طويلة بمنع طهران من امتلاك أسلحة نووية، وهو التأكيد الذي كرره نتنياهو.
وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الإثنين إن “إيران قوية وواثقة بما يكفي في قدراتها على إحباط أي محاولات من قبل جهات أجنبية خبيثة لتخريب أو إملاء سياستها الخارجية عليها، ولا يسعنا إلا أن نأمل في أن يبقى نظراؤنا الأميركيون على القدر نفسه من الثبات”.
وذكرت “رويترز” في الـ19 من أبريل الجاري، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي ومصدرين مطلعين، أن إسرائيل لم تستبعد مهاجمة منشآت نووية إيرانية خلال الأشهر المقبلة، لكن ترمب أبلغ نتنياهو بأن الولايات المتحدة غير مستعدة لدعم مثل هذه العملية في الوقت الراهن.
وقال نتنياهو في تصريحات خلال وقت متأخر من مساء أمس الأحد في القدس إنه أخبر ترمب أن أي اتفاق نووي مع إيران يجب أن يمنعها أيضاً من تطوير صواريخ باليستية.
وذكر مسؤول إيراني لـ”رويترز” هذا الشهر أن طهران تعتبر برنامجها الصاروخي العقبة الرئيسة في المحادثات مع الولايات المتحدة.
وشنت إيران هجومين على إسرائيل في أبريل وأكتوبر (تشرين الأول) 2024 بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية وصواريخ كروز، بعدما قتلت إسرائيل قادة عسكريين إيرانيين ومسؤولين من جماعات متحالفة مع طهران.
وقال نتنياهو في مؤتمر لرابطة الأخبار اليهودية (جويش نيوز سينديكيت) في إشارة إلى محادثة أجراها مع ترمب “نحن على اتصال وثيق بالولايات المتحدة، لكنني قلت إن إيران لن تمتلك، بأي حال، أي أسلحة نووية”.